قيّم خبراء ومختصون منظومة السكك الحديدية الراهنة في المملكة العربية السعودية عند مستوى مرتفع بوزن نسبي بلغ 82 %، وأن 99 % من المستثمرين يرون أن التوسع في شبكة خطوط السكك الحديدية سوف يساعد في خلق فرص استثمارية جديدة، والأهمية الكبرى للربط بين المنطقة الوسطى مع المناطق الجنوبية. وفي هذا الشأن: يمثّل النقل بالسكك الحديدية هو أحد أكثر أنظمة النقل البري أماناً وأقلها تكلفة واستهلاكاً للطاقة، وكذلك أقلها تلويثاً للهواء حيث تتدنى نسبة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استهلاكها للوقود، ولا شك أن تطوير السكك الحديدية وتوسيعها بمناطق المملكة يزيد من كفاءة نقل الركاب والبضائع، كما يعزز من تنافسية السلع السعودية بالأسواق الخارجية وحتى المحلية، عبر خفض كلفة النقل، كما يزيد الربط مع دول الجوار من جاذبية السوق السعودية للمستثمرين الأجانب. ورغم ارتفاع تكلفة بناء السكك الحديدية فإن نظام النقل عبره يتميز بانخفاض استهلاك الطاقة، وانخفاض الانبعاثات الضارة، وبناءً على تقرير دولي، فإن السكك الحديدية تشكل نسبة 4،2 % من إجمالي حجم الانبعاثات الصادرة من أنظمة النقل المختلفة، كما أظهر التقرير أن نسبة استهلاك الطاقة للسكك الحديدية مقارنةً بأنظمة النقل الأخرى هي 1.9 % مما يجعل نظام النقل بالسكك الحديدية هو الأفضل. وكان منتدى الرياض الاقتصادي قد كشف في دراسة له بعنوان: «ربط مناطق المملكة بالسكك الحديدية وتأثيرها على ازدهار السياحة والخدمات اللوجستية»، أن القطاع رفع مساهمة أنشطة النقل والتخزين في الناتج المحلي الإجمالي من 6،5 % إلى أكثر من 10 %، كما يساهم في تعزيز وتحويل المملكة إلى مركزٍ عالمي للنقل والخدمات اللوجستية. وأوضحت الدراسة: أن خطط تطوير الشبكة تستهدف بلوغ أكثر من 330 مليون مسافر سنوياً، وزيادة أطوال السكك الحديدية من 5500 كم حالياً، إلى 13 ألف كم، بنسبة زيادة تبلغ 160 %، وزيادة عدد الحاويات التي تنقلها الخطوط لأكثر من 40 مليون حاوية، كما أسهم الربط بخطوط السكك الحديد للبضائع في رفع نسبة المساهمة في الناتج المحلي إلى 6.5 % في عام 2016. وقد أسهمت الزيادة في الربط بشبكة السكك الحديدية في زيادة حجم إنتاج الشبكة بين عامي 2010م و2018، حيث ارتفع حجم البضائع المنقولة من نحو 4 ملايين طن إلى نحو 9 ملايين طن، وأسهم الربط للسكك الحديدية للبضائع في عامٍ واحدٍ في إزاحة أكثر من 200 ألف شاحنةٍ، وتوفير 900 ألف برميل وقود (ديزل)، وتقليل الانبعاثات الضارة بمعدل 200 ألف طنٍ من ثاني أكسيد الكربون. وأوضحت الدراسة: أن خطط القطاع اللوجستي تهدف لرفع مؤشر أداء المملكة اللوجستي عالمياً من المرتبة 55 إلى المراتب العشر الأولى وضمان ريادتها إقليمياً، كما تستهدف الخطط تطوير 69 منصة لوجستية، وست مناطق لوجستية ثلاث منها في المطارات، وثلاث في الموانئ. وعلى المستوى السياحي أكدت الدراسة الأهمية الاقتصادية والتنموية التي يشكلها القطاع السياحي للتنمية في المملكة، حيث اعتبرته رؤية المملكة 2030 أحد القطاعات الأساسية للرقي بدور المملكة كإحدى الوجهات السياحية العالمية، ونقلت الدراسة عن وزارة السياحة عزمها زيادة الرحلات السياحية إلى 45 مليون رحلة داخلية، إضافة إلى مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي بنسبة 10 %، وأن يوفر 1.6 مليون وظيفة، وأن تستقبل المملكة 100 مليون مسافرٍ سنوياً بحلول 2030. ووفق البيانات الصادرة عن وزارة السياحة، فإن عدد الرحلات السياحية الوافدة ارتفع إلى 2،6 مليون رحلة في عام 2019، وارتفع الإنفاق السياحي إلى 33،7 ملياراً، وبلغت الرحلات السياحية المحلية 4،6 ملايين رحلةٍ في عام 2019، بحجم إنفاق سياحي 7.5 مليارات ريال. وتمثلت نتائج المسح الميداني في أن 84 % من المستثمرين لديهم تطلعات في الاستثمار في قطاع السكك الحديدية، وإن أكثر أسباب عزوف بعض المستثمرين عن الاستثمار في قطاع السكك الحديدية بسبب عدم توافر المعلومات الكافية حول الفرص الاستثمارية المتاحة بقطاع السكك الحديدية، وعدم توافر الأدلة الفنية التصميمية والتشغيلية المناسبة، وضعف التكامل بين القطاع السككي وقطاعات النقل الأخرى، وإن أكثر الدوافع للاستثمار في هذا القطاع، من وجهة نظر المستثمرين هي تفوق النقل بالسكك الحديدية، على أنظمة النقل الأخرى بالتكلفة المنخفضة، ويرى المستثمرون في قطاع السكك الحديدية أن هناك حاجة لتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية لتكون مثالية للاستثمار. يرى الخبراء والمختصون أن أكثر التحديات، والمعوقات، التي تواجه قطاع السكك الحديدية في المملكة، هو ضعف التنسيق بين القطاع السككي، والمؤسسات البحثية الأكاديمية كما يرون وجود تحديات أخرى، تتمثل في ارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة لشبكة السكك الحديدية، ويعتبر عامل الأمان من أكثر الدوافع لدى المواطنين والمقيمين للسفر عبر السكك الحديدية. وذكرت الدراسة: أن نقل الركاب والبضائع من المهام الرئيسة للنقل في المملكة، وقد كان لتقدم النقل أثر كبير في انخفاض تكلفة المنتج النهائي، وتشير الدراسات الاقتصادية إلى أن تكاليف النقل تمثل في المتوسط 10 %، من التكلفة النهائية لأي منتج، إذ أن تخفيض تكلفة النقل بنسبة 10 % مثلا يؤدي إلى انخفاض تكلفة المنتج النهائي بنحو 1 %، وتقول الدراسة: إن نسبة نقل الحاويات بالسكك الحديدية تبلغ 80 %، من إجمالي الحاويات، حيث تتميز من ناحية التكاليف، وتوفير الوقت الناتج عن إجراء التخليص الجمركي في الرياض.
مشاركة :