دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، إلى تمديد اتفاق مع موسكو يسمح لكييف بتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود. وقال زيلينسكي، بعد محادثات مع جوتيريش في كييف، إن مبادرة حبوب البحر الأسود ضرورية للعالم. وشدد جوتيريش على أهمية الاتفاق بالنسبة للأمن الغذائي وأسعار الأغذية عالمياً. وسيتم تمديد الاتفاق 120 يوماً في 18 مارس إن لم يبد أي طرف معارضته. والاتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو، وجرى تمديده في نوفمبر. وقال مصدر دبلوماسي تركي إن مطالب روسيا لم تُلب بعد، مضيفاً أن أنقرة «تعمل جاهدة» لضمان استمرار الاتفاق. وأبلغ جوتيريش الصحفيين في كييف: «أريد أن أؤكد الأهمية الكبيرة لتمديد مبادرة حبوب البحر الأسود في 18 مارس والعمل على تهيئة الظروف لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من البنية التحتية للتصدير عبر البحر الأسود بما يتماشى مع أهداف المبادرة». وأشارت روسيا، التي رفعت الحصار عن ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود بموجب الاتفاق، إلى ضرورة إزالة عقبات أمام صادراتها الزراعية قبل أن تسمح باستمرار الاتفاق. وللمساعدة في إقناع روسيا بالسماح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب في البحر الأسود، جرى إبرام اتفاق لثلاث سنوات العام الماضي، وافقت بموجبه الأمم المتحدة على المساعدة في تسهيل صادرات الأغذية والأسمدة الروسية. وفرضت الدول الغربية عقوبات صارمة على روسيا بسبب الهجوم على أوكرانيا منذ أكثر من عام. وعلى الرغم من أن صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لا تخضع للعقوبات، تقول موسكو إن القيود المفروضة على مدفوعاتها والخدمات اللوجستية والتأمين تشكل «عائقاً» أمام الشحنات. وقال المصدر الدبلوماسي التركي: «مخاوف روسيا، أو بالأحرى الصعوبات التي تواجهها، لم تُعالج بعد، لكن تركيا تقوم بدورها من أجل توصل جميع الأطراف إلى اتفاق». وتعتبر أوكرانيا وروسيا موردين رئيسيين للحبوب والأسمدة على مستوى العالم، وهو ما يعني أن الأسواق العالمية تراقب عن كثب المحادثات بشأن تمديد الاتفاق. وبحسب الأمم المتحدة، صدرت كييف حتى الآن أكثر من 23 مليون طن من الحبوب أغلبها من الذرة والقمح بموجب الاتفاق. وكانت أهم الوجهات الرئيسية للشحنات الصين وإسبانيا وتركيا وإيطاليا وهولندا.
مشاركة :