وقال خفر السواحل في بيان إن وحدات الحرس البحري بصفاقس (وسط شرق) عثرت "أثناء تمشيط السواحل" على مجموعة "تعرض مركبهم للغرق". وأوضح أن خفر السواحل تمكنوا من "نجدة وانقاذ 54" شخصا من جنسيات من دول إفريقيا جنوب الصحراء و"إنتشال 14 جثة". ويأتي هذا الحادث بينما يرغب عدد كبير من المهاجرين في مغادرة تونس بعد تصريحات وصفت "بالعنصرية" أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيّد. وشدّد الرئيس التونسي في خطاب أدلى به في 21 شباط/فبراير على وجوب اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، مؤكّدا أنّ هذه الظاهرة تؤدّي إلى "عنف وجرائم" وجزء من "ترتيب إجرامي لتغيير التركيبة الديموغرافية" للبلاد. ويتواجد في تنوس اكثر من 21 ألف مهاجر من هذه الجنسيات بمن فيهم الطلبة، وفقا لاحصاءات رسمية. ولقيت تصريحات سعيّد تنديدا واسعا من منظمات دولية وتونسية اعتبرتها "عنصرية" و"تدعو للكراهية". وتمثل تونس نقطة عبور لآلاف المهاجرين الآتين من دول جنوب الصحراء والمتجهين في رحلات غير قانونية بحرا إلى السواحل الأوروبية وتحديدا الايطالية. وتستقبل ايطاليا أعدادا كبيرة من المهاجرين الواصلين من تونس عبر البحر الأبيض المتوسط. وتفيد الأرقام الرسمية بأن هذا البلد استقبل أكثر من 32 ألف مهاجر في العام 2022 من بينهم 18 ألف تونسي. وتسجل تونس التي تبعد سواحلها أقل من 150 كيلومترًا عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، بانتظام محاولات لمغادرة المهاجرين إلى إيطاليا. وفي مسعى منه للتهدئة، أكّد سعيّد لدى استقباله مساء الأربعاء بقصر قرطاج رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو امبالو أنّ أفارقة جنوب الصحراء هم "إخوتنا"، وفق مقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية. وفي كلمة ألقاها بالفرنسية أمام ضيفه، شدّد سعيّد على أنّه دعا فحسب إلى احترام قانون بلاده وسيادتها، مشدّداً على أنّه "ما من بلد يقبل بوجود تشريعات موازية لتشريعاته".
مشاركة :