وتصاعد الغضب الشعبي منذ حادث التصادم الذي وقع في 28 شباط/فبراير في وسط اليونان ليتظاهر عشرات الآلاف في مختلف أنحاء البلاد الأربعاء. وتم توجيه اتهامات قبل أيام إلى المسؤول عن حركة القطارات الذي كان مناوبا في المحطة وقت وقوع الحادث إذ يشتبه بأنه وجّه القطارين إلى السكة ذاتها عن طريق الخطأ. والخميس، قال مصدر قضائي لفرانس برس إنه تم أيضا توجيه اتهامات للمشرف السؤول عن تحديد مواعيد عمل الموظفين الذي يشتبه بأنه أعطى مناوبة ليلية في فترة عطلة تزداد حركة القطارات خلالها عادة إلى مسؤول مناوب يفتقر للخبرة. كما تم توجيه اتهامات إلى مسؤولين آخرين عن حركة القطارات في المحطة غادرا مكان عملهما باكرا. ويواجه الثلاثة تهم الإهمال المؤدي إلى القتل غير العمد والتسبب بأذى جسدي وتعطيل حركة النقل، وقد يواجهون احتمال سجنهم مدى الحياة في حال إدانتهم. وفي ظل تزايد الغضب حيال سوء إدارة شبكة سكك الحديد منذ زمن طويل، استهل ميتسوتاكيس أول اجتماع لحكومته منذ الحادث بالتعهّد بـ"الشفافية المطلقة في التحقيق الرامي لاكتشاف نقاط القصور". وتعهّد الزعيم المحافظ الذي يتوقع بأن يترشح لولاية جديدة في الأشهر المقبلة بـ"خطوات فورية لتحسين الوضع الصعب في شبكة سكك الحديد". كما تعهّد "بذل جهود هائلة" لضمان استكمال التحسينات في أنظمة السلامة. وقال في تصريحات متلفزة "جميعنا مسؤولون عن ذلك وعلينا أن نمتلك ما يكفي من الشجاعة للإقرار بالأمر". والأربعاء، نزلت حشود ضخمة إلى الشوارع في أكبر احتجاجات حتى الآن منذ الحادث، مطالبة بتحقيق العدالة للضحايا وباستقالة الحكومة. احتجاجات رفع المحتجون لافتات كتب عليها "ليس حادثا بل جريمة" و"كان من الممكن أن يكون أي منا على متن هذا القطار" فيما اندلعت مواجهات في أثينا وتيسالونيكي، ثاني مدن اليونان. ونفّذ الموظفون اليونانيون إضرابا استمر 24 ساعة كما أضرب أطباء ومدرّسون وعاملون في قطاع النقل عن العمل الأربعاء. وتصاعدت الدعوات لميتسوتاكيس للاستقالة على خلفية الكارثة. وأثار توجيه اللوم في البداية إلى المسؤول عن حركة القطارات في المحطة غضب شعبيا إذ رأى فيه البعض محاولة لصرف الانتباه عن أزمة النقص المزمن في التمويل وسوء إدارة شبكة سكك الحديد. وفي تصريحاته الخميس، اعتذر رئيس الوزراء مجددا وقال "علينا.. ألا نختبئ خلف سلسلة أخطاء بشرية". ومن المقرر أن تقام مراسم دينية في وقت لاحق الخميس في موقع الحادث تكريما لذكرى الضحايا. استقال وزير النقل اليوناني بعد الحادث فيما يحاول ميتسوتاكيس جاهدا الحد من التداعيات السياسية للكارثة وتخفيف حدة الغضب الشعبي. وتعهّد العمل مع الاتحاد الأوروبي لتطوير شبكة خطوط سكك الحديد في البلاد فيما التقى الأربعاء بمسؤولين من الاتحاد الأوروبي للحصول على مشورتهم في هذا الصدد. وعلّق رئيس الوزراء وغيره من السياسيين حملاتهم الانتخابية غداة الكارثة، في ظل احتمال بأن يتم تأجيل الانتخابات المقررة في نيسان/أبريل حتى أيار/مايو.
مشاركة :