سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية يتحول من الاحتكار إلى المنافسة

  • 7/13/2013
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

تنوع أنظمة التشغيل للهواتف النقالة الذكية أمر إيجابي من شأنه أن يساهم في تنوع الأجهزة وخفض أسعارها بشكل كبير، فلسنوات خلت كانت بلاكبيري تحتكر هذا السوق، ثم أتت أبل لمنافستها عبر هاتفها الآيفون ونظامها المغلق IOS متميزة على بلاكبيري بخصائص مختلفة، حولت اتجاه وتوقعات السوق حتى سيطرت عليه. لم تعتمد أبل على الهواتف الذكية فقط، بل طورت متجرا للتطبيقات الخاصة بهذه الهواتف، وقدمت تسهيلات للمطورين وجعلتهم شركاء رئيسين في السوق من أجل توسيع دائرة استخدام الهواتف الذكية، فمدى الاستفادة من هذه الهواتف متوقف على ما تقدمه من خصائص وفوائد، وهذا الأمر لا توفره إلا التطبيقات، واستدركت بلاكبيري خطأها في عدم وجود متجر للتطبيقات في النسخ الأخيرة من نظامها التشغيلي. ولم تبق غوغل بعيدة عن هذا المجال حيث خاضت هي الأخرى تجربتها في دخول السوق وأصدرت نظامها لتشغيل الهواتف النقالة "أندرويد" الذي بدأ متعثراً قليلاً حتى وصل إلى مرحلة الاستقرار في نسخة "آيس كريم ساندويش"، ودرست غوغل التجربة جيداً حيث استفادت من أخطاء الشركتين السابقتين في إغلاق النظام، وفتحت الأبواب على مصراعيها لكل الشركات لكي تطور أجهزتها المختلفة على هذا النظام، وبالفعل شاهدنا أجهزة متنوعة في السوق، ولم تكتفِ غوغل بذلك بل أطلقت جهازها الخاص "نيكسوس" وميزته عن بقية الأجهزة بوصول تحديثات نظام التشغيل له قبل الجميع، ولم تغفل غوغل أن يكون هناك متجر للتطبيقات يساعد في انتشار نظامها، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بالسماح للشركات المصنعة للأجهزة من إنشاء متاجرها الخاصة على النظام. وأشهر الشركات التي استفادت من نظام غوغل أندرويد هي سامسونغ حيث طورت هواتفها جلاكسي معتمدة على هذا النظام، وأصبحت هي المنافس الرئيسي لأبل في سوق أجهزة الهواتف الذكية. نوكيا هي الأخرى لم تبق كعنصر مشاهد عندما شاهدت نظام سيمبيان الذي يشغل الهواتف رخيصة الثمن يتهاوى في المبيعات أمام الهواتف الذكية، لتتحالف مع مايكروسوفت وتطلقان هواتف لوميا المدعومة بنظام التشغيل ويندوز فون، واقتطعت الشركات حصة من السوق، حتى باتت هذه الهواتف هي المفضلة في روسيا. وبالرغم من محاولات مايكروسوفت المستميتة للدخول لهذا السوق إلا أن تحالفها مع نوكيا منح لها مجالا للتفرغ لما تبرع به، وهو صناعة الأنظمة والتطبيقات، فمع نظامها التشغيلي ويندوز فون أطلقت متجرها الخاص للتطبيقات، وبدأت في التوجه إلى تجربة غوغل في إتاحة نظامها للشركات المصنعة للهواتف النقالة من أجل الاستفادة منه. تنامي سوق الهواتف الذكية بشكل كبير أغرى الكثير من الشركات في الرغبة لاقتناص هذه الفرصة المتاحة وكسب جزء من السوق، إذ بدأت شركة موزيلا والتي تطور متصفح الإنترنت فايرفوكس منذ عامين في التجهيز لإطلاق نظام تشغيلها Firefox OS للهواتف الذكية، حيث بدأت في استهداف الهواتف رخيصة الثمن ومنخفضة المواصفات، وتوجهت إلى بعض البلدان مثل بولندا وكولومبيا وفنزويلا لإطلاق الأجهزة الأولى العاملة بنظامها، وهذا بحد ذاته ذكاء تسويقي فهي تبتعد عن الدول التي تعتبر سوقا رئيسيا لأبل وسامسونغ، وهذا من شأنه أن يرفع حصتها في السوق بشكل تدريجي. فايرفوكس هي الأخرى لم تغفل جانب التطبيقات وبدأت في تسهيل عمليات الدفع للمطورين الذين يرغبون في تطوير تطبيقات لنظامها التشغيلي، لكن تبقى الخطوات صعبة على نظام التشغيل فايرفوكس إلى أن يسجل له موطىء قدم في هذا السوق عالي الأهمية. ولكن يبدو أن حليف الأمس لن يكون له قبول في المستقبل، فالكعكة لم تقتنص منذ البداية لن يكون ذلك مجدياً، فها هي سامسونغ تخطط للخروج من شراكتها مع غوغل وذلك بتجهيز نظامها التشغيلي الخاص للهواتف الذكية "تايزن"، وستكون البداية عبر التخفيف من الاعتماد على نظام "أندرويد" بشكل تدريجي بالرغم من النجاحات السابقة لهما. ونظام "تايزن" يتم تطويره بالتعاون مع إنتل، وسيكون نظاما مفتوح المصدر، ومن المتوقع أن يكون طرحه الأول في فرنسا واليابان وأمريكا، نظراً لوجود شركات إستراتيجية مع شركات اتصالات لسامسونغ في هذه البلدان، ولا تريد سامسونغ أن تطلق النظام بدون متجر للتطبيقات، حيث تحاول تشجيع المطورين لتجهيز برامجهم على متجرها من خلال عقد المؤتمرات والمسابقات وغيرها، كان آخرها مسابقة تبلغ قيمة جوائزها 4 ملايين دولار أمريكي وتستمر حتى نهاية نوفمبر المقبل، وكانت المسابقة لفئات مختلفة نالت فئة الألعاب القيمة الكبرى، فهل يستطيع هذا المتجر الصمود أمام متاجر الشركات الأخرى التي تمتلك آلاف التطبيقات.

مشاركة :