وجدانيّة شعريّة كتبتها الدكتورة منى رسلان في أستاذها الكريم بعنوان: «حواريَّةُ وجيه فانوس» وجيه النَّاسِكُ في الصدى، ينسلُّ مُتأبِّطاً قلب أُمِّه وهَّاجاً، ضيَّاءً وكالنسيم يجيءُ نديَّاً كالحُبِّ يسموُ نبيلاً كاليراع الرَّضي وجيهُنا، عزيزُ مسرَّاتنا وأحزاننا، وجيهُنا صديقُنا الأمين، وظِلَّ الله في كينونة رجائنا.. يمضي مُواجهاً، مُقارِعاً، ممارِساً لفاعليَّته الوجوديَّة نعم، يمضي، كعادته يمضي، سالكاً معارج الحياة، غير آبه يمضي تاركاً وراءه خيبات أزمنة تُقارع ماضويتها. يمضي ثمَّ يمضي مُؤسِّساً لتمايُزٍ ثقافيٍّ عُروبي… نعم… يمضي بعِزَّة.. ويُدهِشُنا وها إنَّ فُجائيَّة وجيه اللحظة، يستدعينا إلى عميق التفكُّر وها إنَّ فُجائيّةُ وجيه الومضةُ، يخطُفُّنا من دهاليز قوقعنا، يدفعُنا نحو الرِحاب الأوسع. إنَّها شعشعانيَّة وجيه المُخلص، يغرِسُها في جُذورِنا وطنية وعروبة، يُنعِشُ الأمل فينا بلسماً للإنسانٍ، للأوطانِ، للحُرِّية والقضيَّةٍ. ** وجيه فانوس بانورامي الثقافة، كاريزماتكي المنابر، سيّدَ مشهديّةِ الساعةِ ٥:٤٠ دقيقةً من صباحِ يومِ الأربِعاء ١٣ تموز /يونيو ٢٠٢٢. فُجعتُ.. فُجِعنا، تلاشيتُ وتلاشينا، ورويداً… رويداً تصبَّرنا. فأنتَ الوجيه سرُّ الإلماحِ، شيخ المُتصوِّفين، بحكمة الأتقياء، المُثقَّف عروبيُّ الهُويَّة، العَارِفُ بِفُنُونِ القَوْلِ واللغة، فأعطيت طُلاَّبِكَ وَمُرِيدِيكَ والمحافل والمنابر من شِغاف قلبك وعقلِكَ المُستنير ليُظهروا أفضل ما عندهم، وأنتَ المُفتخر بهم يَسِيرُونَ معك وإِلَى جَانبِك. أسمعُك في كُل هُنيهةٍ تُطِلُّ عليّنا هُنا ومن بين الجموع، بصوتُك الرخيم الحنون، مُعتزاً: «إنَّهم (هودي) أولادي، أنا مربيهم»؛ فتنبسطُ أساريرنا. إنَّه وجيهُنا، عضدُنا. أنتَ يا (بيي) أبي وأُستاذي، أنتَ يا صديقي ومُعلّمي ومُرشدي، ويا ناصحي وسندي ومؤنسي وإنساني في هذه الرحلةِ الإنسانيةِ والثقافيّةِ وعيش الوجود، انطلاقاً من الجامعةِ اللبنانية -كلية الآداب- قسم اللغة العربية في الفرع الأوَّل؛ والتي امتدَّت طَوال ٣٣ سنةً ، والتي لن تنتهيَ. ** هي حواريَّةُ ومضاتُك فانوسنا حيثُ تقفُ ابتسامتُكَ على حافةِ الكلماتِ.. تُفتِّشُ في وُجوهِنا عن بوح أقلامِنا، عن سكنٍ وسكينةٍ وطمأنينةٍ عن وُريقاتِ تشريننا الحَالِم بالغدِ عن قيمِ العدلِ في لبنان عن وطنٍ أنتَ ارتضيتهُ لنا مُشرقاً، في زمنٍ ينهارُ فيه السّدُّ فنُبصِرُ من هُناك ومِن هُنا وجهُك البهي يمتدُّ… ويمتدُّ يُلامِس صوت الياسمين ورياحين المدِّ مدِّ عُروبتك لتغدو الإنسانيَّةُ أعظم أقدارِنا. أيُّها الوجيهُ، لن تُغادرنا يوماً أنت الفانوسُ المِضيّاءُ في عتمةِ أنفُسِنا أنتَ المُجتهد، الغنيُّ المعرفي، أنتَ المِضياف، المُرحِّب، الحاضنُ الخلوق؛ أنتَ وجيه فانوس المُغامِرُ المُعانِدُ، المُكابِدُ، والمُسانِد والمُجاهِدُ الأكبر، المُعشوشِبُ بأطياف سحرٍ يسرحُ ويمرحُ يشقى ويتعب يبزرُ ويحصد، ويجني عروقاً نابضةً بالعيش، بالفاعليَّة النضرة أنتَ الوجيه فينا… أنتَ قبسٌ من محبَّة وحُب أبعدُ من هذه الأزمنة، أوسعُ من مِداد قلبِكَ الشَّقي الَّذي ما فَتِئ يُقارِع فينا وفيَّ سهام الوجد. أنت أيُّها الحبيب أنت وجيه فانوس يأخُذُني مِدادُهُ من اللحد إلى الانبلاج جداول الرؤى ضيا السُبُلِ فأهتف للحُريَّةِ إيفاءً بعهدِكَ فعلها… وجيه فانوس وانتصر. ** الدكتورة منى رسلان: أُسْتَاذةُ النَّقْد الأَدَبِيّ المعاصر والمنهجيَّة فِي كليَّة الآدابِ والعُلومِ الإنسانيَّة في الجامعة اللبنانيَّة
مشاركة :