يستعد المستكشف راشد للهبوط على سطح القمر نهاية أبريل المقبل، حيث تقترب المركبة التي تقله من القمر، كما يستعد مركز التحكم في العاصمة اليابانية طوكيو للمرحلة التالية، والتي تشمل إجراء مناورات مختلفة من شأنها توجيه المركبة نحو مدار القمر. وتستغرق عملية إنزال المستكشف راشد وتشغيله بمجرد وصول مركبة الهبوط «هاكوتو- آر» اليابانية، نحو 4 ساعات، يتبعها اكتمال عملية الفحص ما بعد الهبوط، وتشغيل المعدّات وبدء جمع البيانات الأولية، ويجري خلال عمليات إنزال المستكشف وتشغيله وتنفيذ عمليات السطح، اتصال بين مركبة الهبوط مع الأرض بصورة جيدة، عبر شبكة تتبع الفضاء الأوروبية، حيث تعدّ عمليات فحص الاتصال جزءاً من تشغيل المعدات. في تلك الأثناء يرسل المستكشف راشد، إشارات تتيح للمهندسين في مركز محمد بن راشد للفضاء، القدرة على تحديد مدى إتمام خطوات الإنزال والهبوط الرئيسة، ليتسنى لهم التأكد من جاهزية المستكشف لبدء عملية تشغيله، وتأتي مرحلة إنزال المستكشف وتشغيله في المرحلة الرابعة، من ضمن 7 مراحل يمر بها المستكشف راشد، على متن مركبة الهبوط «هاكوتو- آر»، خلال رحلة وصوله من الأرض إلى سطح القمر في 140 يوماً من الملاحة، حيث تبدأ المركبة مرحلة الاقتراب من القمر خلال الـ 45 يوماً الأخيرة. ويجري فريق المهمة أثناء فترة الملاحة سلسلة من الاختبارات لفحص الأنظمة الفرعية والأجهزة. كما سيعمل على تنفيذ عدد من مناورات تصحيح المسار، ويحدد الفريق موقع المركبة الفضائية، وتتبع المواقع التي ستنتقل إليها، وإطلاق محركات الدفع لتغيير مسارها، للتأكد من وصولها إلى مدار الانتظار حول القمر. ولن تغير هذه المناورات من موعد هبوط المستكشف راشد على القمر، حيث تشكل الأيام الأخيرة من مرحلة الملاحة، الدخول بمرحلة الاقتراب للقمر التي تركز على فاعلية المركبة الفضائية واستعدادها للدخول والنزول والهبوط، ويجري خلال هذه المرحلة فحص الاتصال في مركبة الهبوط والمستكشف يومياً. وسيعمل المستكشف بالاعتماد على الألواح الشمسية، إذ يضم أربع كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر. وفور هبوط المستكشف راشد على سطح القمر، سيقوم الفريق بدراسة طبيعة المنطقة وتضاريسها تفادياً لمواجهة صعوبات محتملة، يلي ذلك منح الإذن لـ«آي سبيس» بإنزال المستكشف، حيث سيتم حينها التقاط صورة أخرى للمستكشف في منطقة الهبوط، ومن ثم سيتم التقاط أكثر من صورة بوساطة كاميرا الذراع الروبوتية الخاصة بالمستكشف للمنطقة المحيطة به، ثم يتم تحرير المستكشف من منصة الإنزال، ليبدأ أولى خطواته على تربة القمر. وتتميز الحواف الخارجية للعجلات الأربع للمستكشف راشد باحتوائها على لوحات عينات صغيرة، بما في ذلك مجموعة رباعية من العينات تم تصميمها وتطويرها في مركز محمد بن راشد للفضاء، كما تم ربط العينات بالجزء الخارجي من عجلات المستكشف راشد بسبائك المغنيسيوم، وستفحص الكاميرا عالية الدقة للمستكشف لوحات العينات بمرور الوقت، وستتيح مراقبة حدوث عوامل مثل التآكل وتغير اللون وما إذا كان الغبار يبقى عالقاً في العينات، كما يتضمن المستكشف نظاماً لتعزيز كفاءة التصاق عجلات المستكشف بسطح القمر، وتسهيل عملية تخطي الحواجز الطبيعية، وهيكلاً متيناً لحماية الأجهزة والمحركات من تغير درجات الحرارة.
مشاركة :