اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن الضربات الروسية "تقوض الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي" في سوريا، في الوقت الذي تسجل فيه القوات السورية وحلفاؤها تقدما ميدانيا في جنوب البلاد وشمالها، ما دفع عشرات الآلاف من السكان للنزوح باتجاه الحدود التركية. أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة أن حملة الغارات الجوية الروسية في سوريا تقوض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للنزاع في هذا البلد متهما موسكو بأنها تستهدف بصورة رئيسية مجموعات المعارضة. وقال ستولتنبرغ لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية في دول الاتحاد الأوروبي في أمستردام إن تصعيد روسيا وجودها ونشاطها الجوي في سوريا يتسبب أيضا بتوتر متزايد وانتهاكات للمجال الجوي التركي. وتابع أن هذا يولد مخاطر ويزيد من حدة التوتر ويطرح بالتأكيد تحديا للحلف الأطلسي لأنه يشكل انتهاكا للمجال الجوي الأطلسي داعيا إلى الهدوء ونزع فتيل التصعيد وإلى حل سياسي في سوريا. ورأى ستولتنبرغ أن تعزيز روسيا وجودها العسكري بشكل جوهري في سوريا وشرق المتوسط يزعزع التوازن الاستراتيجي في المنطقة. وأكد أن الحلف الأطلسي يدعم بشدة جميع الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا في وقت علقت المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية في جنيف سعيا لإيجاد تسوية سياسية للنزاع حتى 25 شباط/فبراير. فرنسا تؤكد ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات إلى ذلك تطرق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى تعليق المفاوضات مكررا انتقاداته للنظام السوري وحليفتيه روسيا وإيران، عند وصوله إلى أمستردام للمشاركة في الاجتماع غير الرسمي. وقال الحقيقة هي أن (الرئيس السوري) بشار الأسد يلقى دعم روسيا وإيران كذلك من خلال حزب الله، وهذا ينسف بالكامل مفاوضات جنيف في إشارة إلى تعليق مفاوضات السلام الأربعاء. أضاف لا يمكن إجراء حوار سياسي فيما يواصل معسكر قتل الآخر. وأكد يجب العودة إلى الطاولة واحترام الواجبات الإنسانية ووقف مجازر السكان وقصفهم ومحاصرة المدن وفيها مئات آلاف الجياع. هذه مسؤولية بشار الأسد، لكن الجميع يعلم أنه مدعوم بشكل خاص من الروس. وترفض المعارضة الدخول في مفاوضات قبل الإستجابة لمطالبها الإنسانية المتعلقة بوقف القصف على المدنيين وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين. الغرب يحمل روسيا مسؤولية نسف المحادثات وحملت واشنطن وباريس وغيرها من الدول الغربية دمشق وحليفتها موسكو مسؤولية نسف المحادثات بسبب التصعيد على الأرض خلال الأيام الأخيرة. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس أن روسيا توجه رسائل متضاربة بشأن النزاع السوري حيث تؤكد من جهة سعيها للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع وتواصل من جهة أخرى غاراتها العسكرية التي تستهدف بحسب واشنطن مجموعات معارضة ومدنيين. ويجري مجلس الأمن الدولي الجمعة مشاورات حول سوريا حيث كثف النظام مدعوما من الطيران الروسي هجوما تشنه قواته مكنها من التقدم في شمال سوريا، حيث تستكمل عملياتها العسكرية بهدف فرض حصار مطبق على الفصائل المقاتلة في مدينة حلب. تقدم ميداني للجيش السوري تمكنت قوات النظام السوري الجمعة بغطاء جوي روسي من السيطرة على بلدة استراتيجية في محافظة درعا في جنوب البلاد، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس استعادت قوات النظام والمسلحون الموالون لها بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني والطيران الروسي السيطرة بالكامل على بلدة عتمان الواقعة على بعد كيلومترين شمال مدينة درعا. وتسيطر الفصائل المعارضة والإسلامية على عتمان منذ العام 2013. وبحسب عبد الرحمن، فإن الفصائل كانت تقصف أحياء سيطرة قوات النظام في درعا انطلاقا من البلدة. وللبلدة موقع استراتيجي، إذ تقع عند بوابة درعا من الجهة الشمالية، وعلى طريق يربط دمشق بدرعا (طريق دمشق درعا القديم)، كما لها منافذ عدة إلى مدينة درعا. وبحسب المرصد، شنت الطائرات الحربية الروسية خلال 48 ساعة من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين أكثر من ثمانين ضربة جوية، مشيرا إلى مقتل عشرة مقاتلين من الفصائل على الأقل. ومكنت الغارات الروسية قوات النظام خلال الأشهر الأخيرة من التقدم على جبهات عدة في البلاد، آخرها في محافظة حلب حيث تمكن الجيش السوري والمقاتلون الموالون له الخميس من دخول بلدتي نبل والزهراء شمال سوريا، اللتين كانتا محاصرتين منذ حوالي ثلاث سنوات. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إن احتفالات حاشدة شهدتها ساحات بلدتي نبل والزهراء استقبالا لوحدات الجيش والقوات المسلحة وابتهاجا بفك الحصار عن البلدتين. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 05/02/2016
مشاركة :