أعلنت المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، اليوم، عن استئناف المفاوضات الدبلوماسية، بمبادرة من الصين. كما استضافت بكين مفاوضات مكثفة بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي "مساعد بن محمد العيبان" بين يومي 6 و10 مارس، أسفرت عن الإعلان عن اتفاق بين البلدين اليوم الجمعة، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت 7 سنوات. لهذا قامت بوابة الفجر الالكترونية باستعراض آراء الخبراء الذين علقوا على استئناف المفاوضات الدبلوماسية بين السعودية وايران. استئناف العلاقات بين السعودية وايران ونشر الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة. يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا". كما علق وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في تغريدة له على تويتر قائلا: "إن عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية يضع إمكانيات كبيرة في متناول يد البلدين، وكذلك المنطقة والعالم الإسلامي، أن سياسة الجوار وباعتبارها محورا أساسيا للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الحالية، تمضي بقوة في مسارها الصحيح وأن الجهاز الدبلوماسي (الأيراني) يمضي بشكل نشط للتمهيد لخطوات إقليمية أخرى". عودة استئناف المفاوضات الدبلوماسية لين إيران والسعودية مكاسب إلى الجانبين قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن استئناف المفاوضات الدبلوماسية بين السعودية وايران واستئناف العلاقات هذا يعني تغيير الخريطة السياسية الدولية وأيضا الإقليمية ومكاسب إلى الجانبين السعودي والإيراني. و أضاف الدكتور طارق فهمي في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران سوف يخدم المصالح الصينية في المنطقة ولكن سوف يحارب مصالح الجانب الأمريكي. وعرض فهمي، أبرز الملفات المطروحة ذات الاهتمام المشترك بين السعودية وإيران سوف يتم المناقشة فيها والتي يكون على رأسها ملف الحوثيين في اليمن وملف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وغيرها من الملفات المشتركة. أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران وعودة العلاقات بين الجانبين يعني استقرار منطقة الشرق الأوسط. سبب الخلاف بين السعودية وايران وقالت الدكتورة هبة جبر، خبيرة العلاقات الدولية والتاريخية، في واحدة من أهم الأحداث السياسية الساخنة وافقت كل من المملكة العربية السعودية بمذهبها السنى وإيران شيعية المذهب، وتعتبر الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء. وأضافت الدكتورة هبة جبر في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن العلاقات بين السعودية وإيران كانت مقطوعة بينهما منذ عام 2016م عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيا معارضا يُدعى نمر النمر، وفي بيان مشترك نقلته وكالتا أنباء البلدين الرسمية، فإن السعودية وإيران قد اتفقتا على "استئناف العلاقات الدبلوماسية" 2016، وكذلك "إعادة فتح السفارات والممثليات في غضون شهرين". واستكملت جبر، أنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق عبر وساطة عراقية، حيث تم استضافة سلسلة اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين الخصمين لتقريب وجهات النظر، وفي بيانهما المشترك، شكرت إيران والسعودية "العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها"،و أعلنت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أنها تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية. واستعرضت خبيرة العلاقات الدولية والتاريخية، الرأي المصري الذي يعرب عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة في الرخاء والتنمية والاستقرار. أبرز البنود وصرح الدكتور هاني سليمان، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن الاعلان عن استئناف المفاوضات الدبلوماسية بين السعودية وإيران هو إعلان مفاجأة إلى الجميع وذلك في ظل التصعيد بين الجانبين التي لاحظ خلال الفترة الماضية. و أضاف الدكتور هاني سليمان في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن جميع التقارير الاستخباراتية الألمانية والبريطانية والأمريكية تقول صعوبة عودة العلاقات السعودية الإيرانية، واليوم تخرج السعودية وإيران إلى استئناف المفاوضات الدبلوماسية والإعلان عن بعض البنود المتفق عليها يعني فشل تلك التقارير. عرض سليمان، أبرز البنود التي تم الموافقة عليها بين الجانبين السعودية وإيران وهي كالاتي: ١) عودة فتح السفارتين السعودية والإيرانية من جديد، اجتماع بين وزراء الخارجية خلال شهر ٢) إستئناف الاتفاقيات الأمنية التي تم إبرامها في ٢٠٠١، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والاستثمار وغيرها من القطاعات التي أبرمت في ١٩٩٨. ٣) العمل الثلاثي بين السعودية وايران والصين والعمل علي إزالة الخلافات بين الأطراف وتحقيق السلام والأمن. وأختتم الخبير في الشؤون الإيرانية، قائلا: " أن الجانب الصيني لعب دورًا مهمًا من اجل استئناف تلك المفاوضات الدبلوماسية من جديد بين السعودية وايران وهذا يعتبر نجاحًا كبيرًا للصين".
مشاركة :