أوروبا تغازل واشنطن لنزع فتيل الصراع التجاري وضمان إمدادات المواد الخام

  • 3/10/2023
  • 22:08
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية إلى مغازلة الولايات المتحدة لنزع فتيل الصراع التجاري، والحصول على إمدادات جديدة من المواد الخام المهمة، والتوصل إلى شروط مواتية للصناعة الأوروبية فيما يتعلق بقانون خفض التضخم. وأثارت الحزمة الهائلة من الإعانات والإعفاءات الضريبية للتكنولوجيا النظيفة في الولايات المتحدة مخاوف الاتحاد الأوروبي من عدم استفادة الصناعات الأوروبية، وفقدان مهارات ثمينة ووظائف وعائدات ضريبية. تواصل رئيسة المفوضية الأوروبية جولتها التي تشمل كندا والولايات المتحدة، حيث تبحث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن، سبل تقريب وجهات النظر في ملفات أخرى، وفقا لـ"الفرنسية"، أمس. في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، تحسنت علاقات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإقامة منتدى تكنولوجي جديد والتوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن خصوصية البيانات وتعليق رسوم تصنيع الطائرات لـ"بوينج" و"أيرباص". ويجري الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة محادثات للتوصل إلى حلول منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2022. ومن المقرر أن تكشف المفوضية الأوروبية الأسبوع المقبل عن ردها على قانون خفض التضخم. ويتوقع أن يعد الطرفان خصوصا بتحسين التواصل فيما يخص المساعدات الحكومية للشركات وإطلاق حوار بشأن عمليات شراء المعادن الأساسية لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض "إن المسائل الاقتصادية عبر الأطلسي هي محور الحديث عندما سيستقبل بايدن فون دير لايين، لكن لا ينبغي توقع إعلانات كبيرة ملموسة". ولم يرغب المسؤول الذي كان يتحدث خلال لقاء مع صحافيين، في الكشف عن اسمه. يبحث الأوروبيون عن رد على قانون خفض التضخم، وهو برنامج هائل للمساعدات يعتزم بايدن استخدامه لتشجيع الانتقال إلى الطاقة النظيفة عبر دعم المنتجات المصنعة في الولايات المتحدة. ردا على ذلك، تقترح المفوضية الأوروبية تخفيف القيود على المساعدات الحكومية لدعم الانتقال الأخضر للشركات المصنعة الأوروبية القلقة حيال الدعم المقدم للشركات الأمريكية. في المكتب البيضاوي، تجري رئيسة المفوضية وبايدن، بحسب المصدر المذكور، "حوارا حول شفافية المساعدات الحكومية" لضمان أن يطلع كل طرف الآخر على نواياه. الهدف من ذلك، بحسب المسؤول في البيت الأبيض، هو تجنب أن "تتباين إعاناتنا وإعاناتهم، وأن تتنافس إلى حد إثارة لعبة تكون نتيجتها معدومة". وبحسب البيت الأبيض، يباشر الرئيس الأمريكي وضيفته "مفاوضات ترمي للتوصل إلى اتفاق حول المعادن الاستراتيجية المرتبطة بالانتقال إلى الطاقة النظيفة، خصوصا تلك المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية". والهدف من ذلك أيضا هو تجنب أن يتصاعد السباق من أجل السيارات التي تستخدم الطاقة النظيفة بين ضفتي الأطلسي، إذ تتنافس الولايات المتحدة وأوروبا بحكم الأمر الواقع، للحصول على هذه المعادن الثمينة. وفي ظل الخلاف التجاري المتوقع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يتوقع المستشار الألماني أولاف شولتس التوصل إلى اتفاق مقبول من الجانبين. وقال شولتس خلال زيارته معر تجار في ميونيخ "نعتقد أيضا أن لدينا فرصة جيدة لتحقيق مثل هذا الترتيب بالضبط، بحيث لا يتم النظر إلى الأشياء المصنوعة في ألمانيا، والأشياء المصنوعة في فرنسا، والأشياء المصنوعة في بولندا بشكل أكثر تشككا من السلع والبضائع المصنوعة في كندا". وذكر شولتس، في إشارة إلى المحادثات الحالية بين الولايات المتحدة وممثلين من أوروبا، أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تود بالطبع أن تتلقى معاملة أسوأ "من الآخرين الذين يقومون بعمل جيد أيضا". وأكد شولتس أنه لا ينبغي انتقاد الاهتمام الأساسي للولايات المتحدة بالاستثمار في حماية المناخ والرقمنة، "تماما كما نفعل نحن".

مشاركة :