إمام وخطيب المسجد الحرام: قتل النفس يتنافى مع الحكمة من الخلق والإيجاد.

  • 2/6/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

متابعات(ضوء):ألقى خطبة الجمعة لهذا اليوم إمام وخطيب المسجد الحرام الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس موصيً المصلين بتقوى الله وشكره على دين الإسلام , دين المناقب والمحامد العظام .وبيّن معاليه أن من ترأرأت بصيرته نحو مقاصد الشريعة الإسلامية علماً واحتجاجاً , وعملاً وانتهاجا , وتعرُّفاً لحكمها وأسرارها ومراميها وآثارها , فقد أدرك أنها بديعة في حقائقها منيعة في دقائقها مواكبة لأحداث العصور , ومستجدات النوازل والقضايا في جميع الأزمان والدهور , بل هي منجاة من عواطف الآراء الترِقةِ المضلة , وأمواج الأهواء الفاتنة المُزلَّة , وأن محور تلك المقاصد وعنوانها وجوهرها – بعد حفظ الدين – وإنسانها هو حفظ النفس البشرية التي كرمها الله وشرفها , ونوه بها في عظيم خطابه , وأقسم بها في محكم كتابه فأعلى شأنها وزكَّاها , فكان تكريمه وتبجيله لها , وأفضل ما عرفته النُّظُم من احتفاء وتأمين وضنا بها أن تُزهق دون حق مُبين . كيف؟ , وقتل النفس تحدِّ لخلق الله وحكمته , وتعد على قُدرته ومنَّته .وأردف فضيلته قوله أن الشرائع جاءت كلها برعاية الأنفس وصيانتها , لأنهُ يتوقف عليها نظام العالم , فقتل النفس يتنافى مع الحكمة من الخلق والإيجاد , وفي شريعة الإسلام قَرَنَ رب العِزَّة سبحانه قتل النفس بالشرك بالله , وأن الإسلام دين السلام , وما شُرعت أحكام الشريعة إلاّ لمصالح العباد في المعاش والمعاد , وحيثما وُجدت المصلحة المتيقنة فَثَمَّ شرع الله , فشريعتنا إعمارٌ لا دمار , بناءُ ونماءُ , لا هدم وفناء , وإشادة لا إبادة , وما تعمدُ إليه فئام مارقة ضالة آبقة , يمتشقون أسلاتهم الناهشة , وقد صح النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام, كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا . (متفق عليه) .هذا فيمن أراد أن يُفرق جمع الأمة أو يخرق وحدتها فكيف بمن يقتل ويصنع المتفجرات ويعمل على ترويجها , ويسعى جاهداً إلى زعزعة الأمن واستقراره ونشر الذعر بين أفراد المجتمع , وتهون عليه أرواحُ معلقةُ بالمساجد , ما بين راكع وساجد , وعابد قائم وهاجد , وشريعة الرحمن البديعة لا يمرق عن حدودها مارق , ولا يفارق جماعتها غالٍ مُفارق , فالعدل فرضُ مطلوب , وحقُ مرغوب , وإن بلغ الظلم مداه , فأودى من أحياه الله , فتمام العدل ;أخذ النفس بالنفس , والله أعلم بما يُصلح خلقه .وأشار معاليه أنه كم من رجل قد هَمَّ بداهية , لولا مخافة القصاص لوقع بها , ولكن الله حجز بالقصاص بعضهم عن بعض ; وما أمر الله بأمر قط إلا وهو أمر صلاح في الدنيا والآخرة , ولا نهى الله أمر قط إلا وهو أمر فساد في الدنيا والدين .وأكد معاليه أن تطبيق الحدود والتعزيزات الشرعية زواجر و جوابر وإشاعة للأمن والطمأنينة في المجتمعات وهو راجع على تحقيق مقاصد الشريعة لا إلى أهواء النفوس ورغباتها إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وهي رحمة بالخلق وإحقاق للحق وتوخ للعدل ورفع للظلم فهل يُعقل أن يتساوى المحسن والمسيء والمستقيم والمجرم , ومتى علم القاتل أنه سيقتل كف عن القتل .و تابع قوله أن من فضل الله سبحانه وعظيم آلائه التي تلهج بها الألسن ابتهالا ودعاءً وشكرا وثناء ما من الله به على هذه البلاد المباركة من تطبيق للشريعة وإقامة لحدودها في قضاء نزيه مستقل لا لسلطان لأحد علية غير سلطان الشرع الحنيف وعناية بمقاصدها وأهدافها والعمل على نشر قيمها السامة في العالم أجمع وما وفق إليه ولاة أمرها من أخذ التدابير الواقية والقرارات الحازمة لصد سلبيات هذه الأزمات عن هذه البلاد المحروسة بخصوصية مكينة ثابته وهوية واقعية راسخة فإن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر وصلاح كل فاسد وقوة كل ضعيف ونصفة كل مظلوم ومفزع ملهوف وهو حمى الله في بلاده وظله المدود على عبادة , ولقد اكتوت بلادنا – حرسها الله – بنارها في حوادث متكررة , كان آخرها الجريمة النكراء في محافظة الأحساء , في حلقةٍ سوداء , ضمن سلسلةٍ دهماء , من أعمال الإرهاب العمياء , والفتن السمحاء , والمحن الدهياء التي ستتهاوى من خلالها أسَلاَتَ الاعداء على صخرة التلاحم وقوة البناء , بثقة وإصرار , وسيستأصل شافة الإرهاب واجتثاث جذوره في كفاءةٍ أمنية مميزة , يضطلع بها رجال أمننا الأشاوس , في إنجازات مباركة , واستباقات موفقة, ولتبقى بإذن الله على مَرِّ الدهور و كَرِّ العصور شامةً في دنيا الواقع , ونموذجاً يُحتذى به , ومثلاً يقتفى في الأمن والأمان . وفي المدينة المنورة، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صلاح البدير، من دعاة الفتنة الذين يتربصون بأمن بلادنا وأهلنا، وينشدون الفرقة والفوضى والدمار بأفعالهم الإجرامية الآثمة، موضحا أن المملكة وطن سمت بالدين مراقيه وثبتت بالشرع سواريه، وخسئ بحزم قائده من يعاديه، وفشلت بصولته مرامي من يناويه، ومن بغي لدولة الحرمين الشريفين المعاثر والمكائد كبّه الله لمنخريه وعاد وبال كيده عليه. وشدّد الشيخ صلاح على أن الجماعة منعة، والفرقة مضيعة، وأن الجماعة لبّ الصواب والفرقة أسّ الخراب، وبادرة العثار وباعثة النفار، وتحيل العمار خرابا والأمن سرابا، وهي العاقرة الحالقة، مبينا أن الأمة خرجت عليها عصبة غاوية وحفنة شاذّة وسلالة ضالة، لا هدف لها سوى اقتداح شرارة الفوضى وشقّ العصا، فأظهروا مكنون الشقاق، وشهروا سيوف الفتنة، وجاهدوا بالمحادة والمضادة، بعقيدة مدخولة وأفهام كليلة وأبصار عليلة، توهت بهم الآراء المغوية في مهامة مضلّة، وسبل مختلفة فكفروا، وروعوا وأرعبوا، وقتلوا وفجّروا، وخانوا وغدروا، فلا عن المعاهدين كفوا، ولا عن المسلمين عفّوا، رموا أنفسهم في أتون الانتحار بدعوى الاستشهاد ودركات الخروج بدعوى الجهاد. ولفت إمام وخطيب الحرم النبوي، إلى بيان حقيقة من خرجوا على جماعة المسلمين وكلمتهم أنها جماعة ضالة، يحمل أفرادها قلوبا حاقدة وصدورا حاسدة، كان من آخر شنائهم الفعلة النكراء جريمة تفجير في الأحساء التي نفذتها يد الغدر والخيانة نبتة سوء سوف تجتثّ وتقلع، وعروق باطل لا تمهل أن تقطع، وأن المتالف راصدة، والعزائم لهم حاصدة، مشيرا إلى أن الفتاء والصغر وحداثة السنّ قرينة الطهارة والغرارة، والشابّ الحدث قليل الفطنة والحنكة والتجربة، ومتى صاحب الحدث من لا يوثق بمودته وعقيدته وأمانته وديانته خَتَله الخبيث من حيث لا يعلم، وأطعمه من حيث لا يدري، وسقاه السمّ من حيث لا يحتسب، وجنّده ضد دينه ووطنه وأهله وعشيرته. وحذّر الدكتور البدير الآباء والأولياء من التساهل والتشاغل، والتراخي والتغافل، في هذا الجانب، وأن يغرسوا في نفوس أولادهم المحبة لدينهم وبلادهم والولاء لولاة أمرهم ورجال أمنهم وعلمائهم وأئمتهم، مبينا أن ذلك لن يتحقّق إلا بفيض من الحنو والحبّ والعطاء والإحسان والمصاحبة والمعايشة بالحسني والتعليم والتحصين. وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى ما يعانيه المسلمون المحاصرون في بلدة مضايا بسوريا من محنة ومجاعة وعدّ حصارها من قبل أعداء الملة بتواطؤ من القوى العالمية دليلا على شريعة الغاب التي تحكم العالم اليوم، شعب، يُذَلّ بسلاح التجويع والترويع، ونساء وشيوخ وأطفال وصغار يلفهم الخوف والجوع والمرض والبرد، بلا دواء ولا غذاء، ولا وطاء ولا غطاء، عدموا الدفاء في صرّ الشتاء، مضيفا أن القوى العالمية بصمتها وسكوتها وسكونها وتخاذلها وفي تشاهد تلك الصور المفجعة المروعة تعدّ شريكة في هذه الجريمة الإرهابية، وأن البلدات التي تهدم مساجدها ومدارسها ويقتل خيارها وكبارها وتحاصر ليكون أهلها ستظل دليلا قاطعا على الاستهداف المشترك وعلى سياسة التقسيم والتهجير من أجل التغيير. 0 | 0 | 1

مشاركة :