أثارت تصريحات صادرة عن الجيش السوداني أكد فيها على «حكمته وصبره» على متابعة الحالة الأمنية في البلاد، قلق الكثير من المراقبين، وذلك إثر معلومات عن حشود مسلحة دخلت العاصمة الخرطوم، على خلفية الحرب الكلامية بين قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي». وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان صحافي يوم أمس (الجمعة)، إنه «لم يصدر تصريحات تنفى دخول مجموعات مسلحة لولاية الخرطوم لأية جهة إعلامية»، وإن قيادة القوات المسلحة والأجهزة المختصة تتابع الحالة الأمنية في البلاد بـ«حكمة وصبر.. حرصاً على أمن الوطن والمواطن». ونقلت أنباء محلية أول من أمس، عن الناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد نبيل عبد الله قوله إن الأوضاع في البلاد تحت السيطرة، وإن ما يتردد في بعض وسائط التواصل الاجتماعي عن دخول مجموعات مسلّحة إلى الخرطوم «غير صحيح»، ودعا المواطنين إلى «عدم الانقياد للشائعات». ولم ينف الناطق الرسمي التصريحات الخاصة التي أدلى بها، بيد أنه نفى بالاسم ما نقله «موقع قناة طيبة» المحسوبة على الحركة الإسلامية، بقوله «ورد بموقع قناة طيبة الإلكتروني تصريح غير صحيح منسوب للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، بشأن نفي دخول مجموعات مسلحة لولاية الخرطوم، إذ لم يصدر المكتب أي تصريحات بهذا السياق لأي جهة إعلامية». وجاء في التصريح الصادر عن الناطق الرسمي، أن «تصريح نفي دخول مجموعات مسلحة لولاية الخرطوم غير صحيح»، بيد أنه لم يؤكد دخول تلك القوات أو ينفيه، واكتفى بأنه «لم يصرح لجهة إعلامية»، وذلك برغم التحركات والتعزيزات العسكرية التي يشهدها المواطن العادي، في أنحاء الخرطوم المختلفة. ووصف رئيس تحرير صحيفة «التيار» المحلية عثمان ميرغني، على صفحته على «فيس بوك»، جملة «تأكيدنا على حكمة وصبر ومتابعة قيادة القوات المسلحة» التي وردت في تصريح مكتب الناطق الرسمي للجيش بأنها «تلميح خطير»، وتابع: «نفى التصريح، لكن الأخطر هو التلميح بأن الوضع بلغ مرحلة الصبر والمتابعة». ومنذ أسابيع استشرت حرب كلامية بين البرهان ومعاونيه العسكريين في مجلس السيادة من جهة، و«حميدتي» ونائبه من الجهة الأخرى، حول الموقف من «الاتفاق الإطاري» الموقع من قبل الرجلين في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي نص على خروج العسكريين من السياسة وتكوين حكومة مدنية تتولى أمور البلاد. ورغم أن «حميدتي» والتحالف المدني أعلنا أن الأطراف المدنية والعسكرية، وقعت اتفاقاً حددت بموجبه أطراف العملية السلمية من المدنيين بمن أسمتهم «قوى الثورة وقوى الانتقال»، فإن البرهان دأب على المطالبة بما يسميه تحقيق أكبر وفاق مدني، وهو ما ترى فيه القوى الموقعة على الإتفاق الإطاري محاولة لـ«إغراق» العملية السياسية بعناصر محسوبة على النظام الإسلاموي وموالية للبرهان. كما دأب البرهان ومساعداه الفريق شمس الدين كباشي، والفريق ياسر العطا عضوي مجلس السيادة، على المطالبة بدمج قوات الدعم السريع في الجيش كشرط للاستمرار في الاتفاق الإطاري، متجاهلين أن الاتفاق نفسه نص صراحة على دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية، وهو ما اعتبر على نطاق واسع محاولة من البرهان «التملص» عن تعهداته في الاتفاق الإطاري. وصبت تصريحات كل من قائد الدعم السريع «حميدتي» ونائبه وشقيقه عبد الرحيم، زيتاً على نار الحرب الكلامية بين الطرفين، حيث ذكر الأول أنه سيواصل في إنفاذ تعهداته بنقل السلطة للمدنيين، وأكد ألاّ خلافات بين قواته والجيش، بل أن خلافاته مع من أطلق عليهم «المتشبثين بالسلطة» والذين طالبهم بتسليم السلطة فوراً للمدنيين، فيما توعد نائبه بعدم السماح بقتل المتظاهرين السلميين بعد الآن، ومنع ووقف اعتقالات السياسيين.
مشاركة :