تتوالى الأحداث في قضية الفساد المرتبطة بنادي برشلونة، حيث شمل ادعاء النيابة الإسبانية الرئيس الأسبق ساندرو روسيل وضمه إلى القضية، وأكدت الصحف المدريدية، خاصة «آس»، أن مكتب المدعي العام لديه اعتقاد كبير أن «البارسا» عقد اتفاقاً بالفعل مع الحكم نيجريرا، وهو ما وثقته الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني بنشر صور ضوئية تشمل قيمة الأموال التي قامت الإدارة الكتالونية السابقة بتحويلها إلى نيجريرا! وإذا كانت صحيفة فوربس الأميركية تحدثت قبل أسابيع عن عقوبات محلية قد تصل إلى حد الهبوط إلى الدرجة الأدنى في إسبانيا أو على الأقل خصم النقاط، فإن هذا الأمر يبدو مستبعداً حتى الآن من قبل أغلب الصحف المحلية، التي أشارت إلى أن القانون الرياضي في إسبانيا لن يُعاقب برشلونة لأن الوقائع المشار إليها، حتى لو ثبتت، فإنها سقطت بالتقادم ولن يكون هناك مجال لفرض عقوبات إدارية، لكنها اتفقت على نقطة أكثر خطورة تتعلق بمشاركة «البارسا» في البطولات الأوروبية العام المقبل، أي دوري أبطال أوروبا حال استمرار الفريق في مركزه الحالي، وإذا كان من الطبيعي أن تُهدد الصحف المدريدية غريمها الأولى بتلك العقوبة «الكارثية»، فإن الإعلام الكتالوني عبّر عن خشيته حدوث ذلك بالفعل. «ماركا» كشفت عن ذلك صراحة، وكذلك «آس»، حيث نشرت الصحيفتان بعض أجزاء من لائحة «يويفا» التي تحدد مشاركة الأندية في مسابقات «القارة العجوز»، واهتمت بالمادة الرابعة التي قد تكون ذريعة الاتحاد الأوروبي للنيل من «البارسا»، ربما على خلفية دعمه الواضح لمشروع «دوري السوبر» المرفوض أوروبياً وعالمياً، وذكرت نص المادة الذي يدور حول معاقبة النادي أو استبعاده «إذا تم ارتكاب نشاط من جانبه يهدف إلى ترتيب أو التأثير على نتيجة أي مباراة على المستوى المحلي أو الدولي»، وأن «يويفا» لا يحتاج لانتظار قرار أو عقوبة قضائية من أجل التدخل واتخاذ قرار منفصل من جانبه، خاصة أنه يسعى دائماً للحافظ على نزاهة مسابقاته والدفاع عن حقوق المنافسين، وبالتالي لن يسمح بوجود أي طرف يحمل شكاً في سمعته، حسب الوضع الحالي! وأكدت صحيفة «سبورت» الكتالونية جميع المخاوف المتعلقة بتلك القضية، وصحيح أنها تثق في أن «الليجا» لن يمكنها اتخاذ عقوبة صادمة ضد فريقها حسب قانون الرياضة، إلا أنها أشارت إلى طلب «يويفا» معلومات من قسم النزاهة في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، حيث يتابع الاتحاد الأوروبي تطور القضية عن كثب، ويمكن له أيضاً اتخاذ إجراءات تأديبية وفقاً للوائح التأديبية الخاصة به، حتى لو لم يتعرض برشلونة لعقوبة محلية، حيث تؤكد قواعد «يويفا» على الالتزام «بالامتناع عن أي سلوك من شأنه الإضرار أو من المحتمل أن يضر بنزاهة المسابقات»، وترى الصحف الكتالونية هذا الأمر حال حدوثه بمثابة «كارثة محققة» خاصة على المستوى المالي، الذي يجاهد النادي للتعافي منه، وقد تكون «الضربة القاصمة» التي تطيح برشلونة في الحقبة الحالية.
مشاركة :