أعلن مسؤول أوكراني بارز، أمس، أن جيش بلاده يحضر لإطلاق هجوم مضاد «في غضون شهرين»، في مسعى لاسترجاع المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ بدء الهجوم العسكري قبل أكثر من عام. وكشف كبير مساعدي الرئيس الأوكراني مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك، أن الجيش الأوكراني سيركز في المقام الأول على الاحتفاظ بالسيطرة على مدينة باخموت شرقي البلاد. وصرح بودولياك: «نحن لسنا في عجلة من الأمر، سنعيد ترتيب الصفوف خلال الشهرين المقبلين، لهجوم الربيع المحتمل، نستنزف الروس في باخموت، بينما نركز على مناطق أخرى». ويرى خبراء ومحللون أن الحديث عن الطقس وانتظار الربيع كعامل فاعل في الأزمة الروسية الأوكرانية غير واقعي، لأن تأثيراته مماثلة على الجانبين من ناحية التحركات والتقدم والعمليات العسكرية. وأكد الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو رامي القليوبي، أن هناك تغييرات مختلفة لموعد الهجومين الروسي والأوكراني في الربيع، وهناك تقارير تقول إن روسيا بدأت بالفعل وتتوقع في الوقت ذاته هجوماً أوكرانياً مضاداً، لكنه مرتبط بتسلم كييف الأسلحة الغربية. وأوضح القليوبي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن أهم مؤشرات اقتراب هجوم الربيع ما يحدث من معارك في منطقة «باخموت»، وهي مدينة صغيرة تشهد معارك عنيفة منذ فترة يبدو أنها تندرج ضمن خطط البلدين للهجوم والهجوم المضاد. وأشار إلى أن الجانب الروسي أوضح أن وجود مقاتليه في باخموت يتيح تشتيت القوات الأوكرانية التي ترسل تعزيزات إليها بينما تستطيع روسيا التقدم على محاور أخرى، فيما أرجع زيلينسكي ضرورة الاستمرار في الدفاع عن المدينة انتظاراً لوصول التعزيزات الغربية ومزيد من الدبابات. من جانبه، أكد الباحث السياسي في الشأن الروسي الدكتور مسلم شعيتو في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن كسب المعركة يعتمد فقط على موازين القوى العسكرية تحديداً من المعدات والوسائل والأساليب والدعم، وليس الطقس الذي ينعكس على جميع الأطراف بصورة متساوية.
مشاركة :