يرى سالم بن عبد الله آل حميد صاحب مكتبة عامة في منطقة الجرف في عجمان، بأن المكتبات تحتوي على كنوز العلم والمعرفة التي تنير للإنسان دروب الحياة، وأن الكتاب كنز حقيقي يغذي الفكر وينمي روح الإبداع لدى الإنسان، كما ان الكتب هي نتاج الفكر الإنساني، ويجب ان يطلع عليها الجميع لأهمية المعرفة والاستفادة من تجارب الآخرين، وضرورة ان يستفيد الجيل الحالي من الإمكانيات التي وفرتها له الدولة من وجود المكتبات العامة المنتشرة في جميع مدن الدولة في سبيل تعزيز مسيرة العلم والمعرفة وبهدف تحقيق التنمية الشاملة. وعشق سالم بن عبدالله القراءة منذ أن التحق بالكتاتيب لحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على أيدي المطاوعة، وأصبحت القراءة همه بعد ان بلغ العاشرة من عمره، ويذكر بأن ذلك الوقت كان أصعب شيء ان يمتلك الشخص كتبا نتيجة لعدم توفرها في الدولة وقلة عدد المكتبات، ومن اجل العلم والمعرفة سافر الى المملكة العربية السعودية، درس علوم التفسير والفقه والسيرة النبوية الشريفة على أيدي المشايخ والعلماء ثم عاد الى الدولة لاستكمال مسيرته في العلم والمعرفة، وشرع في تأسيس مكتبة صغيرة في منزله وضعها في المجلس وتحتوي على كتب تفسير القرآن الكريم والسيرة النبوية والتاريخ والأنساب، وأصبح مولعا بهذه العلوم ومارس هوايته في المطالعة وجمع الكتب الجديدة. وأشار الى أنه أحب مطالعة كتب التاريخ وكانت ولايزال لها وقع السحر في نفسه عند مطالعتها ومن خلالها عرف كيف كانت الحياة في العصور الماضية في الشرق والغرب، مما شكل لديه ذخيرة من المعرفة عن الماضي في حياة الشعوب والأمم المختلفة. جيل التحديات وأضاف أن جيله ثابر في سبيل العلم والمعرفة واجتهد من أجل التعلم ولم تتح لهم الإمكانيات التي تتوفر في الوقت الراهن للجيل الحالي، ويذكر بأنه كان يذهب من عجمان الى مكتبة الراس في دبي من أجل الاطلاع على الكتب التي تأتي من الخارج، ويمكث ساعات طويلة مبحرا في عالم القراءة ثم يعود وهو محمل بالأفكار الجديدة، وهو يحس بالسعادة عندما يجد كتابا جديدا يتحدث عن التاريخ والأحداث الماضية، ثم يأتي لسرد ما اطلع عليه للآخرين من معلومات وقصص إنسانية وعلى مدار خمس وعشرين عاما تكونت لديه مكتبة ضخمة تحتوي على أصناف عديدة من الكتب في علوم مختلفة وحينها فكر بأنه يتوجب عليه أن يتيح هذه الكنوز لجميع أفراد المجتمع في إمارة عجمان وقرر تحويل مكتبته الخاصة الى مكتبة عامة. 250 ألف عنوان وجد سالم بن عبدالله الدعم والتشجيع من قبل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، والذي منحه قطعة أرض في منطقة الجرف لإنشاء مكتبة عامة سنة 1988، وتحقق الحلم وتم تحويل المكتبة الخاصة الى مكتبة عامة متاحة مجانا للجميع وتحتوي على 250 ألف عنوان باللغة العربية في جميع العلوم، وتم تخصيص قسم خاص للغات الأجنبية، وتضم المكتبة أربع قاعات رئيسية، ومكتبة خاصة للأطفال ويتبع المكتبة مركز لتحفيظ القرآن الكريم، كما توفر المكتبة الصحف المحلية اليومية والمجلات المتنوعة. وينهل الآن طلاب وطالبات الجامعات والدراسات العليا من جميع الجامعات في الدولة من معين مكتبة سالم بن عبدالله العامة التي توفر المصادر والمراجع، ويوفر صاحب المكتبة الكتب التي يطلبها طلبة العلم والتي لا تتوفر في المكتبة في سبيل تشجيع انتشار العلم والمعرفة وسط الشباب ويحس بسعادة عندما يجد أعدادا كبيرة من الطلبة يجلسون في المكتبة، والشيء الذي يحزنه قلة المترددين الى المكتبة وعدم اهتمام الناس بقراءة الكتب وانصراف جل المجتمع عن عادة القراءة. مبادرة كريمة وحول مبادرة القيادة الرشيدة في الدولة بتخصيص العام الحالي عاما للقراءة أشار إلى أنها مبادرة كريمة نابعة من قيادة حكيمة تؤمن بأهمية نشر العلم والمعرفة بين جميع أبناء الدولة، وتعزز تنمية الفكر لدى الجيل الجديد، كما أن تشجيع القراءة من خلال المسابقات بين الطلاب سيسهم في جذب الشباب للذهاب للمكتبات العامة واكتشاف الكنوز التي توجد في المكتبات، كما أن إيمان القيادة الرشيدة بأن الإنسان هو ركيزة التنمية ولابد أن يصقل ويتعلم كي تتحقق التنمية الشاملة في الدولة. وذكر أنه على مدار 50 عاما اطلع على آلاف الكتب وكل كتاب اطلع عليه اسهم في تكوين فكره ومعرفته وأنار له دروب الحياة، آملا أن يهتم أولاده وأحفاده بالقراءة وحمل ميراث المكتبة، وان يذهب الشباب لزيارة المكتبات للاطلاع، وعليهم الابتعاد قليلا عن عالم الشبكة العنكبوتية، وعلى أولياء الأمور تشجيع الأبناء على القراءة والذهاب معهم الى المكتبات العامة وتخصيص يوم في الشهر لهذا الأمر حتى ننمي حب القراءة بين الأبناء ويكون الآباء قدوة للأبناء في القراءة. أهمية المكتبات أكد سالم بن عبدالله أهمية انتشار المكتبات العامة في جميع أنحاء الدولة وذلك من أجل نشر العلم والمعرفة بين جميع أفراد المجتمع، وضرورة جذب الأطفال والطلبة للذهاب للمكتبات العامة، وأن تقوم وزارة التربية والتعليم بتنظيم رحلات الى المكتبات العامة حتى يتعرف الطلبة على المكتبات والمقتنيات التي بها، وعندما يتعلق الأطفال بالقراءة منذ الصغر تصبح عادة لا يفارقها الإنسان أبداً.
مشاركة :