قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إن بعض دول العالم العربي تشهد مرحلة صعبة بوجود آفات فكرية غير سوية، وتأثر منها بالدرجة الأولى الإنسان، كذلك هذه الآفات على الإرث التاريخي والإسلامي القيم، من عهود الدول الأموية والعباسية وغيرها من الحضارات التي انتشرت على مستوى العالم. وأضاف في تصريح عقب تدشينه معرض "عواصم الثقافة الإسلامية الأولى"، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة بالمتحف الوطني بالتعاون مع متحف البيرغامون الألماني، في مقر المتحف الوطني بالرياض، بحضور سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة بوريس روغه، وسفير المملكة لدى ألمانيا عواد العواد، ومدير المتحف الإسلامي في متحف البيرغامون الألماني في برلين، "إن إقامة هذا المعرض الذي يعكس حضارات العواصم الإسلامية في العاصمة السعودية يأتي لأهمية هذه البلاد والدور الرائد للجزيرة في العربية في انطلاق الإسلام وازدهار الحضارة الإسلامية، ونوه بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في وضع المملكة في مكانها الصحيح في صناعة السلام والتوازن في العالم، مؤكدا أن الإنسانية هي الخاسر الأكبر في انحسار الازدهار والاستقرار بالدول الإسلامية وإبراز حضاراتها. وأشار إلى أن هذا المعرض يمثل مبادرة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتعريف بالحضارة الإسلامية التي تمثلها مجموعات قطع في متحف البيرغامون ببرلين الذي تربطنا به في الهيئة اتفاقية تعاون في مجال المعارض وسبق أن أقمنا فيه معرض روائع الاثار السعودية، مشيرا الى أن الحضارة الإسلامية لها أثرها الإيجابي الهام في جميع عواصم العالم والآثار التي تزخر بها معظم المتاحف العالمية تشهد بجمال وأهمية هذه الحضارة، ونحن الآن نأتي بهذه القطع من تلك الدول التي لها علاقة بالإسلام وهذا شيء مهم بالنسبة لنا. وقال: "الناس يأتون لزيارة هذا المعرض ليس لرؤية قطعة أثرية او قطع جميلة ورائعة فحسب، ولكن أيضاً ليشاهدوا عظمة الحضارة الإسلامية وان العالم العربي الذي خرجت منه هذه القطع في الدولة الأموية والدولة العباسية كانت تعيش عصرا ذهبيا، وكما قلت في كلمتي اليوم أننا ننظر الى أن خسارة هذا العالم لمشاركة العالم العربي والإسلامي في بناء مستقبل البشرية هي خسارة للبشرية جمعاء وليس فقط خسارة لمنطقتنا، ولذلك مهمة انقاذ العالم العربي التي يعمل سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الملك سلمان اليوم على القيام بها وجمع الشمل ليتحد العالم ومكافحة الآفات التي أصابت العالم العربي والإسلامي، انما هي مهمة للعالم أجمع الذي استفاد عبر تاريخه من حضارات المنطقة التي يحزن القلب أن نراها حالياً في هذا الوضع". وبعد أن قص سموه شريط الافتتاح، قام بجولة في المعرض الذي يضم 104قطع أثرية من القطع المعروضة في متحف البيرغامون الألماني والتي تعكس نماذج من الحضارة الإسلامية، كما يقدم لمحات من العلاقات الثقافية القائمة آنذاك بين النخب الحاكمة وبقية أنحاء العالم خلال فترة تقدّم وانتشار الثقافة الإسلامية. ويعود تاريخ القطع المعروضة في هذا المعرض لأكثر من 1500 عام من عهد الحضارة الساسانية بالعراق، إضافة إلى اثار من العهد الأموي والعباسي وحتى العهد العثماني. ويقام المعرض بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 30 "الذي يستضيف جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويتواصل على مدار ثلاثة أشهر. ويأتي تنظيم المعرض في إطار التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومتحف البيرغامون الألماني وضمن الاتفاقية الموقعة بين الهيئة والمتحف في مجال المعارض والتعاون العلمي والتقني، وإعارة المجموعات المتحفية.
مشاركة :