توصلت كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية إلى اتفاق يتضمن عودة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما، في خطوة تراها الأطراف اليمنية أنها ستنعكس إيجابا على حلحلة الأوضاع في هذا البلد الذي يشهد حربا منذ أكثر من ثمانية أعوام. وكانت السعودية وإيران قد أجرتا مباحثات في بكين في الفترة من 6 إلى 10 مارس الجاري، وتم التوصل إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، كما اتفقتا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما. وقوبل الإعلان عن الاتفاق بين السعودية وإيران بردود إيجابية من قبل الأطراف اليمنية، والتي تخوض حربا منذ أكثر من ثمانية أعوام في هذا البلد، حيث صنفت الأمم المتحدة اليمن بأنه يعاني من "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". وتعليقا على الاتفاق بين السعودية وإيران، قالت الحكومة اليمنية إنها تؤمن بالحوار وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية والوسائل السلمية، كما تؤكد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتدعم أي توجه جدي ومخلص يحمل نوايا حسنة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأوضح بيان لوزارة الخارجية اليمنية أنها تأمل في أن يشكل اتفاق المملكة العربية السعودية وإيران مرحلة جديدة من العلاقات في المنطقة. من جانبه، قال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، على حسابه في موقع (تويتر)، تعليقا على الاتفاق السعودي الايراني، إن المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها تسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية. بدوره، قال علي الكثيري، المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي إن المجلس يرحب بالاتفاق المبرم بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برعاية جمهورية الصين الشعبية والمتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ووصف الكثيري هذا التطور بأنه "الإيجابي"، معربا عن أمله في أن يسهم ذلك في توطيد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم. ويرى محللون يمنيون أن الاتفاق بين السعودية وإيران سينعكس إيجابا على الأوضاع في اليمن. وقال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران عبر بكين، تعبر عن تطورات تمس في جوهرها دور الصين التي تتصرف بما يتفق مع وزنها العالمي كقوة كبرى وضعت نصب عينيها تسوية الخلافات بين شريكين إستراتيجيين للصين في منطقة مهمة هي الشرق الأوسط". وأكد التميمي أن هذا الاتفاق وعودة العلاقات سينعكس إيجابا على الوضع في اليمن، فعلى الأرجح أن خطوة كهذه قد تسرع في التوصل إلى نتائج ذات معنى عبر مسار المحادثات، التي تجري بين السعودية والحوثيين بوساطة عمانية منذ عدة أشهر. ورجح المحلل السياسي أن تأتي نتائج هذه المحادثات على شكل تسوية نهائية بين الأطراف اليمنية ضمن إطارها العام. وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الدكتور رشاد العليمي قد أبدى في نهاية فبراير الماضي ترحيبه بالمحادثات الجارية بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي بوساطة من سلطنة عُمان. وقال عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية في اليمن لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الاتفاق السعودي الإيراني سيكون له انعكاسات إيجابية على اليمن والمنطقة. وأضاف أن الاتفاق قد يؤدي إلى إيقاف الحرب في اليمن وفي نفس الوقت إلى التعامل الدبلوماسي والاقتصادي وتعزيز المصالح المشتركة. ووصف محمد الاتفاق بين السعودية وايران بأنه "التاريخي"، مؤكدا أنه كان من "الصعب القيام بهذا الاتفاق في ظل الرؤية الأمريكية للمنطقة بأن تبقى منطقة صراع مستمر بين إيران والسعودية لتأمين احتياجات النفط وبيع السلاح والهيمنة على دول الخليج". بدوره، قال المحلل السياسي اليمني عبدالله دوبله لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاتفاق السعودي الإيراني سيضع حدا للنزاع والصراع في اليمن. ورأى دوبله أن الصراع في اليمن والمنطقة سيكون الآن مقيدا ومحكوما بمعايير، معتبرا أن "وجود الصين راعية للاتفاق يعتبر ضمانا لأمن المنطقة من أي صراعات منفلتة مستقبلا".
مشاركة :