تاريخنا غير الآمن مع اليمن - د.عبدالعزيز الجار الله

  • 2/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اليمن الدولة والحكومة والسياسة لم تكن في يوم من الأيام الجار الصديق وتحديداً في التاريخ الحديث من بداية القرن التاسع عشر الميلادي، وازدادت المشاحنات من بداية قيام الدول العربية الحديثة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918م وانفصال الدول العربية عن الدولة العثمانية ثم دخولها في الاستعمار الأوروبي وتحررها فيما بعد في منتصف القرن العشرين. فقد كانت الحكومات اليمنية تضغط على بلادنا في مسألة الحدود البرية والممتدة بطول (1327كم) في الجنوب والجنوب الغربي من السعودية، وقد أكملت المملكة ترسيم الحدود البرية في اتفاقيتين الأولى عام 1353هـ -1934م معاهدة الطائف، ثم الترسيم النهائي البري والبحري عام 1421هـ - 2000م.. وتم تحديد المنافذ: الطوال، علب، الخضراء، الوديعة. لكن هذا التاريخ الطويل من العصر الحديث غير آمن عاشت فيه الحكومات اليمنية وعاشت القوى السياسية ومعظم المتنفذين في اليمن على ابتزازنا وابتزاز الجوار الجغرافي حتى جاءت حرب عاصفة الحزم لتوقف جميع أشكال الابتزاز، الذي كان يمارس باسم الجوار الجغرافي والإخاء الإسلامي والدم العربي. تحت مظلة الإخاء والجور تم غض الطرف عن ممارسات أصبحت فيما بعد سلوكاً، حيث تم تحويل الحدود إلى معابر دون الالتزام بالتعاملات الدولية وكان يقصد من وراء هذه الممارسات نوايا مبطنة كشفت عنها الحرب وهي تحويل اليمن إلى مدفع عسكري وبشري واقتصادي لتخريب المملكة والخليج وانهيار دولها، فقد كشفت عاصفة الحزم نوايا الحكومات اليمنية الرئيس المخلوع على عبدالله صالح وميلشيات الحوثي، كشفت عن بركان من التخريب كانت تخطط له ومنها: أولاً: الحشد العسكري - قوات علي صالح والحوثي - للقيام بحرب خاطفة واجتياح الحدود السعودية واحتلال المدن. ثانياً: فتح جميع الموانئ البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب أمام القوات البحرية والقوات البرية الإيرانية. ثالثاً: كسر جدار الحدود البحرية مع إفريقيا عبر البحر الأحمر وبحر العرب وفتحه أمام المهاجرين من جنوب شرقي إفريقيا ومن جزر المحيط الهندي للتوطين بالمملكة أو جعل أراضينا طريقاً للعبور بقصد الضغط الديمغرافي والإنساني الدولي (الحقوقي) على المملكة وإثارة الرأي العام العالمي. رابعاً: تحويل المملكة إلى محطة رئيسة لتجارة المخدرات ووسيط بين تجارة المخدرات ما بين شرق وجنوب آسيا، وبين إفريقيا وأوروبا. خامساً: تحويل المملكة كأحد الممرات للمنظمات الإرهابية: القاعدة، داعش، حزب الله بكل تفريعاته. سادساً: خلق واشعال فتن طائفية وصراعاً مذهبياً بهدف تفكيك وحدة الشعب. يقصد من هذا العمل المبطن إفساد وتدمير شعب المملكة وعقيدتها واقتصادها وجعلها تعيش حرب استنزاف وصراع حدودي طويل نزاعاً عسكرياً وحقوقياً للاجئين ومحطة مخدرات وفتن طائفية وخلق عداء يصبح تاريخي بين السعودية واليمن لكن عاصفة الحزم جنبتنا بحمد الله هذه المشكلات التي كانت تعمل عليها اليمن وإيران منذ زمن طويل.

مشاركة :