الرياض – (رويترز): قال كتاب صحفيون سعوديون أمس ان المملكة ستراقب سلوك إيران خلال فترة الشهرين المتفق عليها لاستعادة العلاقات، مما يعكس استمرار الحذر منذ الخصومة الطويلة بين البلدين. وجاء الاتفاق المفاجئ الذي أعلن يوم الجمعة بوساطة من الصين الشريك التجاري الرئيسي لكلا البلدين بعد عدة جولات من المحادثات السعودية الايرانية استضافتها دول بالمنطقة في محاولة لاحتواء التوترات في وقت تشعر فيه دول الخليج العربية بخيبة أمل بسبب ما تعتبره انسحابا تدريجيا للولايات المتحدة من المنطقة. وقالت طهران والرياض إنهما اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية واعادة فتح السفارتين في غضون شهرين، كما أعلنتا أن وزيري خارجية البلدين سيجتمعان لتنفيذ الاتفاق لكن من دون تحديد جدول زمني تفصيلي. وقال الكاتب السعودي حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ اليومية «فترة الشهرين المحددة لفتح السفارات وعودة العلاقات هي المحك الأول لمصداقية ايران واثبات حسن نواياها اذ لا بد أن نلمس بداية تغير حقيقي في المشهد الذي صنعته حولنا وتصحيح فعلي لتعاملها مع المملكة، وحتى اذا نجحت ايران في اختبارها خلال هذه الفترة فلا بد أن تثبت جدية استمرارها والتزامها التام بما تم الاتفاق عليه». واتفق معه الكاتب عبدالله العتيبي في مقال افتتاحي بصحيفة الشرق الاوسط معتبرا أن فترة الشهرين «اختبار» لمدى التزام ايران. وقال ان بكين يمكن أن تلعب دورا أكثر فاعلية من الجهود الغربية «الفاشلة» في التعامل مع إيران. وتزايدت خيبة أمل دول الخليج من الولايات المتحدة الحليف والضامن الامني الرئيسي لأسباب من بينها الاتفاق النووي بين القوى العالمية وايران عام 2015 الذي اعتبرته دول الخليج معيبا لعدم تصديه لبرنامج ايران الصاروخي ووكلائها. وتحركت السعودية والامارات لتأكيد سيطرتهما بدرجة أكبر على الاستقرار الاقليمي من خلال اتباع سياسات خارجية تصالحية تأملان في أن تسمح لهما بالتركيز على الاولويات الاقتصادية. وقال الكاتب السعودي طارق الحميد «من الطبيعي أن تكون هناك علاقات دبلوماسية ولو على درجة تمثيل منخفض لان نقاط التماس بين السعودية وايران متعددة بسبب نهج ايران التوسعي... لكن أبق أعينك مفتوحة». وأضاف «الصين هي الضامن لهذا الاتفاق اليوم وهذا مؤثر بحال لم تلتزم طهران». وأبدت الولايات المتحدة تحفظات بشأن تعزيز العلاقات بين دول الخليج ومنافستها الاقتصادية الصين التي حضر رئيسها قمة خليجية في الرياض العام الماضي. وقالت الرياض وأبوظبي مرارا انهما تتطلعان الى تنويع شركائهما الاستراتيجيين بينما تضغطان على واشنطن من أجل تقديم التزامات ملموسة للأمن الاقليمي.
مشاركة :