منح «ديساب»، المجلس الاستشاري العلمي العالمي لـ«ديهاد»، ومقره جنيف - سويسرا، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، جائزة أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2023 ولقب «أم السلام»؛ وذلك تكريماً لجهود سموها، وتقديراً لدعمها المستمر في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي عالمياً، حيث تؤدي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك دوراً رائداً في مجال تقديم المساعدات الطبية، ودعم المحتاجين حول العالم، بالإضافة إلى جهودها في دعم حقوق النساء والمساواة بين الجنسين. وبالنيابة عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تسلمت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، أمس، الجائزة التي قدمها السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس مؤسسة «ديهاد» للأعمال الإنسانية المستدامة، رئيس المجلس الاستشاري العلمي العالمي «ديساب»، سفير برلمان البحر المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي، والسفير جيرهارد بوتمان كرامر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «ديهاد» للأعمال الإنسانية المستدامة، الرئيس التنفيذي لـ«ديساب»، خلال مراسم افتتاح معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام في مركز دبي التجاري العالمي. وتُعد الجائزة من الجوائز الرفيعة في مجالات الإغاثة الإنسانية العالمية التي تمنح من المجلس الاستشاري العلمي العالمي لـ«ديهاد» «ديساب» ومقره جنيف - سويسرا، تقديراً للشخصيات والقيادات العالمية التي تؤدي دوراً بارزاً في دعم المحتاجين حول العالم، وتعتبر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أول شخصية نسائية تفوز بالجائزة. وفي كلمة لها، قالت معالي الدكتورة ميثاء الشامسي: «إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رمز للقامات الإنسانية التي نتطلع ونصبو إليها جميعاً، ويسعدني ويشرفني أن أتسلم هذه الجائزة بالنيابة عن سموها، وهي التي تنعم بقلب كبير وروح تتوق إلى العطاء، وتتحلى بخصال وطباع الإحسان والخير، ونحن هنا اليوم للاحتفاء بإنجازاتها وعطاءاتها اللامتناهية تجاه الإنسانية». واستهل حفل الافتتاح بكلمة لمعالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، نوهت خلالها بالجهود والمبادرات الجليلة التي قدمتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية لـ«الهلال الأحمر» الإماراتي «أم الإمارات». وأشادت بإسهامات سموها الجليلة، كرائدة للعمل الإنساني في دولة الإمارات وخارجها، ومثمّنة ما قدمته سموها من المشاريع والمبادرات الإنسانية، انطلاقاً من شخصية سموها المحبة للخير، وحرصها على تحقيق كل ما ينفع الناس في كل مكان. وقالت معاليها: «إن العطاء جزء من الطبيعة البشرية، فالإنسان يولد بفطرته معطاءً كونه كائناً اجتماعياً، يعيش ويتفاعل مع الآخرين، وتُعد الفطرة السليمة الصالحة نعمة من الله سبحانه وتعالى على عباده، إذ يسخرهم لأعمال الخير ويسهل لهم ذلك». وأضافت: «لقد اختص الله سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بنعمه وفضله، وتعد سموها من هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بقلب كبير وروح تتوق للعطاء، فهي بفطرتها وطبيعة شخصيتها إنسانة محسنة، فالطبع والسجية هما جزء أساس في الإنسان، يلازمانه سلوكياً ويرافقانه في كل أعماله». وأشارت الشامسي إلى أن سموُّها قد عُرِفَتْ بهذه السجايا الأصيلة، وما إنجازاتها في العطاء الإنساني إلا تعبير عن عمق هذه الصفات في شخصيتها. وذكرت أن المتتبع لمبادرات سموّها في مجال العمل الإنساني، يرى أنها قد أرست ثقافة العطاء علماً وعملاً، ووسعت نطاق هذا العمل سواء في مجال الأعمال الإغاثية أو التنموية، بالإضافة إلى تقديمها العديد من الإسهامات التي من شأنها مساعدة النساء والفتيات والمسنين. كما قدمت سموها تبرعات سخية لإنشاء المراكز البحثية، ومراكز رعاية أصحاب الهمم، وبناء المستشفيات والمراكز الصحية. وقالت معاليها: «إن الشيخة فاطمة هي من مؤسسي العمل الإنساني في دولتنا الحبيبة، إنها سبّاقة إلى مد يد العون للضعفاء والمحتاجين في شتى بقاع العالم، التزاماً بمبادئها ورؤيتها التي تجعل الإنسان هو الأساس في جهود البناء والتنمية». منهج تنموي وأضافت: «لقد اعتمدت سموها منهجاً مهماً يؤكد ثلاثة جوانب رئيسية، الجانب الأول المبادئ والقيم، الجانب الثاني الاستدامة، والثالث الأثر والاستفادة». وذكرت أن سموها ترى أن ثقافة تقاسم النجاح قضية مهمة، وأنه يتوجب على الهيئات والمؤسسات الإنسانية والمحتاجين والمستفيدين اعتماد الثقة والشفافية، لضمان سلامة الإجراءات ونجاح التنمية، وأن القيم ركيزة أساسية في تفعيل العمل الإنساني. وأشارت إلى أن سموها تعمل في جميع مبادراتها الإنسانية على تحقيق الاستدامة، لأنها تؤمن بترسيخ مفهوم التنمية القابلة للاستمرار، ولهذا نجد أن مشاريعها الإنسانية تجمع بين الإنسان والموارد البيئية والإنتاج، ومحاولة جعل كل هذه العناصر تعمل في منظومة متكاملة. وأكدت أن هذه المنظومة أسهمت في جعل كل المساعدات والمشاريع تهدف إلى إتاحة خيارات متعددة أمام المستفيدين، وتمنحهم فرص النمو اجتماعياً واقتصادياً بهدف تعزيز مواردهم البيئية لتوفير حياة كريمة لهم في إطار مقومات الاستدامة المرتبطة بالتنمية البشرية. استراتيجيات الاستدامة قالت معالي الدكتورة ميثاء الشامسي: «تحرص سموها على إدراج استراتيجيات الاستدامة في إدارة مشاريعها وبرامجها البيئية والتنموية، والتي تجعل محورها هو تنمية الموارد البشرية. وترى سموها أن إشراك المستفيدين في هذه المبادرات والبرامج يحقق التفاعل الإيجابي، ويتيح لهم فرصة الممارسة والتدريب ويؤهلهم لمساعدة أنفسهم، لقد ساهمت سموها بالتعاون مع المنظمات التي تعنى بالشؤون الإنسانية، مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ومنظمة الزراعة والأغذية ومنظمة المرأة العربية، والعديد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية المختصة بتقديم الدعم للمرأة لتمكينها اقتصادياً، وجعلها قادرة على الاستثمار في بيئتها، وجعل الاستدامة منهجاً ومسار حياة». وأفادت معاليها، بأن المشاريع الخيرية لـ «أم الإمارات» كبيرة وكثيرة ومتنوعة، وقد سخرت سموها لتنفيذها الكثير من الإمكانات، وعملت على إدارتها والإشراف على تنفيذها، والتنسيق مع الجهات المختصة المشاركة في تنفيذها، ويأتي في مقدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وسفارات الدولة التي تم من خلالها تقديم الدعم والمعونات والتبرعات في العديد من الدول، ما مكنها من إنجاز المبادرات والمشاريع الموجه لجميع الفئات على أكمل وجه، ولذا نجد أن الكثير من مبادراتها الإنسانية ترتكز على البعد التنموي، فعلى سبيل المثال لا الحصر أنشئت سموها المشاغل للنساء، والمستشفيات التي تعنى برعاية الأم والطفل، والمدارس الخاصة بالفتيات في كثير من مناطق العالم. وذلك نابع من حرصها الدائم على الارتقاء بقدرات المرأة وإمكاناتها، وتعزيز قدراتها الإنتاجية بدلاً من كونها متلقية للمساعدات فقط. كما يُعد إنشاء «صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة» في عام 2003 من أهم مبادرات سموها الإنسانية للمرأة، حيث يُعد دعوة واضحة إلى المجتمع الدولي للالتفات إلى قضية النساء اللاجئات كونهن الأكثر تعرضاً للمآسي المترتبة على اللجوء. العطاء مستمر قالت معالي الدكتورة الشامسي: «ما زال عطاء سموها متجدداً، وما زالت مشاريعها تزداد اتساعاً لتلامس متطلبات الإنسان الذي يحتاج إلى المساندة والدعم ليحظى بحياة كريمة قوامها تعزيز قدراته والارتقاء بفكره، وجعل عملية النماء تحقق استدامة شاملة، وتمكنه من الحفاظ على بيئته ومواردها لأن سموها تؤمن بأنه هو ركيزة الاستدامة ووسيلتها». من جانبه، قال السفير الدكتور عبد السلام المدني «باسم اللجان العلمية والتنظيمية في (ديهاد)، والمجلس الاستشاري العلمي العالمي (ديساب) التابع لمؤسسة (ديهاد) للأعمال الإنسانية المستدامة، أعرب عن الاعتزاز والتقدير للجهود الرائعة التي بذلتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وهي تستحق التكريم ولقب (أم السلام)، حيث ينعم العالم أجمع بأم طيبة تشع بالبركة وتنشر الخير». وقال السفير جيرهارد بوتمان كرامر: «تجسدت كامل معاني الإنسانية والبذل والعطاء في شخص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ويسعدنا ويشرفنا أن نقدم لها هذه الجائزة، تقديراً لتاريخها الطويل وإخلاصها الدائم في مساعدة البشرية في كل أرجاء المعمورة». وتستمر فعاليات معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير- ديهاد 2023 حتى الـ 15 من مارس، ومن المتوقع أن يستقطب أكثر من 8.200 زائر ومشارك من 110 دول، وحضور 828 منظمة غير حكومية وجمعية إنسانية، بالإضافة إلى العديد من موردي المساعدات والمواد والإغاثية، وغيرهم من العاملين في الشأن الإنساني.
مشاركة :