روما 13 مارس 2023 (شينخوا) شهدت البورصات في جميع أنحاء أوروبا تراجعا يوم الاثنين مع شعور المستثمرين بالقلق من أن انهيار بنك سيليكون فالي ومقره الولايات المتحدة الأسبوع الماضي قد ينذر بمشاكل مماثلة بين المؤسسات المالية الإيطالية. واستجابت الأسواق المالية الأوروبية بشكل سلبي في جميع المجالات يوم الاثنين، حيث أنهى مؤشر داكس للأسهم الممتازة في بورصة فرانكفورت اليوم منخفضا بنسبة 3.04 في المائة، بينما انخفض مؤشر كاك-40 في باريس بنسبة 2.9 في المائة، وهبط مؤشر إيبكس-35 في مدريد بنسبة 3.5 في المائة، وتراجع مؤشر أيه إي إكس للأسهم الممتازة في أمستردام بنسبة 2.1 في المائة. لكن أكبر تراجع كان في البورصة الإيطالية في ميلانو، حيث هبطت الأسهم بأكثر من 4 في المائة في التعاملات الكثيفة. وكانت البنوك الإيطالية من بين أكبر الخاسرين اليوم، إذ خسر سهم يونيكريديت عملاق الخدمات المالية 9 في المائة من قيمته، وبيبر بانكا 9.5 في المائة، وبانكا ميديولانوم 7.8 في المائة. ووفقا لتقديرات وسائل الإعلام، فُقد ما قيمته 291 مليار يورو (311 مليار دولار أمريكي) في البورصات الأوروبية في التداول يوم الاثنين. بسبب المستويات المرتفعة نسبيا من القروض ذات الأداء الضعيف والديون المرتفعة إلى جانب اقتصاد أداؤه أقل بشكل عام من أداء الاتحاد الأوروبي، يعتبر النظام المصرفي الإيطالي عموما من بين أكثر الأنظمة ضعفا في الاتحاد الأوروبي. وقال خافيير نورييغا، كبير الاقتصاديين في بنك الاستثمار هيلدبراندت وفيرار، الذي يتخذ من ميلانو مقرا له، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "هناك قول مأثور مفاده أنه إذا كان النظام المصرفي العالمي يعاني من نزلة برد، يصاب النظام المصرفي الإيطالي بالإنفلونزا لأن لديه بعض نقاط الضعف"، مبينا أن "أسعار الأسهم غالبا ما تتمحور حول التصور، والتصور هو أن النظام المصرفي الإيطالي ربما يكون أقل مرونة" من تلك الموجودة في البلدان الأخرى. أدى انهيار بنك سيليكون فالي ومقره كاليفورنيا يوم الجمعة إلى إرسال تموجات عبر الأنظمة المالية العالمية. لقد كان البنك أكبر مقرض في وادي السيليكون، معقل التكنولوجيا الفائقة في كاليفورنيا وكان ضامنا متكررا للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا. وبدأ البنك يعاني ماليا العام الماضي ثم في الأسبوع الماضي كان هناك تهافت على الودائع بعد أن أعلن البنك عن خسائر فادحة من مبيعات الأوراق المالية، مما أجبره على إغلاق أبوابه. ووضع على الفور تحت الحراسة القضائية، وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن جميع الودائع في البنك مضمونة وستكون متاحة على الفور لعملاء البنك. كما تعهد بايدن بمحاسبة المسؤولين عن انهيار البنك "بشكل كامل". غير أن ذلك لم يقلل من مستوى التوتر بين المستثمرين. وفي إيطاليا، تساءلت أكبر صحيفة في البلاد ((كورييري ديلا سيرا)) في عنوان بالبنط العريض "هل يمكن أن يحدث انهيار مثل ذلك الذي حدث لبنك سيليكون فالي في إيطاليا؟". وحاول وزير المالية جيانكارلو جورجيتي طمأنة المستثمرين. وذكرت وزارة المالية يوم الاثنين أنه "يتابع عن كثب" التطورات المتعلقة ببنك كاليفورنيا، في حين أكد للمستثمرين الإيطاليين أنه لا توجد مخاطر من مصير مماثل لبنوك البلاد. وقال جورجيتي في بيان "نحن نقدر السرعة التي تدخلت بها السلطات الأمريكية ونحن واثقون من أنه إذا لزم الأمر، ستتدخل السلطات الأوروبية بنفس السرعة، مع تقييم الآثار المترتبة على ... السياسة النقدية والاستقرار المالي". ودعا مسؤولون إيطاليون آخرون البنك المركزي الأوروبي إلى المساعدة في تعزيز صحة البنوك الأوروبية إذا اقتضى الأمر.
مشاركة :