قتل ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة، أمس في مقديشو إثر تفجير استهدف سيارة موظف أمني يعمل في مطار العاصمة، لكن الموظف نجا من الاعتداء، وفق المسؤول في الشرطة علي ضاهر. وقال عبد محمد، الذي كان قريبا من موقع التفجير: «لقد خرج رجل من السيارة ودخل إلى صيدلية، وفي هذه اللحظة انفجرت سيارته. ورأيت عددا من الجثث المتفحمة». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير بعد، لكن حركة الشباب تبنت في الماضي تفجيرات من هذا النوع. ويأتي هذا التفجير في وقت يتواصل فيه التحقيق في انفجار وقع الثلاثاء على متن طائرة تابعة لشركة «دالو» الصومالية، بعد 15 دقيقة من إقلاعها من مطار مقديشو، وأدى إلى مقتل راكب يدعى عبد الله عبد السلام، فيما قالت السلطات الصومالية إن ضغط الهواء سحبه عبر الفجوة التي أحدثها الانفجار في هيكل الطائرة. في غضون ذلك، استعاد عناصر حركة الشباب الصومالية أمس السيطرة من دون قتال على مرفأ «مركا» الاستراتيجي، الواقع على بعد نحو 100 كلم جنوب مقديشو، بعدما انسحب منه عناصر قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم). وتشكل استعادة حركة الشباب لمرفأ مركا، مكسبًا كبيرًا يؤمن لها منفذًا على البحر، وهذا ما أتاح لها عندما سيطرت على جنوب الصومال القيام بعمليات تجارية مربحة، وخصوصًا الاتجار بالفحم. كما أنها تعتبر خطوة تنطوي على معان رمزية كبيرة. فقد كان المرفأ الكبير لمدينة مركا التاريخية التي تأسست في القرن العاشر، واحدا من أبرز معاقل حركة الشباب بعد الاستيلاء عليها في 2008. ولم تعرف أسباب الانسحاب المفاجئ لقوات «أميصوم» من مرفأ مركا، الواقع في منطقة عادة ما تشرف عليها الكتيبة الأوغندية. لكن حاكم منطقة شابيلي السفلى إبراهيم آدم أوضح في تصريح صحافي أن «جنود الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام غادروا المدينة، ودخل مقاتلو حركة الشباب من دون قتال وباتوا يسيطرون عليها». وأكد عدد من السكان لوكالة الصحافة الفرنسية سيطرة المسلحين على المرفأ، مشيرين إلى أن عناصر من «الشباب» كانوا مدججين بالأسلحة اجتاحوا المدينة، حاملين أعلاما إسلامية سوداء، وباشروا التحدث إلى المواطنين. فيما قال إبراهيم مؤمن، من سكان مركا، إن «قوات (أميصوم) انسحبت من المدينة في منتصف النهار، وبعد دقائق انسحبت جميع قوات الأمن الصومالية»، مضيفًا أن «مقاتلين من الشباب كانوا مدججين بالأسلحة اجتاحوا بعد ذلك المدينة، وهم يتكلمون إلى السكان في مركز المحافظة». لكن مصادر حكومية في مقديشو رفضت التعليق على سيطرة الشباب على المرفأ. وكان عناصر حركة الشباب الذين قاتلوا «أميصوم»، طردوا من مقديشو في صيف 2011، ثم خسروا القسم الأكبر من معاقلهم، وقد امتنعوا في أغلب الأحيان عن خوض القتال التقليدي، مفضلين العمليات والاعتداءات الانتحارية. لكنهم ما زالوا يسيطرون على عدد كبير من المناطق الريفية، ويشكلون تهديدًا للأمن في الصومال والبلدان المجاورة، خصوصًا كينيا حيث شنوا عددًا كبيرًا من الهجمات التي أسفرت بالإجمال عن مقتل أكثر من 400 شخص منذ 2013. وفي الأشهر الستة الأخيرة، تعرض عدد كبير من قواعد قوة الاتحاد الأفريقي لهجمات كبيرة ودامية شنها متمردون إسلاميون. وفي منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، تعرض معسكر للكتيبة الكينية في جنوب الصومال، كان يضم 180 جنديًا، للتدمير الكامل والنهب، وقد أكدت حركة الشباب أنها قتلت أكثر من 100 جندي كيني في ذلك الهجوم، لكن لم يؤكد هذه الحصيلة مصدر رسمي، إلا أن مصدرا أمنيا إقليميا اعتبرها جديرة بالثقة. وهذا ثالث هجوم كبير يستهدف قاعدة لقوة «أميصوم» في جنوب الصومال خلال ستة أشهر، بعد أن هاجم عناصر حركة الشباب أواخر يونيو (حزيران) الماضي قاعدة بوروندية في ليغو، ثم معسكرا أوغنديا في جنالي وقريتين في منطقة شابيلي السفلى. وبمهاجمتها فرقا لأبرز ثلاثة بلدان أرسلت جنودا إلى قوة «أميصوم»، المنتشرة منذ 2007 في الصومال، استطاعت حركة الشباب التباهي بتحقيق انتصارات عسكرية باتت نادرة في السنوات الأربع الأخيرة. وقد غرقت البلاد في الفوضى منذ سقوط الرئيس سياد باري في 1991، وسيطرة زعماء الحرب والعصابات والمجموعات الإسلامية عليها. وتحاول المجموعة الدولية إقامة حكومة مركزية، لكن من المتعذر إلى حد كبير على ما يبدو إجراء الانتخابات المقررة في 2016، وهي الأولى منذ أكثر من 40 عاما، بسبب الوضع الأمني.
مشاركة :