أعلن ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف الأطلسي اليوم (الجمعة)، أنّ حملة الغارات الجوية الروسية في سوريا «تقوض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي» للنزاع في هذا البلد، متهمًا موسكو بأنّها «تستهدف بصورة رئيسية مجموعات المعارضة». وقال ستولتنبرغ لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي في أمستردام، إنّ «تصعيد روسيا وجودها ونشاطها الجوي في سوريا يتسبب أيضًا في توتر متزايد وانتهاكات للمجال الجوي التركي». وتابع أنّ «هذا يولد مخاطر ويزيد من حدة التوترات ويطرح بالتأكيد تحديًا للحلف الأطلسي لأنه يشكل انتهاكًا للمجال الجوي الأطلسي»، داعيًا إلى «الهدوء ونزع فتيل التصعيد وإلى حل سياسي في سوريا». كما رأى ستولتنبرغ أنّ «تعزيز روسيا وجودها العسكري بشكل جوهري في سوريا وشرق المتوسط يزعزع التوازن الاستراتيجي» في المنطقة. مؤكّدًا أنّ «الحلف الأطلسي يدعم بشدة جميع الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا» في وقت علقت المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية في جنيف، سعيًا لإيجاد تسوية سياسية للنزاع حتى 25 فبراير (شباط) الحالي. في المقابل، صرّح الكرملين اليوم، أنّ روسيا لا تتحاشى السبل السياسية أو الدبلوماسية لتسوية الصراع في سوريا؛ لكنه أوضح أنّها ستواصل تقديم المساعدة العسكرية للنظام. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية إنّ روسيا «تبذل باستمرار جهودًا في الإطار الدولي العام للتوصل لتسوية سلمية وسياسية للوضع في سوريا». وترفض المعارضة الدخول في مفاوضات قبل الاستجابة لمطالبها الإنسانية المتعلقة بوقف القصف على المدنيين وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين. وحملت واشنطن وباريس وغيرها من الدول الغربية دمشق وحليفتها موسكو مسؤولية نسف المحادثات بسبب التصعيد على الأرض خلال الأيام الأخيرة. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، أنّ روسيا توجه «رسائل متضاربة» بشأن النزاع السوري، حيث تؤكد من جهة سعيها للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع، وتواصل من جهة أخرى غاراتها العسكرية التي تستهدف بحسب واشنطن مجموعات معارضة ومدنيين. ويجري مجلس الأمن الدولي اليوم (الجمعة)، مشاورات حول سوريا، حيث كثف النظام مدعومًا من الطيران الروسي هجومًا تشنه قواته، مكنها من التقدم في شمال سوريا، حيث تستكمل عملياتها العسكرية بهدف فرض حصار مطبق على الفصائل المعارضة في مدينة حلب.
مشاركة :