وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي "ستفعل الأمم المتحدة كلّ ما في وسعها للحفاظ على الاتفاقية كما هي وضمان استمرارها". وأشار إلى أن "المشاورات ... مع جميع الأطراف وعلى جميع المستويات متواصلة"، دون أن يحدّد ما سيحصل عندما تنتهي صلاحية الاتفاق في 18 آذار/مارس بعدما مُدّد 120 يومًا في الخريف. وردًا على سيل من الأسئلة من الصحافيين في جنيف، قال "سنرى السبت ما سيحصل". الاثنين، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، بعد محادثات مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث والأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ريبيكا غرينسبان في جنيف، أن موسكو "لا تُعارض تمديدًا جديدًا لمبادرة البحر الأسود بعد انتهاء تمديدها الثاني في 18 آذار/مارس، لكن لمدة 60 يومًا فقط". لكن كييف اعتبرت أن تمديد الاتفاقية مدة 60 يومًا "يتعارض" مع ما اتُفق عليه. وكتب وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف في تغريدة الاثنين أن "الاتفاقية حول مبادرة حبوب البحر الأسود تنصّ على تمديد لمدة 120 يومًا على الأقلّ، وموقف روسيا القاضي بتمديدها لمدة 60 يومًا فقط يتعارض إذًا مع الوثيقة الموقعة من جانب تركيا والأمم المتحدة". وأوضح أن أوكرانيا تنتظر "الموقف الرسمي" للأمم المتحدة وتركيا بصفتهما "ضامنَتين" للاتفاقية. وفي بيان صدر مساء الاثنين، أكّدت الأمم المتحدة أنها "أخذت علمًا" بالموقف الروسي. "جدار أقامه الغرب" موسكو ليست راضية عن نتائج الاتفاقية الثانية التي أبرمت بالتوازي في الصيف الماضي مع الأمم المتحدة وكانت تهدف إلى إزالة العقبات أمام صادراتها من الحبوب وخاصة الأسمدة. ورغم أن هذه المنتجات لا تتأثر بالعقوبات التي فرضها حلفاء كييف لإجبار موسكو على وقف غزو أوكرانيا، كان لهذه الإجراءات المالية تأثير غير مباشر في ردع الوسطاء الذين يخشون الخضوع لإجراءات انتقامية في الولايات المتحدة وأوروبا. الثلاثاء، أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف موقف موسكو. وقال "من الواضح أنه بشكل عام ... لم يُطبّق الشق الثاني من الاتفاق الذي يخصّنا حتى الآن ... نقدّر جهود الأمم المتحدة والأمين العام شخصيًا. لكن السيد (أنطونيو) غوتيريش لم ينجح في اختراق الجدار الذي أقامه الغرب كمجموعة". وتشمل النقاط الشائكة الرئيسية بالنسبة لموسكو وفق فيرشينين "المدفوعات المصرفية ولوجستيات النقل والضمانات وإنهاء تجميد الأنشطة المالية وتوريد الأمونيا عبر خط أنابيب توغلياتي-أوديسا". ساهمت اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية في التخفيف من حدّة الأزمة الغذائية العالمية بعد أن تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022 بوقف شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود جراء حصار السفن الحربية إلى أن أبرم اتفاق 22 تموز/يوليو لإيجاد ممر آمن لتصديرها. في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر تم تمديد الاتفاق أربعة أشهر حتى 18 آذار/مارس الحالي.
مشاركة :