سلام الشجعان يقود نحو شرق أوسط جديد

  • 3/15/2023
  • 00:07
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توقعت وسائل إعلام أمريكية أن يسهم الاتفاق السعودي الإيراني الذي وقع أخيرا برعاية صينية في ولادة شرق أوسط جديد، مؤكدة أن الصين ستكون الحليف الأبرز في المنطقة، مع تراجع الدور الأمريكي.وفيما أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاتفاق يبشر بميلاد القرن الصيني، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانفراج في العلاقات بين المملكة وإيران، يسرع إعادة التموضع الاستراتيجي الذي يشهده الشرق الأوسط، إذ تنحسر المنافسات التي نشأت خلال الربيع العربي مع سعي قوى من خارج المنطقة إلى اكتساب نفوذ فيها إلى جانب الولايات المتحدة.وشددت على أن الصين عازمة على إظهار أن ما تقدمه مختلف، مقارنة بالولايات المتحدة، وهو القدرة على التحدث إلى جميع الأطراف.واقع جديدورأت «وول ستريت» أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، الذي جرت أخيرا في بكين بعد سنوات من الجفاء بين العاصمتين، يعكس واقعا جديدا وهو أنه مع انشغال واشنطن المتزايد في أوكرانيا وآسيا تحاول المنطقة تجاوز انقساماتها القديمة وحل النزاعات وتخفيف التوترات.ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا بدورها تحسن علاقاتها مع الرياض، وأن حكومات عربية رئيسة تعاود التواصل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويحصل كثير من هذه المصالحات في غياب مشاركة أمريكية في تناقض حاد مع مجريات العقود الأخيرة، فواشنطن إذ أضرت بها حرباها في العراق وأفغانستان، تنسحب من دورها المهيمن في المنطقة وتولد شكوكا لدى حلفائها القدامى في ضماناتها الأمنية.وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن الحاجة الروسية إلى السلاح لحربها في أوكرانيا عمق علاقاتها العسكرية مع إيران، في حين برزت الصين كأكثر البلدان استيرادا للنفط، مما يجعل لها مصلحة في طلب الاستقرار في الشرق الأوسط، حيث تكثر النزاعات.جميع الأطرافولفتت إلى أن الصين بعد سنوات من أداء دور البلد المستهلك للنفط المقترن بالابتعاد من نزاعات المنطقة، ها هي عازمة اليوم على إظهار أن ما تقدمه مختلف مقارنة بالولايات المتحدة، وهو القدرة على التحدث إلى الأطراف جميعها، فهي بعكس الولايات المتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إيران، تربطها علاقات دبلوماسية واقتصادية وثيقة مع كل من الرياض وطهران، فهي أكبر شريك تجاري لإيران ومن المشترين البارزين للنفط السعودي، مما يعطيها حظوة لدى الطرفين.وقال سنام وكيل، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «تشاتام هاوس» المؤسسة البحثية اللندنية، للصحيفة «لا تملك الصين القدرة على أداء دور أمني أكبر في المنطقة، لكن وساطتها في الاتفاق السعودي - الإيراني تنذر بقدرتها المحتملة على أن تكون بديلا لواشنطن».التفرغ للتنميةونقلت المقالة عن محللين لم تسمهم قولهم إن الصين تخشى بشكل متزايد محاولات واشنطن لعزلها، مما يفاقم مخاوفها القديمة في شأن الوصول إلى مصادر الطاقة، وهذا ما يدفعها إلى أداء دور أكثر نشاطا في الشرق الأوسط، وفقا لـ «إندبندنت عربية».وأكدت الصحيفة الأمريكية أن إيران ترى في الصين قوة خارجية تساعدها في التخفيف من مشكلاتها الاقتصادية واضطراباتها الداخلية، ويشكل اتفاقها مع السعودية عاملا إضافيا ينظر فيه حكامها قبل أن يقرروا إن كانوا سيصنعون أسلحة نووية، أما السعودية فتريد التخلص من النزاعات كي تتفرغ لتطبيق خططها الخاصة بالتنويع الاقتصادي بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم ترحيبهم بالاتفاق بوصفه تطورا إيجابيا قد يسهم في تحقيق هدف واشنطن المتمثل في منع إيران من صنع أسلحة نووية، ولم يبدوا قلقا من تنامي الدور الدبلوماسي الصيني في الشرق الأوسط.استقرار الشرقوأوضح المسؤولون أن الدور الأمريكي في المنطقة لن يتراجع، مشيرين إلى إعلان صندوق الاستثمارات العامة، وهو الصندوق السيادي السعودي، عزمه شراء طائرات من طراز «بوينغ» لمصلحة شركة خطوط جوية سعودية جديدة، وقال محللون لم تسمهم الصحيفة أيضا إنه وعلى رغم تراجع الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة خلال السنوات الأخيرة إلا أن دوره يبقى أكبر من أي نفوذ قد تمتلكه الصين.وقال تشونغ جا إيان، الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة سنغافورة الوطنية، للصحيفة «تدرك بكين أن عليها الإسراع في إيجاد خطة لمواجهة ما تعده محاولات احتوائها، وإن كان ما يحدث هو احتواء فعلا فقد لا تتمكن بكين من الثقة في المرحلة المقبلة بالنموذج المعتمد الذي تتكل فيه على الولايات المتحدة للحفاظ على استقرار الشرق الأوسط».قلب الطاولةفي المقابل رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن هناك اتفاق سلام من نوع ما في الشرق الأوسط، ليس بين إسرائيل والعرب بل بين السعودية وإيران، الخصمين منذ عقود، ولم تتوسط فيه الولايات المتحدة، حيث لعبت الصين الدور البارز فيه.وقالت إن ما حدث يعد بعيدا عن تخيل كثيرين، وهو التحول الذي قلب الطاولة في عواصم العالم، فقد انقلبت التحالفات والمنافسات التي حكمت الدبلوماسية لأجيال، في الوقت الحالي على الأقل.وأضافت الصحيفة أن الأمريكيين الذين كانوا اللاعبين المركزيين في الشرق الأوسط على مدى 3 أرباع القرن الماضي، ولا يزالون يتحركون في الرقعة التي حدث فيها التطور، يجدون أنفسهم الآن على الهامش خلال لحظة تغير كبير، بينا حول الصينيون الذين لعبوا لسنوات دورا ثانويا فقط في المنطقة أنفسهم فجأة إلى لاعب قوي جديد.موقع مرموقوأشارت إيمي هوثورن، نائبة مدير الأبحاث في مشروع الشرق الأوسط للديمقراطية، وهي مجموعة غير ربحية في واشنطن إلى إنها صفقة كبيرة، نعم لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوسط في مثل هذه الصفقة الآن مع إيران على وجه التحديد، حيث لا توجد لدينا علاقات، ولكن بالمعنى الأكبر، فإن الإنجاز المرموق للتنين الصيني يضعه في موقع جديد دبلوماسيا، ويتفوق على أي شيء تمكنت الولايات المتحدة من تحقيقه في المنطقة، منذ أن تولى بايدن منصبه.ورحب البيت الأبيض علنا بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، ولم يعرب عن قلق صريح بشأن دور بكين في إعادة العلاقات بين البلدين. وخلف الكواليس تحدث مساعدو بايدن عن اختراق، مستخفين بالفرضيات عن تآكل في النفوذ الأمريكي في المنطقة.وقال محللون مستقلون إنه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيذهب التقارب بين السعودية وإيران بالفعل، بعد عقود من المنافسة العنيفة أحيانا على القيادة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأوسع، لا يمثل قرار إعادة فتح السفارات التي أغلقت في 2016 سوى خطوة أولى.مفتاح الاتفاقولفتت نيويورك تايمز إلى أن مفتاح الاتفاق كان التزام إيران بوقف المزيد من الاعتداءات والانتهاكات، وتقليص الدعم للجماعات المتشددة التي استهدفت المملكة، وقال ستيفن إيه كوك، الزميل البارز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية «يرى بعض الناس في الخليج بوضوح أن هذا هو القرن الصيني، لقد أعرب السعوديون عن اهتمامهم بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وجزء كبير من نفطهم يذهب إلى الصين».ومن جهته أفاد دانييل كيرتزر، السفير السابق لدى إسرائيل ومصر، بإن الديناميكيات المتغيرة التي يمثلها الاتفاق الذي توسطت فيه الصين لا تزال تشكل تحديا لإدارة بايدن التي تفضل التركيز في مكان آخر.وقال إنها علامة على خفة الحركة الصينية للاستفادة من بعض الغضب الموجه للولايات المتحدة، وهي لائحة اتهام مؤسفة لسياسة الولايات المتحدة.ماذا يغير الاتفاق وفق الإعلام الأمريكي؟ التسريع بإنهاء النزاع في اليمن والوصول إلى حلول قريبة وقف الاعتداءات والانتهاكات الإيرانية في المنطقة تفرغ المملكة لملف التنمية الاقتصادية ورؤية 2030 تخفيف التوتر في المنطقة وتراجع الإرهاب تعاظم الدور الصيني في منطقة الشرق الأوسط تراجع تأثير الولايات المتحدة الأمريكية على دول المنطقة

مشاركة :