تبدو طريق ريال مدريد الإسباني «حامل اللقب» ونابولي الإيطالي مفتوحة نحو ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يستقبلان ليفربول الإنجليزي وأنتراخت فرانكفورت الألماني، في إياب ثمن النهائي اليوم. ويخوض كل من ريال مدريد ونابولي مباراتي اليوم مسلَّحَين بانتصارين كبيرين خارج ملعبهما ذهاباً: 5-2، و2- صفر، على التوالي. لكن الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، أشار إلى أن فريقه عازم على اللعب بقوة: «من أجل تحقيق الفوز، ولا نريد الخوض في إجراء حسابات». وقال المدرب الإيطالي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس على هامش اللقاء: «لا نفكر في الدفاع وإنما في الهجوم، أعتقد أنها ستكون مباراة مفتوحة؛ لأن ليفربول يصل عازماً على قلب الأمور لصالحه». وأضاف: «الرسالة واضحة. ليس علينا إجراء حسابات، وإنما اللعب بأفضل طريقة ممكنة. علينا نسيان نتيجة مباراة الذهاب. ليست فكرتنا إجراء حسابات؛ بل اللعب بأقصى حد من الحماس، وتحقيق الفوز». وتابع: «ركزنا على الأمور الجيدة والسيئة التي فعلناها ذهاباً. قمنا بأشياء كثيرة بشكل جيد على المستوى الهجومي. لن نخطط للمباراة باعتبار أن لدينا أفضلية، وإنما سنخطط لمباراة مفتوحة وهجومية، الخبرة والطاقة مهمتان للغاية. إنها مباراة أكثر تعقيداً بالنسبة لنا من لقاء الذهاب على ملعب ليفربول بشأن المستوى الذهني. يجب على فريقنا بذل قصارى جهده منذ الدقيقة الأولى، بغض النظر عن أي شيء. نتيجة مباراة الذهاب تضعنا على المحك؛ لكننا سنفعل كل ما في وسعنا لتقديم الأفضل منذ الدقيقة الأولى دون أي تهاون». ويأمل أنشيلوتي في استعادة هدافه الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة كامل لياقته أمام ليفربول، بعدما أعاقته الإصابة كثيراً في عدة مناسبات هذا الموسم، أبرزها عشية مونديال قطر، عندما انسحب من معسكر المنتخب الفرنسي بشكل جدلي. وغاب بنزيمة عن فوز ريال الأخير على إسبانيول في الدوري المحلي، بسبب إصابة في كاحله، ويتوقع أن يكون جاهزاً ضد ليفربول على ملعب «سانتياغو برنابيو». واطمأن أنشيلوتي على لاعبه أمس؛ حيث أكد الفريق الطبي أنه سيكون جاهزاً ضد ليفربول على ملعب «سانتياغو برنابيو». وقال: «نعم، سيكون بنزيمة معنا، إنه جاهز بنسبة 100 في المائة، عاد إلى التدريبات الجماعية، وخاض جلسات تدريبية جيدة قبل ذلك. هو في أفضل حالاته ومتحفز. بالنسبة لكريم وللنادي، إنها مسابقة مهمة جداً». وفضّل الإيطالي تجاهل السؤال حول علاقة مهاجمه بمدرب المنتخب ديدييه ديشامب، وأوضح: «إنها مسألة شخصية. أحترمهما كثيراً. لعب ديشامب أيضاً معي (في يوفنتوس عام 1999)؛ لكنه موضوع لا يتحدث عنه كريم أبداً، لذلك لا أعتقد أنه يؤثر عليه على الإطلاق». في غياب بنزيمة، لمع النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور؛ لكن الأخير المطارد بهتافات عنصرية مستمرة، يعاني كثيراً لفك الرقابة الدفاعية الصارمة المفروضة عليه. كما يحوم شك حول مستقبل بنزيمة مع الفريق الملكي، مع انتهاء عقده الصيف المقبل، وعدم الإعلان عن تمديده حتى الآن. ويأمل أنشيلوتي في بقاء اللاعب البالغ 35 عاماً قائلاً: «أساطير هذا النادي يجب أن يبقوا في مدريد». وبينما غاب حامل جائزة «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب في العالم الموسم الماضي، للمرة الثامنة هذا الموسم، كتبت صحيفة «أس»: «هناك شيء لا يسير بشكل جيد مع بنزيمة، لم يُمضِ في كامل مسيرته وقتاً مماثلاً في غرف العلاج». وغاب بنزيمة عن 34 في المائة من مباريات ريال هذا الموسم، أي 14 مباراة؛ لكنه سجّل 18 هدفاً في 27 مباراة خاضها. وبينما تزداد مهمة ريال صعوبة بالدفاع عن لقبه في الدوري الإسباني، نظراً لابتعاده 9 نقاط عن غريمه برشلونة، يبحث عن تعزيز مساره في بطولته المحببة؛ حيث أحرز 14 لقباً قياسياً، آخرها العام الماضي على حساب ليفربول بالذات. في المقابل، تبدو مهمة ليفربول، حامل اللقب 6 مرات، بالغة الصعوبة، بعد تلقيه للمرة الأولى في تاريخه 5 أهداف على أرضه في المسابقة القارية، على الرغم من تقدمه مبكراً بهدفَي الأوروغواياني داروين نونيز والمصري محمد صلاح، ما تركه من دون أي فوز في آخر 7 مباريات أمام الريال (6 خسارات وتعادل). وبعد الهزيمة المؤلمة على ملعبه، انتفض ليفربول محققاً فوزاً صاخباً في الدوري الإنجليزي على غريمه مانشستر يونايتد 7-0، قبل أن يعود إلى دوامة النتائج المهزوزة، بخسارته أمام بورنموث المتواضع 0-1، ليتراجع إلى المركز السادس. ومع ذلك، يرفع الألماني يورغن كلوب المدير الفني لليفربول شعار التحدي، في محاولة لقلب الأمور على ملعب الريال، من أجل الاستمرار في البطولة ومصالحة الجماهير. لكن كلوب الذي كان قد تنفس الصعداء باكتمال تشكيلته الأسبوع الماضي، سيفتقد جهود تياغو ألكانتارا، وغوميز، ولويس دياز، ونابي كيتا، بسبب عدم الجاهزية. وفي المباراة الثانية، وعلى وقع مشواره الحالم في الدوري الإيطالي؛ حيث يقترب من التتويج للمرة الأولى بعد أكثر من 3 عقود، يتابع نابولي مغامرته في دوري الأبطال، عندما يستقبل أنتراخت فرانكفورت متسلحاً بفوزه ذهاباً بهدفين نظيفين. وقدّم الفريق الإيطالي الجنوبي هذا الموسم نجماً لم يكن أحد يتوقع بروزه ومقارنته بأسطورة النادي الأرجنتيني دييغو مارادونا، هو الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا الذي خطف الأضواء بأهدافه وتمريراته الحاسمة. بعد 13 هدفاً ومثلها من التمريرات الحاسمة في مختلف المسابقات، يستعد خفيتشا الملقب بـ«كفارادونا» لقيادة تشكيلة المدرب لوسيانو سباليتي إلى ربع النهائي، للمرة الأولى في تاريخه. هدفه الفردي الرائع خلال الفوز على أتالانتا 2-صفر، السبت، جسّد الصعود الصاروخي لابن الثانية والعشرين. حامت شكوك طفيفة حول حظوظ النادي في الدوري المحلي، بعد سقوطه أمام لاتسيو قبل أسبوعين؛ لكن كفاراتسخيليا تلاعب بمدافع تلو الآخر، مفتتحاً التسجيل قبل نصف ساعة من النهاية، ليرفع نابولي الفارق إلى 18 نقطة مع إنتر أقرب منافسيه. وقال سباليتي بعد المباراة: «سجّل هدفاً من مستوى مارادونا، هذه المرّة بمقدورنا مشاهدة ذلك حقاً، نظراً لنوعية السيطرة على الكرة في مساحة ضيقة ماثلة... عندما يهاجم نحوك، تصعب مراقبته تماماً». وعن المباراة التالية ضد فرانكفورت، قال المدرب المحنّك، إن العدو الأول لفريقه هو «الاعتقاد بأن الأمور حُسمت». ويعوّل نابولي أيضاً على نجاعة المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمهن الذي اختير أفضل لاعب بالنصف الأول للموسم، مع عودة الحارس أليكس ميريت، والاطمئنان بعدم خطورة إصابة قلب دفاعه الكوري الجنوبي مين-جاي كيم. في المقابل، يخوض فرانكفورت المواجهة من دون مهاجمه الفرنسي الدولي راندال كولو مواني، المطرود ذهاباً، وصاحب 8 أهداف في 11 مباراة عام 2023. كما يفتقد فرانكفورت، سادس ترتيب الدوري الألماني، جماهيره في مباراة الإياب، بعد أن منعت سلطات نابولي بيع التذاكر لجمهور الفريق الزائر، بسبب مخاوف أمنية بعد المناوشات التي شهدتها مباراة الذهاب. ويرى داريو ميندن، من رابطة المشجعين بنادي فرانكفورت، أن الحظر سيؤدي إلى نتائج عكسية. وطالب الاتحاد الأوروبي بالتدخل، قائلاً: «لا ينبغي أن يبقى (يويفا) خاملاً، نتوقع موقفاً واضحاً في هذا الصدد. اللائحة واضحة بتخصيص 5 في المائة من سعة الملعب لجماهير الفريق الزائر، في منطقة منفصلة وآمنة». وأضاف: «الملعب الذي لا يستطيع ضمان ذلك، ليس له مكان في البطولة الأوروبية». من جهته، وصف فيليب ريشكه عضو مجلس إدارة فرانكفورت قرار مجلس مدينة نابولي بأنه غير قانوني، و«غير مناسب». وأضاف في بيان: «فرانكفورت لم يأخذ أياً من مخصّصاته البالغة 2700 تذكرة، ولا نعرف كيف سيؤثر ذلك على القرارات المستقبلية».
مشاركة :