خطاب هام يلقيه شي جين بينغ في الدورة الأولى للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني

  • 3/15/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا هاما في الدورة الأولى للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني يوم 13 مارس. وفيما يلي النص الكامل للخطاب: النواب الموقرون: إن هذه الدورة انتخبتني رئيسا لجمهورية الصين الشعبية لولاية أخرى، فأود أن أعرب عن خالص شكري لجميع النواب وأبناء الشعب من مختلف قومياتهم في كل أنحاء البلاد على ثقتكم. وهذه هي المرة الثالثة التي أشغل فيها هذا المنصب السامي كرئيس للدولة. إن ثقة الشعب هي أكبر دافع يقودني للمضي قدما، كما أنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي. وسأفي بأمانة بمسؤولياتي التي يمنحها الدستور مع وضع حاجات الأمة كونها مهمتي، ومصالح الشعب كونها مقياسي، وأتعهد بأداء واجبي بكل دقة، وبذل قصارى جهدي، وإثبات استحقاق ثقة جميع نواب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وأبناء الشعب من مختلف قومياتهم في أنحاء البلاد! أيها النواب! إن الأمة الصينية، التي لها حضارة يرجع تاريخها إلى أكثر من 5000 عام، خلقت روائع باهرة لا حصر لها في التاريخ، كما توالت عليها أيضا العديد من المحن والمصائب. منذ العصر الحديث، أصبحت الصين تدريجيا مجتمعا شبه مستعمر وشبه إقطاعي، وعانت ما عانت من التنمر والتشرذم والحروب المتكررة والبؤس والشقاء من قبل القوى العظمى. وبعد تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، قام الحزب بالاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في البلاد وقيادتهم في الكفاح الذي استمر لمدة قرن، ونجح في غسل عار الأمة، وأصبح الشعب الصيني سيد مصيره، وحققت الأمة الصينية طفرة عظيمة من الوقوف على القدمين إلى الثراء وصولا إلى القوة، وبذلك دخلت النهضة العظيمة للأمة الصينية إلى مسيرة تاريخية لا رجعة فيها. ومن اليوم وحتى منتصف القرن الـ21، ستكون المهمة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بأكمله وجميع أبناء الشعب الصيني هي بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية على جميع الجبهات، حيث إن عصا التتابع الخاصة ببناء دولة اشتراكية حديثة قوية ودفع إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية انتقلت تاريخيا إلى جيلنا. فينبغي علينا الالتزام بالدفع المخطط للترتيبات الشاملة لـ"التكامل الخماسي" (إجراء تخطيط متكامل لدفع البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي - المحرر)، والدفع المنسق للتخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة" (بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل وتعميق الإصلاح على نحو شامل وحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل وحوكمة الحزب بصرامة على نحو شامل - المحرر) وتسريع التحديث الصيني النمط وفقا للقرارات الإستراتيجية التي اتخذت في المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، وعلينا التمسك بروح الكفاح بالتضامن والتقدم بالابتكار للسعي إلى تحقيق منجزات في مسيرتنا الجديدة ترتقي إلى ما يتطلبه العصر والتاريخ والشعب وتقديم إسهامات واجبة على جيلنا للمضي قدما في دفع بناء دولة اشتراكية حديثة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية. أيها النواب! إننا سندفع بثبات التنمية عالية الجودة في المسيرة الجديدة لبناء الصين لتصبح دولة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية. ويتعين علينا تطبيق مفهوم التنمية الجديد بشكل كامل وسديد وشامل وتسريع الجهود لإنشاء نمط جديد للتنمية، وتعميق تنفيذ إستراتيجية تنشيط الوطن من خلال العلوم والتعليم، وإستراتيجية تنمية المواهب وإستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، والعمل على تحقيق قدر أكبر من الاعتماد على الذات وتقويتها في العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز التحول الصناعي والارتقاء به، ودفع التنمية المنسقة بين المناطق الحضرية والريفية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الخضراء والمنخفضة الانبعاثات الكربونية، والعمل على الارتقاء الفعال بجودة الاقتصاد ونموه الكمي المعقول، والاستمرار في زيادة القوة الاقتصادية للبلاد وقدراتها العلمية والتكنولوجية وقوتها الوطنية الشاملة. ويجب علينا أن نتمسك على الدوام بوضع الشعب فوق كل شيء. إن الشعب هو القوة الحاسمة في إنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل. وينبغي لنا العمل بنشاط على تعزيز الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، والتمسك بالوحدة العضوية بين قيادة الحزب وسيادة الشعب وحكم الدولة وفقا للقانون، وإكمال المنظومة المؤسسية لسيادة الشعب لتجسيد إرادة الشعب وضمان حقوقه ومصالحه، والإذكاء الكامل لروح الحماسة والمبادرة والابتكار لدى جميع أبناء الشعب. ومن الضروري تطبيق الفلسفة التنموية المتمحورة حول الشعب، وتحسين نظام التوزيع وإكمال منظومة الضمان الاجتماعي وتوطيد الخدمات العامة الأساسية وتلبية احتياجات معيشة الشعب الأساسية وتسوية المشاكل المستعصية التي تشكو منها جماهير الشعب وتتطلع إلى تسويتها على أفضل وجه وبأسرع ما يمكن، حتى تعود ثمار وإنجازات بناء التحديثات بالنفع على جميع أبناء الشعب على نحو أكبر وبشكل أكثر إنصافا، وتحقيق المزيد من التقدم الملحوظ والجوهري في تعزيز الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب. كما يجب علينا مواصلة توطيد الوحدة العظيمة بين أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل أنحاء البلاد، والوحدة العظيمة بين أبناء الأمة الصينية داخل البلاد وخارجها، وتعبئة جميع العناصر المؤاتية والإيجابية لتشكيل قوة جبارة في بناء الصين لتصبح دولة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية. ونحن بحاجة إلى التنسيق بين التنمية والأمن بشكل أفضل. إذ إن الأمن هو حجر الأساس للتنمية، بينما الاستقرار هو شرط مسبق للازدهار. ويتعين علينا اتباع نهج شامل للأمن، وتحسين نظام الأمن القومي، وتعزيز قدرة البلاد على حماية الأمن القومي، والارتقاء بمستوى حوكمة السلامة العامة، وتحسين منظومة الحوكمة الاجتماعية، وضمان نمط التنمية الجديد بهيكل أمني جديد. كما يتعين علينا العمل على دفع تحديث الدفاع الوطني والجيش على جميع الصعد، من أجل بناء جيش شعبي كـ"سور فولاذي عظيم" قادر على حماية سيادة البلاد وأمنها ومصالح التنمية فيها. ويجب علينا أن ندفع بثبات ممارسة "دولة واحدة ونظامان" والقضية العظيمة لإعادة توحيد الوطن الأم، إذ إن عملية بناء الصين لتصبح دولة قوية لا يستغنى عن الازدهار والاستقرار الطويل الأمد في هونغ كونغ وماكاو. كما يجب علينا أن نتمسك بثبات باتباع مبادئ "دولة واحدة ونظامان" و"أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ" و"أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو" ودرجة عالية من الحكم الذاتي على نحو شامل وصحيح، ونلتزم بإدارة هونغ كونغ وماكاو وفقا للقانون، ودعم منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ومنطقة ماكاو الإدارية الخاصة في تطوير اقتصادهما وتحسين معيشة سكانهما للاندماج على نحو أفضل في المنظومة العامة للتنمية الوطنية. إن تحقيق التوحيد التام للوطن الأم هو من الأمنيات المشتركة لجميع أبناء الأمة الصينية، وأيضا من المطالب الحتمية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ولذلك، يتعين علينا تطبيق المنهج الشامل الذي وضعه الحزب لحل مسألة تايوان في العصر الجديد، والتمسك بمبدأ "صين واحدة" و"توافق عام 1992"، والعمل بنشاط على دفع التنمية السلمية للعلاقات بين جانبي المضيق، والمعارضة الحازمة لتدخل القوى الخارجية والأنشطة الانفصالية للقوى الانفصالية الساعية لما يسمى بـ"استقلال تايوان"، ودفع عملية توحيد الوطن الأم بثبات لا يتزعزع. ويجب أن نسعى جاهدين لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. إن تطور الصين يعود بالنفع على العالم، بينما لا يمكن للصين أن تتطور بمعزل عن باقي العالم. فيجب علينا أن نعمل جديا على تعزيز الانفتاح العالي المستوى على الخارج، من حيث الاستفادة من الأسواق والموارد العالمية لتحقيق التنمية الداخلية من جهة، وتعزيز التنمية المشتركة للعالم من جهة أخرى. ويجب علينا رفع راية السلام والتنمية والتعاون والمنافع المشتركة عاليا، والوقوف على الدوام إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وممارسة التعددية الحقيقية وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، والمشاركة بنشاط في إصلاح وبناء منظومة الحوكمة العالمية، والإسهام في دفع بناء اقتصاد عالمي منفتح، والمضي قدما بتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وإضفاء المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية على التنمية السلمية على الصعيد العالمي، وخلق بيئة دولية مؤاتية لتنمية البلاد. أيها النواب! إن حوكمة الدولة تتطلب حوكمة الحزب أولا، ولن تكون الدولة قوية إلا إذا كان الحزب ناهضا، فيجب علينا التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والقيادة المركزية والموحدة للجنة المركزية للحزب، وتعزيز بناء الحزب بجدية خلال عملية بناء الصين لتصبح دولة قوية. ويتعين علينا البقاء في حالة يقظة وتصميم على مواجهة التحديات الخاصة التي يواجهها حزب كبير، والتحلي بالجرأة على الإصلاح الذاتي، وإجراء الحوكمة الشاملة والصارمة للحزب دون توقف، ومكافحة الفساد بحزم، والحفاظ على الوحدة والتضامن داخل الحزب، وضمان ألا يغير الحزب أبدًا طبيعته واعتقاده وطابعه من أجل توفير ضمان قوي لبناء الصين لتصبح دولة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية. أيها النواب! إن الهدف العظيم في بناء الصين لتصبح دولة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية، يشجعنا ويحثنا على المضي قدما. فيتعين علينا السباق مع الزمن، وترسيخ الثقة الذاتية التاريخية، وتعزيز الأخذ بزمام المبادرة في كل الفترات التاريخية، والتمسك بالأصل مع الابتكار، والحفاظ على قوة الإرادة الإستراتيجية، وإعلاء روح النضال والتحلي بالجرأة على التغلب على الصعوبات وتسوية المشاكل المستعصية، بغية تقديم إسهامات متواصلة في القضية العظيمة لبناء الصين لتصبح دولة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية! شكرا لكم جميعا!

مشاركة :