موسكو وواشنطن تتبادلان اللوم في سقوط طائرة مسيرة فوق البحر الأسود

  • 3/16/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت موسكو يوم الأربعاء واشنطن بالابتعاد تماما عن مجالها الجوي بعد تحطم طائرة مسيرة أمريكية، اعترضتها طائرتان روسيتان، في البحر الأسود، في أول مواجهة مباشرة معلنة بين القوتين العظميين منذ غزو روسيا أوكرانيا. وفي الوقت التي احتدمت فيه المعارك بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية في شرق أوكرانيا، تبادلت موسكو وواشنطن اللوم في حادث يوم الثلاثاء الذي وقع في المجال الجوي الدولي بالقرب من الأراضي التي تزعم روسيا أنها ضمتها من أوكرانيا. وقال نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي “يواصل الأمريكيون القول بأنهم لا يشاركون في العمليات العسكرية. هذا أحدث تأكيد على أنهم مشتركون بشكل مباشر في هذه الأنشطة، في الحرب”. وفي مؤتمر صحفي خلال زيارة رسمية لإثيوبيا يوم الأربعاء، وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الحادث بأنه عمل “طائش” و”غير مأمون”. ولم يتطرق بلينكن إلى الدافع وراءه. لكن واشنطن تريد أيضا تهدئة الأمور فيما يبدو. فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، في حديثه إلى شبكة (إم.إس.إن.بي.سي)، إن الحادث من المرجح أن يكون عملا غير مقصود من جانب روسيا. وقال الجيش الأمريكي إن الحادث نجم عن تصادم في الجو بعد أن اقتربت مقاتلتان روسيتان من طراز (سو-27) من إحدى طائراتها المسيرة من طراز (إم.كيو-9) ريبر، وكانت في مهمة استطلاع فوق المياه الدولية. وذكرت واشنطن أن المقاتلتين اقتربتا من الطائرة المسيرة وسكبتا الوقود عليها قبل أن تحطم إحداهما مروحة الطائرة المسيرة لتسقط في البحر. وقال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا السفير الروسي أناتولي أنتونوف بأن موسكو يجب أن تكون أكثر حذرا. وقال كيربي “مفاد الرسالة: لا تفعلوا ذلك مرة أخرى”. ونفت موسكو وقوع تصادم وقالت إن الطائرة المسيرة تحطمت بعد “مناورات خطيرة”. وأضافت أن الطائرة حلقت “عمدا وبشكل استفزازي” بالقرب من المجال الجوي الروسي مع إغلاق أجهزة الإرسال، وسارعت موسكو بالدفع بالمقاتلتين لتحديد هويتها. وقال أنتونوف في بيان إن “النشاط غير المقبول للجيش الأمريكي بالقرب من حدودنا يثير القلق”، متهما واشنطن باستخدام طائرات مسيرة “لجمع المعلومات الاستخباراتية التي يستخدمها نظام كييف فيما بعد لضرب قواتنا المسلحة وأراضينا”. ودعا واشنطن إلى “الكف عن القيام بطلعات جوية قرب الحدود الروسية”. من ناحيتها، قالت كييف إن الحادث يظهر أن موسكو مستعدة “لتوسيع نطاق الصراع” لجر دول أخرى. وكتب أوليكسي دانيلوف أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني على تويتر أن روسيا تزيد المخاطر لأنها تواجه “حالة الهزيمة الاستراتيجية” في أوكرانيا. وقدمت دعما بعشرات مليارات الدولارات لأوكرانيا في صورة مساعدات عسكرية، لكنها تقول إن قواتها لم تشارك بشكل مباشر في الحرب، وهو ما تصوره موسكو على أنه صراع في مواجهة القوة المشتركة للغرب. معركة باخموت أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددا التزامه بالدفاع عن باخموت، وهي مدينة صغيرة في شرق البلاد أصبحت هدفا لأكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وبدت كييف الشهر الماضي وكأنها تستعد للانسحاب على الأرجح من المدينة، لكنها ضاعفت جهود الدفاع عنها بعد ذلك قائلة إنها تستنفد القوة الهجومية الروسية هناك للتمهيد لهجوم مضاد في وقت لاحق من هذا العام. وتساءل بعض الخبراء العسكريين من دول الغرب وأوكرانيا بشأن ما إذا كان من المنطقي أن تواصل كييف المعركة في باخموت، نظرا لخسائرها الفادحة هناك. وقالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن الدفاع عن باخموت مهم لأنه “يتم تدمير كم كبير من عتاد العدو … وقتل عدد كبير من قواته… تقل قدرة العدو على التقدم”. ولم تتغير الخطوط الأمامية في أوكرانيا تقريبا منذ أربعة أشهر على الرغم من اندلاع أعنف معارك المشاة في الحرب. وفشلت الهجمات التي شنتها روسيا إلى حد كبير في معظم خطوط المواجهة باستثناء باخموت حيث استولت على شرقي المدينة وأحرزت تقدما إلى الشمال والجنوب في محاولة لتطويقها. واندلع قتال عنيف شمالي باخموت، حيث تحاول روسيا استعادة الأراضي التي خسرتها في هجوم أوكراني مضاد العام الماضي، وجنوبا حيث تكبدت موسكو خسائر فادحة في فبراير شباط خلال هجمات فاشلة على بلدة فوليدار التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا. وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة للصحفيين إن روسيا تحرز تقدما طفيفا بالقرب من مدينة باخموت بشرق أوكرانيا لكن بكلفة كبيرة. وقال الجنرال ميلي “الروس يحرزون تقدما تكتيكيا صغيرا (لكن) بكلفة باهظة”. وبعد استعادة مساحات من أراضيها في النصف الثاني من عام 2022، بات موقف أوكرانيا دفاعيا في الآونة الأخيرة، وتخطط لهجوم مضاد في وقت لاحق من هذا العام بعد جفاف الأرض الموحلة ووصول المركبات المدرعة والدبابات من دول الغرب. وغزت روسيا جارتها قبل عام، واصفة أوكرانيا بأنها تهديد أمني. وتقول موسكو إنها ضمت ما يقرب من خُمس الأراضي الأوكرانية. وتعتبر كييف والغرب الحرب غير مبررة للاستيلاء على الأرض. وفنلندا وحلف الأطلسي قال مسؤولون أتراك تحدثوا قبل يوم من زيارة الرئيس الفنلندي سولي نينيستو إلى أنقرة إن البرلمان التركي سيصدق على الأرجح على طلب فنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي قبل منتصف أبريل نيسان. وتقدمت فنلندا والسويد العام الماضي بطلب للانضمام إلى الحلف الدفاعي بعد الغزو الروسي في خروج عن موقف حيادي راسخ منذ فترة طويلة أثار غضب موسكو التي أشارت إلى توسع الحلف نحو حدودها باعتباره تهديدا لأمنها. لكن مساعي انضمام البلدين الإسكندنافيين أثارت اعتراضات من أنقرة التي قالت إن ستوكهولم تؤوي أعضاء في جماعات إرهابية وهو ما تنفيه السويد. وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إن عرض فنلندا ستتم الموافقة عليه بشكل مستقل عن عرض السويد. وقال مسؤول آخر إن نهج فنلندا تجاه المنظمات الإرهابية المزعومة يراعي الحساسيات التركية وإن هلسنكي اتخذت خطوات في هذا الصدد. وأضاف المسؤول “من المرجح جدا الانتهاء من الخطوة الضرورية لعضوية فنلندا في الحلف قبل إغلاق (البرلمان) وإجراء انتخابات” مايو أيار. وتأمل الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في الحلف أن يصبح البلدان عضوين قبل انعقاد قمة الحلف المقررة في يوليو في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا.

مشاركة :