«الملتقى الأدبي» يناقش «السردية الحرجة» للغذامي

  • 3/16/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كان كتاب «السردية الحرجة: العقلانية أم الشعبوية»، تأليف الناقد والمفكر السعودي د. عبدالله الغذامي، موضوع جلسة حوار في «صالون الملتقى الأدبي» أول من أمس، وشارك فيها المؤلف عن بعد، حيث امتدت الجلسة الفكرية الاستثنائية لساعتين. ويعد الكتاب من أهم الكتب الفكرية وأغناها متعة وفائدة. وأدارت الحوار أسماء صديق المطوع، مؤسسة صالون الملتقى، حيث رحبت بالدكتور الغذامي وعضوات الملتقى وأصدقائه قائلة: أهلاً ومرحباً بكم في أمسية جديدة، نقيمها بالتعاون مع جائزة الشيخ زايد للكتاب ومركز أبوظبي للغة العربية، ونستكمل معكم فعاليات الملتقى في شهر مارس، شهر القراءة، ونسعد الليلة بمناقشة كتاب «السردية الحرجة» للعلامة والمثقف الموسوعي والناقد والأكاديمي الكبير الدكتور عبد الله الغذامي، الذي نتشرف به دائماً في صالون الملتقى الأدبي. أخبار ذات صلة «عازفة البيكاديللي» في «الملتقى الأدبي» مكانة العقل وتابعت المطوع مبيّنة أن الكتاب يتعرض للإشكاليات المرتبطة بالعقل ويحلل المقولات التي تعزز مكانة العقل وترفعه على بقية ملكات الإنسان ومهاراته، بمختلف تجلياتها النظرية لدى الفلاسفة الغربيين منذ عصر النهضة وحتى الآن، مثل: جون لوك وكانط وراسل وجوناثان هايت وغيرهم، كما يناقش الكتاب عيوب الأفكار التي آمنت بالعقل إيماناً مطلقاً، ويعرض قصورها في تفسير الكثير من الظواهر المرتبطة بالإنسان، ويطرح الأخطاء التي ارتكبت بسبب مركزية العقل، وأدت لكثير من الممارسات العنصرية. وأشارت المطوع إلى أن الكتاب يتضمن آراء مختلف الفلاسفة والفقهاء العرب حول الموضوع ذاته، كما يطرح علاقة العقل البشري بالذكاء الاصطناعي، وهل العقلانية الجديدة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي تتواضع وتعترف بعجز العقل لكون الذكاء الاصطناعي غير كامل وغير بشري، وهو أمر يحدث هزة في القناعات المستقرة المرتبطة بمفاهيم الوظيفة والأداء والتكامل. معضلة العقل شهدت الأمسية مداخلات وأسئلة عدة، وقد تحدث الدكتور الغذامي قائلاً: أبدأ من معضلة العقل، والمسألة كلها تجتمع حول العقل (ع. ق. ل) ونحن نتحدث كثيراً عن العقل، هذا المخلوق العجيب، ونجنح إلى أن الصحيح ما يقول به العقل، وكل ما لا يقول به العقل هو غير صحيح. ولو كل واحد أو واحدة منا سأل نفسه: «ما العقل؟» ولسارتر كلمة مهمة في هذه المسألة إذ يقول: أظنني أعرف، فإذا سألت نفسي وجدتني لا أعرف. ولنبدأ بمن تصدوا لمفهوم العقل، ومنهم أبوحامد الغزالي الذي تنقل بين المذاهب والبلدان والأفكار ودخل في قلق معرفي لا يشبهه إلا القلق المعرفي عند سقراط الذي عرفناه عن طريق أفلاطون، في حين عرفنا الغزالي من خلال كتابه «المنقذ من الضلال»، وهو كتاب في الخلاص الذاتي. وفي خلاصة رحلته يقول مقولة مهمة جداً عن العقل: «ميزة العقل في قدرته على كشف عجزه». ومن هذا الإدراك والعمل لتلافي هذا العجز تم اختراع الطائرة والآلة الزراعية والحروب وأسلحتها وأهوالها. وتابع د. الغذامي مستعرضاً أفكار بعض الفلاسفة مثل كانط وكتابه «نقد العقل الخالص» واكتشافه «القانون الأخلاقي». وجاء هيجل ليساعد على تفكيك المصطلحات فوصل إلى ثلاثة عقول: العقل الذاتي -عقل كل واحد منا، والعقل الموضوعي -عقل الجماعة، والعقل المطلق الذي يتساوى مع الروح، وفيه الإيمان ومحبة الخير. وأشار إلى أن المعقولات تختلف من شخص إلى آخر. وطرح أمثلة عديدة من الشرق والغرب، وأكد أن الغرب يمر بأزمات أخلاقية ولابد أن يستفيد العالم من روحانية الشرق وأخلاقياته وعلاقاته الإنسانية القائمة على المحبة والتراحم.

مشاركة :