دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الأحزاب السياسية العالمية إلى دمج تنميتها بشكل وثيق مع مسيرات التحديث الوطنية في بلدانها، من أجل مواصلة توجيه مسار التحديث وحشد القوة من أجل تحقيقه. أدلى شي بهذه التصريحات أثناء إلقائه كلمة رئيسية اليوم (الأربعاء) في مراسم افتتاح الاجتماع رفيع المستوى لحوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب السياسية العالمية، عبر رابط فيديو. مسؤولية الأحزاب السياسية أشار شي في كلمته الرئيسية إلى تشابُك التحديات والأزمات المتعددة في عالم اليوم، وإلى أن عملية تحديث البشرية وصلت مرة أخرى إلى مفترق طرق تاريخي. وقال إن الأحزاب السياسية، باعتبارها قوة مهمة توجه عملية التحديث وتدفعها، مُلزمة بالإجابة على أسئلة مثل "ما هو نوع التحديث الذي نحتاج إليه وكيف يمكننا تحقيقه". ودعا الرئيس الصيني الأحزاب السياسية إلى وضع الشعب في المقام الأول، وضمان أن يكون الشعب محور التحديث. كما دعا إلى التمسك بمبدأ الاستقلال، واستكشاف مسارات متنوعة نحو التحديث. وقال شي إنه "بالنسبة لأي دولة ترغب في تحقيق التحديث، فإنها تحتاج ليس فقط إلى اتباع قوانين عامة تحكم العملية، ولكن الأهم من ذلك، هو الأخذ في الاعتبار ظروفها الوطنية الخاصة ومميزاتها الفريدة". وقال شي إن "التحديث لا يتحقق تلقائيا، بل هو نتيجة للعمل الجاد مع مبادرة تاريخية قوية"، مشددا على أن الأحزاب السياسية يجب أن تنشئ تكاملا وثيقا بين تنميتها الخاصة ومسيرات التحديث الوطنية في بلدانها، من أجل مواصلة توجيه مسار التحديث وحشد القوة من أجل تحقيقه. مسار التحديث الصيني النمط اقترح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني دفع عملية تجديد شباب الأمة الصينية على جميع الجبهات من خلال مسار تحديث صيني النمط. وفي حديثه عن مسار التحديث الصيني النمط، قال شي إنه متجذر في الظروف الوطنية للصين ويستفيد أيضا من تجارب الدول الأخرى؛ إنه يعود بالفائدة على الشعب الصيني ويدفع التنمية المشتركة للعالم. وقال إن الحزب الشيوعي الصيني سيواصل حماية النزاهة والعدالة الدوليتين، وتعزيز السلام والاستقرار العالميين. وأضاف شي أن الصين، في سعيها للتحديث، لن تسلك طريق الاستعمار والنهب، ولا المسار الملتوي الذي سلكته بعض الدول للسعي إلى الهيمنة بمجرد أن تصبح قوية، مشيرا إلى أن ما تنتهجه الصين هو المسار الصحيح المتمثل في التنمية السلمية. مبادرة الحضارة العالمية في كلمته الرئيسية، اقترح شي مبادرة الحضارة العالمية. في إطار المبادرة، دعا شي إلى احترام تنوع الحضارات، والدفاع عن القيم المشتركة للإنسانية، والتقدير الشديد لميراث الحضارات وابتكارها، والتدعيم المشترك للتبادلات الشعبية والتعاون على الصعيد الدولي. كما تحدث في الحوار رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، وهو أيضا رئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، و11 من قادة الأحزاب السياسية والمنظمات السياسية الأخرى. وأشادوا بمقترحات شي في الكلمة الرئيسية، وأعربوا عن استعدادهم للعمل مع الحزب الشيوعي الصيني للعب دور قيادي ومحرك في عملية التحديث. وقال رامافوزا: "نتفق تماما مع المقترحات الأربعة التي طرحها الرئيس الصيني شي في مبادرة الحضارة العالمية"، مشيرا إلى أن المبادرة حيوية بالنسبة للعالم اليوم. وقد جمع الحدث، الذي عقد تحت موضوع "الطريق نحو التحديث: مسؤولية الأحزاب السياسية"، أكثر من 500 من قادة الأحزاب السياسية والمنظمات السياسية من أكثر من 150 دولة.■
مشاركة :