انعدام الأمن الغذائي الحاد يهدد 350 مليون شخص عالمياً

  • 3/16/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع تصاعد حدة الصراعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم، وتفاقم التبعات المدمرة لظاهرة التغير المناخي بما يترتب على ذلك من اشتداد وطأة ما يُعرف بالظواهر الجوية المتطرفة، يدق خبراء أمميون، ناقوس الخطر، من أن شعوب الأرض باتت تواجه حالياً، أزمة الغذاء الأسوأ من نوعها، في التاريخ الحديث. فمنذ إنشاء برنامج الأغذية العالمي، في مطلع ستينيات القرن الماضي، كوكالة تابعة للأمم المتحدة تُعنى بمكافحة الجوع، لم تواجه دول العالم هذا المستوى المُنذر بالخطر من انعدام الأمن الغذائي، الذي يهدد مئات الملايين من البشر، في أنحاء مختلفة من المعمورة، بفعل تزايد حدة الاضطرابات السياسية والأمنية، وتواصل التقلبات المناخية. فالصراعات الدموية التي تلحق أضراراً مادية فادحة، بالبنى التحتية والمرافق الأساسية، تجبر كثيرين على النزوح من ديارهم، وتمنعهم من الوصول إلى الأسواق وتدبير احتياجاتهم من الغذاء وغيره، فضلاً عن أنها تفضي إلى تفاقم معدلات التضخم، وهو ما يقلص قدرة السكان، بوجه عام على أن ينعموا بالأمن الغذائي. كما أن تلك الاضطرابات تشعل نيران المنافسة على الموارد الشحيحة من الأصل. ويتزامن ذلك، وفقاً للخبراء، مع ارتفاع تكاليف الوقود وتكلفة الشحن البحري، إضافة إلى تسارع وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات، والتي تقود لتدمير المحاصيل الزراعية، وتقويض منظومات الغذاء، على المستوييْن المحلي والدولي. وفي عام 2021، شكلت هذه الظواهر وحدها، السبب الرئيس لانعدام الأمن الغذائي في ثماني دول أفريقية، بما هدد أكثر من 23 مليوناً من مواطنيها بالجوع، وهو ما يشكل نسبة لا يُستهان بها من عدد من يواجهون مستويات حادة من الجوع حالياً في العالم، ممن يُقدر عددهم بـ 350 مليون شخص، منهم قرابة 49 مليوناً أصبحوا على شفا المجاعة بالفعل. وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لـبرنامج الأغذية العالمي بالولايات المتحدة، حذر الخبراء من أن تأثيرات انعدام الأمن الغذائي، لن تقتصر على الجيل الحالي، بل ستمتد تبعاتها لأجيال كثيرة مقبلة. وتشير التقديرات الأممية، إلى أن أزمة الجوع الأكبر في العالم حالياً، تفتك بمواطني جمهورية الكونغو الديمقراطية التي يعاني 26 مليوناً من مواطنيها من انعدام حاد للأمن الغذائي، جراء الصراعات المسلحة والقلاقل السياسية، وتفشي الأوبئة، مثل إيبولا وكورونا. وتأتي أفغانستان في المركز الثاني على قائمة دول العالم التي يهدد الجوع مواطنيها، بعدد يقارب 20 مليوناً من القاطنين فيها، كنتيجة لأربعة عقود من الصراع وعدم الاستقرار وتدهور الوضع الاقتصادي. وتليها اليمن، التي يبلغ عدد من يعانون من غياب الأمن الغذائي فيها، وبشكل حاد، 17 مليوناً على الأقل، بفعل الانقلاب الحوثي الدموي الذي وقع في البلاد في خريف 2014، وما أسفر عنه ذلك، من اندلاع صراع دموي، لا يزال قائماً حتى هذه اللحظة. ولا تختلف الصورة في سوريا، التي يعاني 12 مليوناً من مواطنيها من الجوع الشديد، بسبب الصراع المسلح الذي أفضى لحدوث انكماش اقتصادي حاد، وانهيار لقيمة العملة المحلية، وذلك بالتوازي مع تأثيرات أزمة كورونا. كما أن أزمة انعدام الأمن الغذائي نفسها، قائمة في دول منطقة الساحل الأفريقي، في غرب القارة السمراء التي يصل عدد إجمالي المهددين بالجوع فيها، إلى نحو 13 مليون شخص.

مشاركة :