قدمت دراسة أجراها باحثون في المركز الطبي في جامعة لويولا الأمريكية، دليلاً جديداً على أن الأغلبية العظمى من الأطفال الذين يولدون بتلف شديد في الدماغ ليست نتيجة سوء التوليد. بحث مؤلف الدراسة جوناثان مراسكس وهو المدير المشارك الطبي لحديثي الولادة في وحدة العناية المركزة بلويولا وأستاذ في قسم طب الأطفال في الجامعة، وزملاؤه سجلات طبية لـ 32 من الرضع الذين أصيبوا بالشلل الدماغي الشديد والتخلف العقلي، وأشارت السجلات إلى أن تلف الدماغ حدث بعد ولادتهم. في كثير من الأحيان - في حالات المسؤولية المهنية يكون التركيز على اثنين من الساعات الأخيرة من حمل الـ 7000 ساعة ذات الأجل العادي وكتب د. مراسكس وزملاؤه قائلين: هذه الدراسة سوف تدعم مزيد من التدقيق في الساعتين الأوليين (متابعة الولادة) بقدر الإمكان بسبب النتائج العصبية السلبية التي لا يمكن تفاديها في الأطفال حديثي الولادة. من بين كل 1000 مولود ناضج الولادة هناك ما بين واحد إلى ثلاثة أطفال يعانون مرضاً في الدماغ يتسم بضعف الوعي والنوبات، وصعوبة التنفس، وفي الوقت نفسه وجدت الدراسات أن نسبة 8% إلى %14.5 من هذه الحالات كانت بسبب عدم كفاية الدم الواصل إلى الدماغ أثناء الولادة، فالمتلازمة تبقى السبب الرئيسي في ادعاءات سوء التوليد من قبل الأطباء. وشملت الحالات التي اختبرها د. مراسكس 18 حالة لحديثي الولادة مع وجود عدوى تسمى شريوأمنيونيتيس و14 من حديثي الولادة المصابين بفقر الدم. يصيب الـ شريوأمنيونيتيس المولود عندما تصيب البكتيريا الأغشية والسائل الذي تحيط بالجنين، ويكون فقر الدم هو نتيجة لعدم وجود كمية كافية من الدم في الجنين بعد الولادة ولذا فإن كلتا الحالتين يصعب اكتشافها قبل الولادة. وأظهرت السجلات الطبية التي شملتها الدراسة أن الغازات في دم الحبل السري للمواليد الجدد كانت طبيعية وكانت هناك إصابة قليلة في الأدمغة لونها مائل إلى الرمادي، فهذه وغيرها من المؤشرات تتجه بقوة إلى أن الأطفال لم يعانوا تلفاً في الدماغ قبل الولادة، ولكن بمجرد أن ولدوا فإنهم كانوا غير قادرين على التكيف لوحدهم في وجود الآثار المدمرة للالتهابات أو فقر الدم، على سبيل المثال، فإن الأطفال الذين أصيبوا بالشريوأمنيونيتيس تفاقم لديهم مرض تعفن الدم، وهو استجابة مناعية كبيرة للإصابة التي يمكن أن تسبب تلف الأنسجة وفشل الأعضاء، فالحالات الحادة للشريوأمنيونيتيس وفقر الدم يعيقا إيصال الأكسجين إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى. وفي مثل هذه الحالات، وحتى أفضل جهود الإنعاش لا يمكنها منع التلف الشديد للدماغ، وعلى الرغم من التوليد وطب الأطفال المناسب بعد الولادة، فإن وجود الشريوأمنيونيتيس أو فقر دم الجنين يؤدي إلى نتائج كارثية.
مشاركة :