وتعرضت الحكومة الألمانية لضغوط بعدما طلب معارضون إسرائيليون منها إلغاء الزيارة. وأكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أثناء توجهه الأربعاء إلى إستونيا أنه سيناقش الإصلاح المثير للجدل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اجتماعهما المقرر بعد ظهر الخميس. وقال شتاينماير إن إسرائيل هي "الديموقراطية الوحيدة في المنطقة بأسرها، وهي دولة تتمتع بوضع دستوري قوي". وأضاف الرئيس الألماني الذي يعد منصبه شرفيا لكنه شخصية تحظى باحترام واسع، أن "ما يثير إعجابنا في إسرائيل" يجب "الحفاظ عليه". ومن المقرر أن يعقد نتانياهو في منتصف النهار لقاء مع نظيره أولاف شولتس في مقر المستشارية يعقبه مؤتمر صحافي. وقبل توجهه إلى ألمانيا التي وصل إليها مساء الأربعاء، رفض الزعيم الإسرائيلي وائتلافه مسودة حل وسط بشأن مشروع الإصلاح القضائي الهادف إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا والذي سبّب انقساما في الرأي العام. وجاء الاقتراح من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي حذّر من خطر اندلاع "حرب أهلية". "خط أحمر" ونبّه الرئيس الإسرائيلي الأربعاء من أن "أي شخص يعتقد أن حربا أهلية حقيقية تودي بأرواح بشرية هي حدّ لن نصل إليه، ليس لديه فكرة عمّا يتحدث عنه"، مؤكدا أنه مقتنع بأن "غالبية الإسرائيليين تريد حلا وسطا". وتابع هرتسوغ "الآن بالضبط، في العام الخامس والسبعين لاستقلال دولة إسرائيل، صارت الهاوية قريبة. اليوم أقول لكم ما قلته لهم: الحرب الأهلية هي خط أحمر. لن أسمح بحدوثها". لكن بنيامين نتانياهو رد على مسودة التسوية قائلا إن "ما يقترحه الرئيس لم يقبله ممثلو الائتلاف الحاكم". ومنذ الإعلان في مطلع كانون الثاني/يناير عن خطة الإصلاح التي تريد تنفيذها الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، بدأت تظاهرات حاشدة أسبوعية تنظم في أنحاء البلاد للتنديد بما يصفه منتقدوها بانحراف مناهض للديموقراطية. ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفاؤه الإصلاح ضروريا لإعادة التوازن بين المسؤولين المنتخبين والمحكمة العليا التي يعتبرونها مسيّسة. وصادق الكنيست الإسرائيلي الثلاثاء في قراءة أولى على بند يسمح بإلغاء بعض قرارات المحكمة العليا، وسبق أن اعتمد في شباط/فبراير بنودا أخرى لقيت إدانة. - "لا تعد"- وقبل مغادرة نتانياهو إلى ألمانيا، تظاهر إسرائيليون معارضون للإصلاح في مطار تل أبيب ووضعوا ملصقات كتب عليها "لا تعُد". وخرج صباح اليوم متظاهرون الى الشوارع في مناطق عدة في إسرائيل، للاحتجاج على الإصلاحات. في وسط تل أبيب، علقت لافتة كتب عليها "نهاية الديموقراطية"، وخرجت تظاهرات في كل من حيفا والقدس. ومن المقرر أن ينظّم إسرائيليون مقيمون في برلين احتجاجات بعد ظهر الخميس عند بوابة براندنبورغ في وسط العاصمة الألمانية، تحت شعار "الدفاع عن ديموقراطية إسرائيل". في الأثناء، بعث ألف كاتب وفنان ومفكّر إسرائيلي رسالة إلى سفيري ألمانيا وبريطانيا في إسرائيل لحضّهما على إلغاء زيارة نتانياهو للبلدين. وعلّق المتحدث باسم الحكومة الألمانية في وقت سابق من هذا الأسبوع قائلا إن بنيامين نتانياهو هو "رئيس وزراء إسرائيل المنتخب وبالتالي ضيف عادي في ألمانيا". وبدأ نتانياهو زيارته في الصباح برحلة إلى النصب التذكاري للترحيل "المنصة 17" التي انطلقت منها بين خريف عام 1941 إلى ربيع عام 1942 قطارات حملت آلاف يهود برلين إلى معسكرات اعتقال وإبادة. ومن المقرر أن يغادر ألمانيا مساء الخميس.
مشاركة :