نشرت الولايات المتحدة اليوم الخميس مقطع فيديو رُفعت عنه السرية يُظهر اعتراض روسيا لطائرة استطلاع أمريكية مسيرة جرى إسقاطها فوق البحر الأسود قبل يومين، وهو مقطع قال البيت الأبيض إنه يكشف أكاذيب موسكو بشأن ما حدث. وكان إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية (إم.كيو-9) يوم الثلاثاء أول حادث مباشر بين أمريكا وروسيا منذ بدء حرب أوكرانيا، مما أدى إلى تدهور العلاقات المتوترة بالفعل بين واشنطن وموسكو وتبادل البلدين اللوم علنا. ويمكن في مقطع الفيديو رؤية طائرة مقاتلة روسية من طراز (سو-27) وهي تقترب جدا من الطائرة المسيرة وتفرغ الوقود بالقرب منها، فيما قال مسؤولون أمريكيون إنها محاولة فيما يبدو لإلحاق الضرر بالطائرة الأمريكية أثناء تحليقها. كما يُظهر المقطع انقطاع بث الفيديو بعد مناورة روسية قريبة أخرى، وهو ما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنه نتج عن اصطدام طائرة روسية بالطائرة المسيرة. وينتهي الفيديو بعرض صور لتحطم مروحة الطائرة المسيرة الذي نجم عن الاصطدام حسبما قال البنتاجون مما أصاب الطائرة بالعطب وأدى إلى سقوطها في المياه العميقة. وأضاف البنتاجون أن الفيديو، الذي تبلغ مدته 40 ثانية تقريبا، اختصره الجيش الأمريكي لكنه يعرض الأحداث بترتيب وقوعها. وأظهرت خريطة عرضها الجيش الأمريكي أن الاعتراض حدث في البداية على بعد ما بين 40 و50 ميلا بحريا قبالة ساحل شبه جزيرة القرم في المجال الجوي الدولي. وقال الجيش الأمريكي إن الاصطدام حدث بعد عشرة أميال أخرى تقريبا وإن الطائرة المسيرة سقطت في النهاية على بعد يتراوح من 75 إلى 85 ميلا بحريا من اليابسة. ونفت روسيا الاتهامات الأمريكية بأن طائرتيها تصرفتا بتهور في الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء، وحملت مسؤولية السقوط على "المناورات الحادة" التي قامت بها الطائرة المسيرة وقالت إن طائرتيها لم تصطدما بها. وقال البيت الأبيض إن المقطع الذي نُشر يدحض رواية موسكو للأحداث. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين "إنه يكشف بلا لبس كذب روسيا في ما قالت إنه حدث أو لم يحدث... من الواضح جدا عندما تنظر إلى هذا الفيديو أن الطائرة المقاتلة أصابت طائرتنا المسيرة". وجاء الحادث الذي وقع فوق المياه الدولية ليثير احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا التي غزتها موسكو قبل أكثر من عام والتي يدعمها الحلفاء الغربيون بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة. ويأتي نشر الفيديو بعد مكالمتين هاتفيتين منفصلتين جرتا أمس الأربعاء بين الجنرال الأمريكي مارك ميلي ونظيره الروسي رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، وبين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الروسي سيرجي شويجو. وقال ميلي في تصريحات للصحفيين أمس الأربعاء إن من الواضح أن اعتراض الطائرة المسيرة والتحرش بها كان متعمدا، لكنه أضاف أن من غير الواضح ما إذا كان الطيارون الروس تعمدوا الاصطدام بالطائرة المسيرة، وهي خطوة كان من الممكن أن تعرضهم أيضا للخطر. وقال كيربي إن الحادث كان تصرفا طائشا وربما يظهر عدم الكفاءة العسكرية الروسية. وقال "لا نعرف ما إذا كان ذلك مقصودا أيضا... لذا لا يمكنني الإشارة إلى هذا الفيديو وأقول إن هذا تصعيد مقصود".
مشاركة :