دحض الصحفي الأمريكي المخضرم سيمور هيرش الرواية الغربية عن تفجير خطوط (السيل الشمالي) التي زعمت وقوف مجموعة موالية لأوكرانيا خلف التفجيرات الإرهابية.ووصف هيرش ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن ممثلي الاستخبارات الأمريكية، بـ»الرواية المجنونة»، وأكد الخبير المتخصص في الصحافة الاستقصائية ولديه اتصالات واسعة في الجيش ووكالات المخابرات الأمريكية، أنه يعرف الكثير عن قصة تخريب خط الأنابيب لكنه لا يستطيع كشف كل ما يعرف.وقال «أعرف الكثير عن هذا الموضوع، أكثر بكثير مما أستطيع قوله، ولكن لا يمكنني التحدث عن كل شيء أعرفه»، مضيفا «أحيانا يتهيأ لي أن الرئيس الحالي لأمريكا جو بايدن أضاع الوسط الاستخباراتي في البلاد».تورط محتملوفي هذا الصدد، أشار هيرش إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية بالذات قامت بتزويد الصحافة الأمريكية بهذه الرواية المجنونة حول تورط محتمل لمجموعة موالية لأوكرانيا في تفجير خطوط السيل الشمالي، وشدد على أن هذه الرواية، هزيلة ولا يمكنها أن تحمل أي انتقاد؛ لأن مجموعة من غير المحترفين لا يمكنها بتاتا تنفيذ عملية بهذه الدرجة من التعقيد.من جهة ثانية، أشار هيرش إلى أن واشنطن تنظر في خيار التدخل المباشر في الأعمال القتالية في أوكرانيا، إذا ظهرت احتمالات واضحة لهزيمة كييف خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة، وأضاف «قالوا لي إن اللعبة ستكون على هذا النحو، الأمر يتعلق بالناتو، ونحن ندعم الناتو في العمليات الهجومية ضد الروس، نحن نحارب ضد الروس فعلا».وأعاد هيرش، إلى الأذهان هزيمة النازيين أمام القوات السوفييتية بالقرب من ستالينغراد، وقال «كفى، هل نحن نريد فعلا الدخول في قتال مع هؤلاء الرجال؟ لا أعتقد ذلك، لا أعتقد أننا جاهزون لذلك، لكنني لا أعرف».نزاع مباشروتابع الصحفي متحدثا في فعالية نظمتها مؤسسة لجنة في سبيل الجمهورية «ربما نحاول نحن (أمريكا) خداع أنفسنا بخصوص ما يحدث هناك (في أوكرانيا)، وبخصوص ماهية نتائج كل ذلك»، وشدد على أن روسيا، لم تستخدم حتى الآن «قواتها الرئيسة» في العملية العسكرية الخاصة.وتطرق إلى خطر نشوب نزاع مباشر بين أمريكا وروسيا، وذلك بسبب وجود خطط لدى واشنطن بخصوص نشر تشكيلات الفرقة رقم 82 والفرقة رقم 101 المحمولة جوا الأمريكيتين، في أوروبا. وقال «الحديث يدور عن فرق عسكرية وليس عن كتائب أو ألوية».وبالعودة إلى الهجمات الإرهابية التي استهدفت خطوط «السيل الشمالي»، قالت صحيفة «إنترسبت الأمريكية» «إن الرواية التي تقول إن التفجيرات التي استهدفت الخطوط نظمتها مجموعة موالية لأوكرانيا، هي محاولة أمريكية مفضوحة لإخفاء الرواية الحقيقية».تورط كياناتوأوضح كاتب المقال الذي نشرته الصحيفة، أن مصطلح مجموعة موالية لأوكرانيا غامض للغاية، بحيث يمكن سحبه أيضا على ضباط المخابرات والجيش الأمريكيين السابقين، ووفقا للصحيفة فإنه بالإضافة إلى ذلك، هناك سوابق بالفعل، حيث سعت أمريكا في أكثر من مرة إلى إلصاق عمليات تورطت فيها بأطراف وبكيانات أجنبية.ولم يستبعد كاتب المقال أن تكون الإدارة الأمريكية قد أبلغت أعضاء الكونجرس عن الانفجار، لمساعدتها في المغالطة وإخفاء حقيقة ما وقع، وأضاف «لا توجد في أمريكا قوانين تمنع حكومتها من التضليل ونشر تفسيرات كاذبة للتستر على العمليات السرية».وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن أحد الموظفين في الإدارة الأمريكية لم تذكر هويته، قوله «في العمليات العسكرية، يعرف هذا الأمر بـ(التستر والإرباك)، وهو عندما يتعين عليك، لأغراض أمنية، تقديم شيء ما بطريقة مخالفة تماما للواقع، وذلك بهدف الإرباك والمغالطة للتستر على الحقيقة».وكانت القيادة الروسية أشارت في أكثر من مناسبة إلى أن التقارير عن ضلوع أوكرانيين في تفجير أنابيب السيل الشمالي للغاز الروسي إلى أوروبا هراء مطلق.لماذا تفجرت أزمة السيل الشمالي؟ تتهم موسكو الدول الغربية بالوقوف وراء الهجوم الإرهابي. أشارت إلى أن أمريكا لها مصلحة في الحادث لتوريد غازها المسال.
مشاركة :