المنامة - ياسر ابراهيم - قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن الاتفاق مع إيران قائم على أساس احترام سيادة الدول وحسن الجوار. وأضاف بن فرحان -في كلمة بالاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في العاصمة الموريتانية- أن بلاده تتطلع إلى أن يعزز الاتفاق مع إيران أمن واستقرار منطقة الخليج العربي. وأردف قائلا إن بلاده مع الحوار "ومن هذا المنطلق أجرت مباحثات لأكثر من عامين مع الأشقاء في إيران في بغداد ومسقط وبكين". وأكد وزير الخارجية السعودي دعم المملكة لسلام اليمن وللجهود الأممية الرامية إلى التوصل لوقف كامل ودائم لإطلاق النار، وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين. وفي طهران، قال مدير دائرة الشرق الأوسط بالخارجية الإيرانية علي رضا عنايتي إن الاتفاق بشأن استئناف العلاقات مع الرياض سيمهد للتعاون بين الطرفين لصالح المنطقة. وأضاف عنايتي أنه يأمل أن يقود هذا الاتفاق إلى علاقات قائمة على احترام مبدأ حسن الجوار، ويسهم في التعاون الدائم بين إيران والسعودية. وأوضح أن اجتماعا سيعقد بين وزيري خارجية السعودية وإيران لبحث تفاصيل عودة سفيري البلدين. وفيما يخص ملف اليمن، قال عنايتي إن حل هذه الأزمة سياسي، وإن طهران تدعم اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو لرفع الحصار المفروض على الشعب اليمني، على حد قوله. وفي سياق متصل، كشف مسؤول سعودي أن المحادثات مع إيران في بكين أسفرت عما وصفها بالتزامات ملموسة بشأن اليمن. وأضاف المسؤول السعودي -في تصريحات للفرنسية- أن المملكة تجري محادثات مع الحوثيين لإحياء الهدنة التي انتهت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والدفع باتجاه تسوية سياسية تشمل جميع الأطراف اليمنية. وأكد أن إيران هي المورّد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين، والسعودية هي الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات، لذا يمكن لإيران أن تفعل الكثير وتوقف إمداد الحوثيين بالسلاح. كما قال المسؤول السعودي إن الولايات المتحدة والصين شريكان مهمان، وإن المملكة لا تريد أن تكون طرفا في أي منافسة أو نزاع بين القوتين. وكشف أيضا أن الرياض أطلعت المسؤولين الأميركيين قبل سفر وفدها إلى بكين، وقبل الإعلان عن الاتفاق مع إيران. بدورها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين وسعوديين قولهم إن إيران وافقت على وقف شحنات الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، تنفيذا للاتفاق الذي توصلت إليه مع الرياض أخيراً. وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين وسعوديين قالوا إنهم يريدون معرفة ما إذا كانت إيران ستتمسك بالاتفاق حتى النهاية، بينما تمضي الدولتان في خططهما لإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين. كما لفت أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن نهج إيران تجاه الصراع في اليمن سيكون نوعًا من الاختبار الحقيقي لنجاح الاتفاق الدبلوماسي مع السعودية، والذي قال إنه يعطي دفعة لاحتمال إبرام اتفاق بشأن اليمن قريباً. من جانب آخر، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن الخارجية الأميركية أن المبعوث الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ سيزور السعودية وسلطنة عمان هذا الأسبوع، في محاولة للبناء على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة. ونقلت هذه الوكالة عن مسؤول أميركي قوله إنه إذا كان بإمكان الصين أن تلعب دورًا معززًا في إنهاء الأعمال "العدائية" في اليمن، فإن الإدارة الأميركية ستعتبر ذلك أمرا جيدا. وأضاف المسؤول الأميركي أن الصين انقضت على المحادثات الإيرانية السعودية في الوقت الذي كانت فيه الثمرة تنضج بالفعل، وفق قوله. وفي أبو ظبي، أفادت وكالة الأنباء الإماراتية أن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد استقبل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وبحث معه العلاقات الثنائية، وسبل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة. وكان شمخاني قال إن التعاون بين دول المنطقة يجب أن يحل محل الخلاف والعداء، وأضاف -خلال لقائه مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان- أن تجاوز التحديات التي تمر بها المنطقة يقتضي تعزيز التعاون بين دولها، وأن هذه التحديات ليست لصالح أي منها. وأكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني أن الاختلاف وانعدام الثقة بين دول المنطقة عقبة كبيرة أمام التنمية فيها، ويصبان لصالح أعدائها. وأوضح شمخاني أن زيارته لأبوظبي تعتبر محطة جيدة لدخول البلدين مرحلة جديدة من تعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية. ونقل أمين مجلس الأمن القومي الإيراني عن مستشار الأمن القومي الإماراتي قوله إن التعاون والصداقة مع إيران أمر مهم للإمارات، وإن تعزيز العلاقات معها من أولويات أبوظبي، مشيدا بالاتفاق السعودي الإيراني، واعتبره اتفاقا بنّاءً لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. المصدر : وكالات
مشاركة :