حذر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي اليوم (الخميس) من أن تركيب السلطات الإسرائيلية كاميرات مراقبة في باحة المسجد الأقصى شرق مدينة القدس من شأنه "توتير الأوضاع" في شهر رمضان. وقال الرويضي لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية إن الشعب الفلسطيني أمام "تصعيد خطير تتحمل الحكومة الإسرائيلية نتائجه وهذا ينذر بأن شهر رمضان سيكون ساخن" جراء هذه الخطوات التي بدأت بها بوضع كاميرات مراقبة بين بابي (السلسلة) و (القطانين) وهما من أبواب المسجد الأقصى. واعتبر الرويضي أن الخطوة الإسرائيلية بنصب الكاميرات "خطيرة واعتداء" على الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى والوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة. وذكر أن هذا الإجراء دليل على أن الحكومة الإسرائيلية "تدير ظهرها لكل الاتفاقيات والالتزامات الدولية، وعلى مضيها في برنامجها المتجه للتصعيد من خلال تسهيل دخول المستوطنين لباحة الأقصى والسماح لهم بأداء الصلوات ورفع الأعلام". وأشار إلى أن المخططات الإسرائيلية تهدف لفرض السيادة المطلقة في المسجد الأقصى ومنع الوجود الفلسطيني فيه، مؤكدا أن المكان المقدس بمساحته 144 دونما للمسلمين وحدهم ولا يشاركهم فيه أحدا وضرورة احترام الوضع التاريخي القانوني القائم. واتهم الحكومة الإسرائيلية بالتمهيد لتوتير الأوضاع في الأقصى في رمضان القادم من خلال الإجراءات الجديدة، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني يريد الدخول والخروج من المسجد الأقصى بحرية ودون تدخل من السلطات الإسرائيلية. ويقول الفلسطينيون إن الوضع القائم أو ما يطلق عليه مصطلح "ستاتسكو" وهو الوضع الذي ساد في المسجد الأقصى قبل احتلال إسرائيل للجزء الشرقي من مدينة القدس في العام 1967. ويسود القلق لدى الأوساط الفلسطينية من ازدياد التوترات مع الإسرائيليين خاصة في القدس والمسجد الأقصى الأيام المقبلة التي تجمع شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي. وشهدت باحة الأقصى في أبريل من العام الماضي تزامنا مع شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي صدامات عنيفة بين مصلين فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية على خلفية زيارة اليهود إلى المسجد ما أسفر عن إصابة عشرات المصلين الفلسطينيين. إلى ذلك أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن تنسيقا يجري مع الأردن للحفاظ على الهدوء داخل المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، داعية إلى عدم المساس بالمصلين في المسجد حفاظا على شعورهم الديني وكل ما يتعلق بعبادتهم وإبعاد المقتحمين عن المسجد. وقالت الدائرة في بيان إن نحو ألف متطوع سيعملون معها داخل الأقصى لترتيب دخول وخروج المصلين على أبواب المسجد منعا للازدحام، متوقعا دخول الأقصى في شهر رمضان 200 ألف مصل يوميا من القدس والضفة الغربية وخارج فلسطين. وتبذل أطرافا عربية وأمريكية ودولية جهودا لإقناع إسرائيل بوقف التصعيد خلال شهر رمضان ومن المقرر أن تعقد قمة خماسية بمشاركة السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر والأردن والولايات المتحدة في مدينة شرم الشيخ المصرية (الأحد) المقبل بشأن ذلك. وتصاعدت حدة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري ما أدى إلى مقتل أكثر من 84 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، مقابل مقتل 14 شخصا في إسرائيل نتيجة هجمات فلسطينية، بحسب إحصائيات رسمية فلسطينية وإسرائيلية.
مشاركة :