مثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أمس، للمرة الأولى أمام محققين أوروبيين، في إطار تحقيقات تتمحور حول ثروته وشبهات غسل أموال، حسبما أفادت مصادر مطلعة. وهناك مجموعة تحقيقات قضائية تطال حاكم المصرف المركزي اللبناني، سواء في لبنان أو خارجه، تتمحور حول شبهات تبييض أموال و«إثراء غير مشروع». وكشف مصدر قضائي أن سلامة أجاب أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا «عن 100 سؤال طرح عليه، وقدم شرحاً مستفيضاً» و«دحض كل الشبهات التي تتهمه بغسل الأموال»، مشيراً إلى أن جلسة الاستجواب دامت أكثر من خمس ساعات. وبحسب المصدر، يمثل سلامة عند الساعة العاشرة صباح اليوم، لاستكمال التحقيق معه، مشيراً إلى أن الوفد الأوروبي يعتزم طرح 100 سؤال إضافي، لينهي بذلك مهمته فيما يتعلّق بسلامة شخصياً. وشهد محيط قصر العدل في بيروت انتشاراً أمنياً مكثفاً لدى وصول سلامة، ووكلاء الدفاع عنه صباح أمس. وينظر محقّقون من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ في قضايا غسل أموال واختلاس في لبنان مرتبطة بسلامة. واستمعوا في يناير في بيروت إلى شهود، بينهم مديرو مصارف وموظفون حاليون وسابقون في مصرف لبنان. وتركّز التحقيقات الأوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري أسوشييتس» المسجلة في الجزر العذراء، ولها مكتب في بيروت والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان. وقبل عام، أعلنت وحدة التعاون القضائي الأوروبية «يوروجاست» أن فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ جمّدت 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية، إثر تحقيق استهدف سلامة وأربعة من المقربين منه، بينهم شقيقه، بتهم غسل أموال و«اختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة أكثر من 330 مليون دولار و5 ملايين يورو على التوالي، بين 2002 و2021». ورجّح المصدر القضائي أن «يغادر المحققون الأوروبيون بيروت صباح غد، على أن يعودوا في موعد يحدد لاحقاً للاستماع إلى شقيق الحاكم، رجا سلامة، ومساعدته ماريان الحويك».