صحيفة بريطانية: شبح الحرب الأهلية الروسية يطارد بوتين

  • 3/17/2023
  • 11:02
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة - اميمة ياسر -      يبدو أن ما يحدث في باخموت الأوكرانية من معارك دموية قد تكون موقعاً لحرب أهلية روسية غير عادية بين فصائل مختلفة أبرزها مجموعة "فاجنر" ووزارة الدفاع الروسية. ويقول الكاتب ريتشارد كيمب، في مقال نُشر بصحيفة "جارديان" البريطانية، إن المواجهة في مدينة باخموت مستمرة منذ نحو 8 أشهر، إذ بينما كان مرتزقته في طليعة حملة الاستيلاء على المدينة الاستراتيجية، كان زعيم "فاجنر" يفغيني بريغوزين يخوض معركة سياسية خاصة به، لكسب النفوذ في الكرملين. وأضاف كيمب في مقاله أن بريغوزين يعتقد أنه يستطيع استخدام القوة العسكرية المطلقة في أوكرانيا بمساعدة حوالي 50 ألف رجل لإثبات نفسه كزعيم روسي، فيما يعتقد البعض أن هدفه النهائي هو "اغتصاب" وزارة الدفاع الروسية، إذ ربما يرغب في وضع جميع القوات الروسية تحت قيادته الشخصية. وأشار الكاتب إلى أنه منذ مايو العام الماضي، كان بريغوزين يتناقض بشكل علني بمواقفه بشأن الجيش الروسي في ساحة المعركة، فكان يتفاخر علناً بنجاحاته، بينما يوجه انتقادات علنية دامغة لكبار الضباط في روسيا، وكثيراً ما يدّعي عدم الكفاءة وحتى الخيانة من قبل كبار المسؤولين في حكومة الرئيس بوتين. وفي فبراير الماضي، ذهب إلى حد اتهام وزير الدفاع سيرغي شويغو بالخيانة لحجب الذخيرة عن قواته. وأضاف كيمب: "كان رد فعل وزارة الدفاع لا يرحم، فبحسب تقرير جديد صادر عن معهد دراسة الحرب فإن الجنرالات الروس يمكن أن يستخدموا فخ باخموت كفرصة لتعمد إدانة قوات فاغنر في محاولة لإضعاف بريغوزين وعرقلة طموحاته للحصول على تأثير أكبر على الكرملين". وبعبارة أخرى، يسعى الجنرالات الروس إلى "إعاقة القوات الروسية بهدف حرمان فاجنر من الذخيرة من أجل إلحاق أقصى قدر من الاستنزاف بمرتزقة بريغوزين"، وستكون هذه استراتيجية ذات مصلحة ذاتية مذهلة في خضم معركة وجودية للنظام الروسي في باخموت التي يُمكن أن تتأثر بهذه المساعي، ما يعني أن وزارة الدفاع الروسية تعطي الأولوية الآن للصراعات على السلطة المحلية. وأشار كيمب إلى أنه لا يمكن تنفيذ مثل هذه الاستراتيجية الصفرية من دون مباركة بوتين، وهي في الواقع الخطوة الأحدث في سلسلة من التحركات من قبل الوزارة لتقليل شأن بريغوزين وإزالة "فاغنر" من المعركة. ووفقا للكاتب، فإن "فاجنر" اعتمدت حتى الآن إلى حد كبير على المدانين الذين تم أخذهم من السجون الروسية ومعسكرات العمل، والتي تشكل 80% من قواتها في أوكرانيا. ولكن في بداية العام، تم قطع مصدر المجندين هذا من قبل الكرملين، حيث ورد أن الجيش الروسي جنّدهم لنفسه. وتتوافق هذه التحركات مع سلوك الرئيس بوتين في الماضي، إذ أنه من المعروف أنه يستغل الاحتكاك بين قادة الأجزاء المختلفة من مؤسسة الدفاع لضمان بقاء قوتهم الشخصية محدودة. ولفت كيمب إلى أنه وفي وقت مبكر من الحرب، انحاز بوتين إلى بريغوزين، ودعم "فاجنر" بموارد وزارة الدفاع للتخفيف من الخسائر الأولية للجيش الروسي، مما أثار غضب شويغو والجنرال غيراسيموف. لكن الآن، ربما يكون بوتين قد غير التروس، ويبدو أن شويغو هو الذي يمتلك اليد العليا مرة أخرى، حيث إنه حتى الانتصارات العسكرية التي يُزعم أنها لفاغنر نسبت رسمياً إلى وزارة الدفاع. وتابع: "في حين أن هذه الحيلة قد نجحت مع بوتين في الماضي، إلا أنها مقامرة كبيرة هذه المرة، والخطر هو أنه يفقد السيطرة على مقاتليه المتباينين، ويفترض أن مجموعات أخرى من المرتزقة، بما في ذلك شركة شويغو العسكرية الخاصة، وجيش رمضان قديروف الشيشاني، تراقب وتتعلم. قد يكون الأوان قد فات لقمع بريغوزين، الذي يتمتع بدعم ملحوظ بين كبار المسؤولين ويتم الإشادة به باستمرار في وسائل الإعلام الوطنية". واختتم الكاتب ريتشارد كيمب مقاله بالإشارة إلى أن "شعبية بريغوزين وصلت إلى آفاق جديدة في الخريف الماضي عندما أعطى موافقة عامة على مقتل منشق فاغنر، الذي تعرض للضرب حتى الموت بمطرقة ثقيلة.. إذا كانت هذه هي تكتيكاته، كان من الأفضل لبوتين أن يأمل ألا تصل الحرب الأهلية في باخموت إلى موسكو".

مشاركة :