مصر / مروة حسن كان الفنان عاطف طنطاوي فناناً قديراً وممثلاً موهوباً ومن الفنانين الكبار صاحب بصمة مميزة في العديد من الأعمال التي شارك في بطولتها ومن أهم الممثلين لدى المخرجين الكبار، إسماعيل عبد الحافظ، ويحيى العلمى، فقد كانوا يستبشرون بوجوده معهم، حيث كان يعمل فى صمت ويقدم أدواره فى المسلسلات التليفزيونية ويبدع فى الأداء والتجسيد دون صخب مثل غيره من الفنانين، ولم يحصل على حقه الإعلامى مثل آخرين تنتشر أخبارهم وصورهم فى كل الميديا. بدأ عاطف طنطاوى مسيرته الفنية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي على يد المخرج المخرج إسماعيل عبد الحافظ وقدمه فى مسلسل “ليالى الحلمية” في كل أجزائها، وبدأ من خلاله تجسيد شخصية رجل المباحث التي أشتهر بها،وكان مسلسل “ليالي الحلمية” من أبرز الدراما المصرية التي كتبها أسامة أنور عكاشة وأخرجها إسماعيل عبد الحافظ، صورت التاريخ المصري الحديث من عصر الملك فاروق وحتى مطلع التسعينات في عدّة أجزاء كان آخرها عام 2016،شارك في المسلسل نخبة كبيرة من الفنانين المصريين زاد عددهم على 300 ممثل، ومن بعدها توالت أعماله لكنها لم ترتقِ إلى الأدوار الأساسية. وشارك في مسلسل “العائلة” وشاهده المخرج الكبير يحيى العلمي في المسلسل وأُعجب بدوره ورشحه لدور في مسلسل “الزيني بركات”، حيث أرسل له السيناريو الخاص بشخصيته التي تظهر على مدار 30 حلقة، ووقتها قرر الإعتذار عنه نظرًا لقوة الدور، لكنه بعد تفكير وافق وقدم الدور وحقق نجاحًا كبيرًا، والذي كان من أكثر الأدوار شهرة له، والذى يتذكره به دائماً المشاهدون. جلس “طنطاوي” بعد الزيني بركات حوالي سنة و8 أشهر بلا عمل نظرًا لنجاح الدور الذي كان يتطلب أن يتمهل في الاختيار بعد ذلك. عُرض عليه مسلسل “القرين” مع الفنان الراحل الكبير محمود ياسين لكنه هو وصناع العمل لم يتفقوا، لكن “ياسين” أصر على أن يقدم “عاطف طنطاوي” الدور. وقابل الفنان الراحل نجاح الموجي بالصدفة معه في المعهد العالي للخدمة الإجتماعية وأصبحوا أصدقاء، كما أن الموجي هو من سعى له في كل المجالات لأنه كان خجولًا، فيعتبره أنه صاحب الفضل الأول. يذكر أن “عاطف طنطاوي” درس بكلية “الخدمة الإجتماعية”، لينتقل بعدها للعمل في وزارة التعليم العالي، ليتولى قسم المسرح الذي عشقه منذ صغره، وقدم على خشبته عددا من المسرحيات منذ أن كان طالبا في المرحلة الإعدادية ليدرس لعدد كبير من الطلاب الذين أصبحوا نجوما بعد ذلك. وتولى منصب رئيس فريق التمثيل للمعاهد العليا وأخرج عدد كبير من المسرحيات. قدم” عاطف”العديد من الأدوار لكن أهمها وأشهرها دوره في ليالي الحلمية وأرابيسك والزيني بركات، وبعيدا عن الدراما التليفزيونية فقد كان الراحل من الفنانين المسرحيين “التقال” كما يقال بلغة أهل المسرح وأخرج عدد كبير من المسرحيات، ومنها مسرحيته “الرهائن” وكانت آخر أعماله مسلسلات “سلسال الدم2” مع الفنانة عبلة كامل ومسلسل “شطرنج 3″ مع الفنانة وفاء عامر ونضال الشافعي، و”كاريوكا” و”سيدنا السيد” و”الصقر شاهين” و”أم كلثوم”، “العذاب إمرأة”،” لا يا إبنتي العزيزة”،” شاهد إثبات”، “أرابيسك”،” كاريوكا”،مسلسل “عفاريت السيالة” من أكثر الأدوار التي رشحه فيها إسماعيل عبد الحافظ، والكثير من الأعمال التليفزيونية والإذاعية وأيضاً المسرحية، ووصل رصيده من الأعمال 108 عملا فنيا ما بين المسلسلات والمسرحيات والأفلام التليفزيونية والمسلسلات الإذاعية. وتوفى الفنان عاطف طنطاوي، مارس عام 2018، وتم شييع جنازته من مسجد الرحمة بالهرم، وأقيم العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية، حيث شهد غياب معظم نجوم الوسط الفنى بعزاء الفنان “عاطف طنطاوي”بإستثناء حضور بعض النجوم الذين حضروا إلى المسجد لتأدية واجب العزاء وحضر العزاء كل من رياض الخولى، وأحمد بدير، وهانى شاكر، وعبدالرحيم حسن، ومحمد أبو داوود، وعهدي صادق، ومحمد الصاوى، وهادى الجيار، وأشرف ذكى.
مشاركة :