تيك توك أمام اختبار صعب: إما البيع أو مواجهة مصير هواوي

  • 3/17/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سان فرانسيسكو (كاليفورنيا) – يواجه مالكو تطبيق تيك توك الصيني خيارا صعبا مع توسع رقة الحظر الحكومي للبرمجية، اما البيع او حظر أميركي كامل مع كل ما يحمله من تبعات ثقيلة تعاني الى اليوم مواطنتها هواوي منها. وطلبت الحكومة الأميركية من شركة "بايت دانس" ومقرها الصين بيع أسهمها في تطبيق "تيك توك" الواسع الانتشار أو مواجهة حظره في الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأربعاء. وتتخذ القوى الغربية وبينها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة موقفا حازما حيال التطبيق مخافة إساءة استخدام بيانات المستخدمين من قبل المسؤولين الصينيين. وتصاعد القلق من عمليات تجسس صينية في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام بعد إسقاط منطاد صيني في المجال الجوي الأميركي. ورحّب البيت الأبيض الأسبوع الماضي بمشروع قانون يسمح للرئيس جو بايدن بحظر "تيك توك"، وفق ما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان. وأضاف سوليفان أن مشروع القانون المقدم من الحزبين الرئيسيين “سيمكّن حكومة الولايات المتحدة من منع بعض الحكومات الأجنبية من استغلال خدمات التكنولوجيا… بطريقة تشكل خطرا على البيانات الحساسة للأميركيين وعلى أمننا القومي”. وأدى دعم مشروع القانون في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض إلى تعزيز الزخم السياسي ضد “تيك توك” الذي يتم التحضير أيضا لمشروع قانون آخر ضده في مجلس النواب. وتعد مشاريع القوانين المتشددة ضد الصين من الأمور النادرة التي تحظى بدعم الحزبين في الكونغرس، حيث يهيمن الجمهوريون في مجلس النواب والديموقراطيون في مجلس الشيوخ. ويدّعي "تيك توك" أن لديه أكثر من مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم بينهم أكثر من 100 مليون في الولايات المتحدة. ويعتبر نشطاء أن الحظر يشكل اعتداءً على حرية التعبير ويضيّق الخناق على تصدير الثقافة والقيم الأميركية إلى مستخدمي “تيك توك” في جميع أنحاء العالم. وتم منع موظفي الحكومة الأميركية في كانون الثاني/يناير من تنزيل التطبيق على هواتفهم. وبحسب الصحيفة فقد جاء الإنذار النهائي ل"تيك توك" من الوكالة الأميركية المكلفة تقييم المخاطر التي تمثلها الاستثمارات الأجنبية على الأمن القومي. ورفض المسؤولون الأميركيون وكذلك "تيك توك" التعليق على التقرير. وينفى "تيك توك" باستمرار مشاركة بياناته مع الحكومة الصينية، ويقول إنه يتعاون مع الولايات المتحدة منذ نحو عامين لمعالجة مخاوف الأمن القومي لديها. قالت وزارة الخارجية الصينية الخميس إن الولايات المتحدة لم تقدم بعد دليلا على أن تطبيق "تيك توك" يشكل تهديدا للأمن القومي، مضيفة أنه يتعين على السلطات الأميركية الكف عن محاربة مثل هذه الشركات. من جهتها أعلنت المملكة المتحدة الخميس الحظر الفوري لتطبيق تيك توك على الأجهزة الحكومية، بسبب مخاوف تتعلّق بالأمن. وقال وزير الدولة أوليفر دودن الذي تشمل حقيبته الأمن السيبراني، أمام البرلمان، "سنحظر استخدام تيك توك على الأجهزة الحكومية”، وسيتمّ ذلك بـ"أثر فوري". وقال الوزير البريطاني إنّ الأمر يتعلّق بإجراء “وقائي”، مضيفاً “نعرف أنّ هناك بالفعل استخداماً محدوداً لتيك توك في إطار الحكومة، ولكن الأمر عبارة عن نظافة إلكترونية جيّدة". وتابع “نظراً للمخاطر الخاصّة المتعلّقة بالأجهزة الحكومية التي قد تحتوي على معلومات حسّاسة، من الحكمة ومن المناسب تقييد استخدام تطبيقات معيّنة”، خصوصاً تلك التي تصل إلى “كمّية كبيرة من البيانات” وتخزّنها. وتأتي هذه المقاربة “التي تستند إلى المخاطر المحدّدة التي تتعلّق بالأجهزة الحكومية”، بعد عمليات حظر مماثلة اتخذتها خصوصاً الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، حسبما أكد أوليفر دودن.  والجمعة قالت نيوزيلندا إنها ستحظر وجود تطبيق تيك توك على الأجهزة التي يمكنها الوصول إلى الشبكة الخاصة بالبرلمان بسبب مخاوف تتعلق بالأمن الإلكتروني، لتصبح أحدث دولة تحد من استخدام تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو على الأجهزة ذات الصلة بالحكومة. وقال رئيس الوزراء كريس هيبكنز في مؤتمر صحفي إن نيوزيلندا تعمل بشكل مختلف عن الدول الأخرى. وأوضح "تتبع الإدارات والوكالات مشورة مكتب أمن الاتصالات الحكومية فيما يتعلق بسياسات تكنولوجيا المعلومات والأمن الإلكتروني". وقالت قوة دفاع نيوزيلندا ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة اليوم الجمعة إنه جرى بالفعل حظر تيك توك على أجهزة العمل. وذكر متحدث باسم قوة الدفاع في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز أن هذه الخطوة "نهج احترازي لحماية سلامة الأفراد وأمنهم". وقال تيك توك إنه يعتقد أن عمليات الحظر الأخيرة تستند إلى "مفاهيم خاطئة" ومدفوعة بعوامل جغرافية سياسية أوسع نطاقا، مضيفا أنه أنفق أكثر من 1.5 مليار دولار على جهود كبيرة لتحقيق أمن البيانات وأنه يرفض اتهامات التجسس.

مشاركة :