توحدت خطب الجمعة اليوم بعموم مناطق المملكة للحديث عن فضل الصدقات والأجور العظيمة المترتبة عليها، وأهمية بذل الصدقات لمن هم أشد حاجة وضرورة، وصرفها عبر المنصات الرسمية والتوعية بتوجيهها لمن تراكمت عليهم الديون وليس لمشاريع التفطير التي يرتادها من هم أقل حاجة من المساجين الذين حرموا من مشاركة أهلهم في هذا الشهر المبارك لإيقافهم وسجنهم؛ بسبب الديون التي عليهم للآخرين وعجزوا عن سدادها. وفي التفاصيل، يأتي تخصيص خطب الجمعة اليوم إنفاذا لتوجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي وجه بأن يكون موضوع الخطبة اليوم عن بيان فضل الصدقات والأجور العظيمة المترتبة عليها، وأهمية بذل الصدقات لمن هم أشد حاجة وضرورة، وتحري من هم أشد كربة وعفة تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك الذي تقبل فيه القلوب على الله ويجتهد الناس في بذل القربات وفعل الطاعات، إيماناً برسالة خطبة الجمعة التوعوية والإرشادية. وتناول أصحاب الفضيلة الخطباء فضل الأعمال الصالحة في هذا الشهر الفضيل. وحذر الخطباء من ظاهرة الإسراف في موائد إفطار الصائمين في المساجد والتي يستفيد منها من ليس بحاجة إليها وليس أهلًا لها، مشددين على عدم توجيه تبرعات الناس لها، لما يترتب على المبالغة فيها من حرمان الأسر الفقيرة المتعففة في البيوت ومَن أعيتهم الديون وسجنوا بسببها من صدقات المحسنين. وحث الخطباء المصلين على التبرع للأسر الفقيرة بالسلال الغذائية؛ لنيل أجر صدقة السر مستشهدين على فضل صدقة السر بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة والتي وصفوها بأخلص الأعمال الحرية بالقبول عند الله. ونبه الخطباء المصلين على ضرورة تلمس من هم أشد حاجة للصدقات والزكوات، وهم ممن تراكمت عليهم الديون، وحرموا من مشاركة أهلهم في هذا الشهر المبارك لإيقافهم وسجنهم؛ بسبب الديون التي عليهم للآخرين وعجزوا عن سدادها، موضحين أن هذه الفئة هم أولى بصرف هذه الصدقات التي تقدر بمئات الملايين وتنفق في كل عام على أطعمة في مشاريع الإفطار التي يستفيد منها من هو أقل حاجة منهم أو ليس بحاجة إليها. وحذر الخطباء المصلين من الانسياق وراء الحملات المشبوهة في التبرعات والتي قد تستغل في دعم المنظمات والكيانات المحظورة، مؤكدين أهمية توجيه التبرعات وصرفها عبر القنوات والمنصات الرسمية المعتمدة والموثوقة، كمنصة “فرجت” والتي تسهم في إطلاق سراح الموقوفين والمسجونين بسبب الديون. جدير بالذكر أن خطب الجمعة في السعودية تشهد نقلة نوعية في اختيار الموضوعات التي تلامس حاجة المجتمع وتساهم في أمنه واستقراره وبث المفاهيم التي تدعوا للتكاتف والترابط وتعميق وتجسيد اللحمة الوطنية، تماشيًا مع الرسالة التي تضطلع بها الوزارة بمتابعة معالي الوزير ” آل الشيخ ” من تكثيف الجهود المباركة في توعية المجتمع بأمور دينهم ودنياهم وفق منهج الوسطية والاعتدال .
مشاركة :