فاجأ مدير عام إدارة الأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام حسين بافقيه المشهد الثقافي والمحيط الإداري في الوزارة بانسحابه من العمل الإداري على هرم الأندية الأدبية، وبرر هذا الانسحاب كما تجسد في خطاب استقالته الذي رفعه إلى الدكتور عبدالعزيز خوجة بعدم ملاءمة أجواء العمل لإنجاز شيء للوسط الثقافي، معلنا بصراحة عدم قدرته على التعايش معها أو العمل من خلالها. وتعتبر هذه الاستقالة حلقة جديدة من تداعيات حكم المحكمة الإدارية بحل مجلس نادي أبها وإلغاء الانتخابات التWي شكلت هذا المجلس، بعد أن أصدر الوزير خوجة قرارا سريعا بتنفيذ هذا القرار، مما استنفر أعضاء مجلس الإدارة وجعلهم يصدرون بيانا ساخنا حملوا فيه الوزارة مسؤولية كل ما حدث ويحدث. هذه التداعيات السريعة والمتلاحقة ألقت بظلالها على مهمة بافقيه الوليدة وجعلته يتخذ موقف المثقف المتعاطف مع زملائه المثقفين الذين رأى أنهم حملوا فوق طاقتهم وتحملوا أخطاء غيرهم. وكان بافقيه صرح في أول ردة فعل له على تعيينه مديرا لإدارة الأندية الأدبية للزميلة الحياة «أعتز بقرار وزير الثقافة والإعلام الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة، الأمر الذي يجعلني أبذل قصارى جهدي في إدارة العمل الثقافي، وسأقف مع المثقفين في جميع قضاياهم وفي حال لم أستطع تقديم أي إضافة نوعية في هذا المجال، فإنني سأقدم استقالتي تاركا المكان لمثقف آخر». وحول قبول أو رفض الاستقالة، علمت «عكاظ» أن هذا الموضوع لم يبت فيه بعد ولم يزل معلقا مما يتيح الفرصة لمراجعة الحسابات وإعادة هيكلة الأمور بدون استقالة حسين بافقيه من هذه المهمة. وعلى إثر استقالة الأستاذ حسين بافقيه من إدارة الأندية الأدبية، استطلعت «عكاظ» آراء مهتمين بالشأن الثقافي حول هذه الاستقالة ومسبباتها وتداعياتها. حيث علق الناقد الدكتور عبدالله المعطاني قائلا: «حسين بافقيه مثقف أصيل مخلص لأمانته ورسالته، وحين جاء إلى إدارة الأندية الأدبية كان بيني وبينه حديث من باب الصلة العلمية والأدبية بما أنني تشرفت بتدريسه وأعرفه منذ كان طالبا بجامعة الملك عبدالعزيز، وقد قال لي إذا لم أستطع أن أقدم شيئا للأندية الأدبية والساحة الثقافية فسوف أنسحب بهدوء، وفي تصوري أن ما يحدث الآن في الساحة الثقافية والأدبية هو بعيد كل البعد عن رسالة المثقف التي يحرص على أدائها بكل إخلاص وأمانة، وما يحدث في الأندية الأدبية هو تناحر في سبيل الوصول إلى إدارة الأندية الأدبية على حساب الفكر والثقافة والأدب». فيما أوضح الباحث الدكتور يوسف العارف قائلا: «ما أعرفه أن الأستاذ حسين بافقيه معترض على ما وصلت إليه مشكلة الانتخابات في نادي أبها الأدبي وأن هناك أخطاء، ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية تتحمل جزءا كبيرا منها، وعلى الوزارة أن تقوم بتصحيح الوضع، وفيما لو صحت استقالة بافقيه بسبب الانتخابات وما وصلت إليه مشكلة نادي أبها الأدبي فهذا يعني أن كثيرا من الانتخابات كان فيها شيئا من الأخطاء، وهذا موقف ثقافي من حسين بافقيه يحسب له في سياق المثقف الواعي النشط في آن والذي لا يرضى بالأساليب الملتوية، ولا ننسى هنا موقف معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة.
مشاركة :