صراع المعتدلين والمتشددين بأوروبا يعرقل جهود تسوية أزمة أوكرانيا

  • 3/18/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بالتوازي مع استمرار القتال على الأرض في أوكرانيا للعام الثاني، تتواصل في أروقة صنع القرار السياسي والعسكري في الغرب، معارك ذات طبيعة أخرى، بين الداعين لتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات، ومن يتخذون مواقف متشددة، تدعو لتصعيد الاشتباكات. وتزيد الانقسامات الأوروبية، بشأن كيفية التعامل مع ملف الأزمة، مشاعر الإحباط وخيبة الأمل الراهنة بين الأوروبيين، وذلك وسط مؤشرات تفيد بتراجع الدعم الغربي بوجه عام، لمواصلة تقديم المساعدات، لحكومة الرئيس زيلينسكي، بمستواها الحالي. فالمواطنون في بُلدان غربية، بدؤوا يشعرون بيأس متزايد، بفعل عدم وجود أي نهاية محتملة تلوح في الأفق، للأزمة، التي ألقت بظلالها على الوضع المعيشي، على ضوء أنها اندلعت في منطقة تُعرف بـ «سلة غذاء العالم»، نظراً لحجم صادراتها الكبير من المحاصيل الزراعية. بجانب ذلك، تسود الأوساط السياسية والرسمية الأوروبية، مشاعر إحباط مماثلة، بسبب ما قاد إليه تصاعد الأزمة الأوكرانية واستمرارها، من تقويض للبنية الأمنية الحالية في القارة، وهو ما تتوجس منه دول كبرى كألمانيا، التي تسعى لطي صفحة المعارك الدائرة، في الوقت الحاضر. وتُواجه التحركات الألمانية في هذا الشأن، بخطوات مضادة من جانب دول في شرق أوروبا، تتبنى أفكاراً أكثر تشدداً، وتبدي دعماً للتيارات القومية المتطرفة في كييف؛ تلك التي ترى أن الحسم العسكري، هو السبيل الوحيد، لإنهاء الوضع الراهن، حتى وإن كانت المعطيات الميدانية، تشير إلى أن المد ربما يكون قد تحول في صالح القوات الروسية. وفي تصريحات نشرها موقع «نيوز كليك» الإخباري الإلكتروني، حذر الخبراء من أن الشعور بالمأزق بات يساور أوروبا كلها، بعدما أدى افتقارها للتماسك والوحدة في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، إلى منح الولايات المتحدة، اليد العليا بشكل أكبر في هذا الصدد، ولم يترك للقارة سوى دور ثانوي، جعلها أشبه بتابع لواشنطن. فالتباين بين القادة الأوروبيين الذين يطالبون بإطلاق محادثات السلام الآن، وأقرانهم ممن يقولون إن الغلبة ينبغي أن تكون للخيار العسكري، أدى إلى أن يصبح للبيت الأبيض، الكلمة الفصل، في معارك تدور رحاها في القارة الأوروبية نفسها، ودفعت الكثير من دولها، إلى بحث زيادة إنفاقها الدفاعي. وحَمَّل الخبراء جانباً من المسؤولية في هذا الأمر، لقادة أوروبا، بالنظر إلى أنهم لم يستطيعوا بلورة موقف موحد بشأن ماهية المصالح الجوهرية لقارتهم وسبل تحقيقها، ما أحدث توترات داخلية، في أوساط ما يُفترض أنه تحالف عبر الأطلسي، داعم لحكومة زيلينسكي. ويحظى المستشار الألماني في موقفه الداعي للإسراع بوضع حد للأزمة الأوكرانية، بدعم فرنسي بريطاني، وذلك في وقت تشكل فيه بولندا رأس حربة دول شرق أوروبا، صاحبة الموقف الأكثر تشدداً إزاء هذا الملف، والمدعومة في ذلك الصدد، ببلدان البلطيق؛ إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وهي الدول التي يتبنى بعض قادتها، خطاباً شديد العداء لروسيا.

مشاركة :