خبراء ومتخصصون يستشرفون مستقبل التعليم الجامعي في ظل التغير التكنولوجي

  • 3/19/2023
  • 00:03
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

- في جلسة هل يحل التعليم عبر الإنترنت محل الشهادة الجامعية؟ ضمن منتدى "عن بعد".- مايكل ألين: من المهم للجامعات أن تسرع تطوير مناهجها لتواكب متطلبات سوق العمل المستقبلي .- فاطمة بالرهيف: تعزيز الشراكة مع المجتمع وأطراف العملية التعليمية عنصر أساسي للنجاح .- خالد المري: الشهادات الإلكترونية ستكون موجودة في المستقبل ولكنها لن تحل محل الدراسة الجامعية.- باسل عياص: تطوير التعليم الجامعي يتطلب النظر إلى الإمكانات الكامنة في التكنولوجيا المتقدمة . - علي كسرواني: تصميم منظومة تعليمية محورها المتعلم أو الطالب. دبي في 16 مارس / وام / استشرف منتدى "عن بعد"، الذي نظمه مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في حكومة دولة الإمارات، مستقبل التعليم الجامعي في ظل التغييرات الكبيرة التي تحملها التكنولوجيا، وما توفره من حلول للتعلم عن بعد ومن خلال شبكة الإنترنت. جاء ذلك في جلسة بعنوان " هل يحل التعليم عبر الإنترنت محل الشهادة الجامعية؟"، شارك فيها كل من البروفيسور مايكل ألين رئيس الشؤون الأكاديمية في جامعة زايد، وفاطمة بالرهيف المدير التنفيذي لجهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، ود. خالد المري عميد البحث في الجامعة البريطانية، وباسل عياص مسؤول المبيعات الإقليمي لـ "غوغل كلاود" لقطاعي التعليم والرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في "غوغل"، وعلي كسرواني مدير الأثر المجتمعي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا في "أوداسيتي". وأكد المتحدثون أهمية تعزيز الشراكات بين مختلف أطراف العملية التعليمية، في القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية، ومع أفراد المجتمع لتصميم تجربة تعلم متقدمة تواكب متطلبات المستقبل وتمكن الطلاب من مواجهة تحديات الحياة العملية بعد التخرج. وقال مايكل ألين إن تحديد نوع العلاقة بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي وما إذا كانت علاقة تنافسية أو تكاملية يتطلب النظر إلى أمرين أساسيين الأول الطريقة التي تتنافس بها المنظومتان، والقيمة التي تشكلها الدرجة الجامعية سواء كانت إلكترونية أو تقليدية، مشيراً إلى أن 3 ولايات في الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تشترط في متطلبات التقدم لوظائفها الحكومية درجة البكالوريوس، بل أصبحت تركز على منظومة المهارات التي يمتلكها المتقدم للوظيفة. وأضاف أن التعلم الإلكتروني لن يحل محل التعلم الجامعي التقليدي على المدى المنظور، لكن من المهم للجامعات أن تسرع عمليات تطوير مناهجها وبرامجها التعليمية لتواكب متطلبات سوق العمل المستقبلي من ناحية المهارات مثل مهارات التفكير النقدي وعمل الفريق وفهم دور الموظف في جهة العمل، مؤكداً أن على الجامعات بناء مناهجها لتناسب دورة حياة الطالب الجامعي ولتمكنه بتخرجه بالمهارات والقدرات اللازمة لدخول سوق العمل، ومشيراً إلى أن نسبة عالية ممن يفقدون وظائفهم حالياً يكونون غير قادرين على تطوير مهاراتهم الناعمة التي أصبحت ضرورة في بيئة العمل. من جهتها، تطرقت فاطمة بالرهيف إلى دور جائحة كوفيد – 19 في تسريع تطبيق نظام التعلم عن بعد في المدارس، وكيف عملت إمارة دبي على توظيف هذه الفرصة في تطوير نموذج التعليم وآليات التقييم لتواكب التغيير الكبير على بيئة التعلم، مشيرة إلى أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي عملت على مسارين الأول التخطيط والدعم للمدارس في تطبيق التعليم عن بعد، والثاني تقييم التجربة والتأكد من جودة التعليم المقدم للطلاب. وقالت بالرهيف إن تعزيز التواصل والشراكة مع المجتمع وأطراف العملية التعليمية يمثل عنصراً أساسياً في نجاح العملية التعليمية، مشيرة إلى أن تجربة التعليم عن بعد في ظل الجائحة، أفادت القطاع التعليمي ودفعت إلى تسريع إعادة تصميم مفهوم التعليم، وتبني توجهات جديدة لتطوير نماذجه ترتبط ببناء مهارات الطلاب المستقبلية إلى جانب تزويدهم بالمادة العلمية. وتناول د. خالد المري موضوع السباق بين الدرجة العلمية الإلكترونية والجامعية، مشيراً إلى أن الشهادات الإلكترونية ستكون موجودة في المستقبل، ولكنها لن تحل محل الدراسة الجامعية بشكل كامل، وأكد أن على الجامعات تبني منهجيات جديدة تركز على المعرفة والقدرات والميزات التنافسية للطلاب. وقال إن الجامعات بحاجة إلى تعزيز قدراتها وقابليتها للتغيير وتبنيه في تطوير تجارب الطلاب، خصوصاً في ظل تسارع التكنولوجيا والتطبيقات التي تحدث أثراً جذرياً في منظومة التعلم مثل "شات جي بي تي"، وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت متاحة ومنتشرة على نطاق واسع، مشيراً إلى أن تطوير التعليم يمثل مهمة جماعية تتطلب تعزيز الشراكات بين القطاعات الحكومي والخاص والأكاديمي والمجتمع. في السياق ذاته، أشار باسل عياص إلى أن الجامعات قادرة على منافسة الدرجات الإلكترونية، لكن ذلك يتطلب منها سرعة التأقلم وتبني التكنولوجيا والبناء على الفرص الكبيرة التي توفرها، وتعزيز الابتكار في تطوير التعليم، وتوفير منظومة المهارات المطلوبة لسوق العمل الذي يتطلب مستوى عالياً من المهارات المتخصصة. وقال إن تطوير التعليم الجامعي يتطلب النظر إلى الإمكانات الكامنة في التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها في تصميم مناهج تعلم تستفيد منها الأجيال الجديدة، وتكتسب من خلالها المعرفة العلمية والمهارات المستقبلية الضرورية للنجاح في سوق العمل المستقبلي. وأكد علي كسرواني أن العالم يتغير بوتيرة متسارعة، وإن قطاع التعليم يجب أن يتمتع بالمرونة والقابلية للتغير السريع ومواكبة المستجدات التي تحملها التكنولوجيا، ليتمكن التعليم الجامعي من منافسة نظيره الإلكتروني. وقال إن من المهم تصميم منظومة تعليمية محورها المتعلم أو الطالب، توفر له الأدوات والمهارات اللازمة لسوق العمل، مشيراً إلى تجربة "أوداسيتي" في توفير منهج تعليم وتدريب على مهارات البرمجة لطلاب جامعيين في عدة دول، وأكد أن من المهم تطوير تجارب مخصصة للتعليم تناسب احتياجات وتطلعات الطلاب بالدرجة الأولى، وتبني عقلية منفتحة تتقبل التغيير وتتبنى الحلول الجديدة في جهود التطوير. جدير بالذكر، أن منتدى "عن بعد" ناقش ممكنات العمل عن بعد وتحدياته على مستوى الجهات الحكومية والخاصة وفرصه الواعدة لرفع الإنتاجية وتعزيز الكفاءة ويبحث فرص وتحديات التعليم عن بعد في المدارس ومؤسسات التعليم العالي، ونموذج الرعاية الصحية عن بعد، وتجارب وخبرات الدولة في هذا المجال، ورؤاها المستقبلية لتطوير نظام مستقبلي متكامل.

مشاركة :