القاهرة - اتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على تحقيق تهدئة وإيجاد الية للتصدي للعنف والتحريض بهدف إيقاف الاشتباكات في الضفة الغربية وذلك وفق البيان الختامي للاجتماع الخماسي الذي عقد في شرم الشيخ المصرية اليوم الأحد بحضور مسؤولين امنيين وسياسيين من الأردن والولايات المتحدة ومصر وفق ما نقلته وكالتا الأنباء المصرية والأردنية. ويأتي الاتفاق فيما أصيب إسرائيلي الأحد بجروح خطيرة في هجوم بإطلاق النار وقع في بلدة حوارة شمال الضفة الغربية المحتلة على ما أكدت خدمة إسعاف إسرائيلي وسط توقعات بان يكون الهجوم محاولة لافشال الاتفاق في شرم الشيخ والذي تعارضه عدد من الفصائل الفلسطينية. وأكد البيان في شرم الشيخ أن الاجتماع الذي عقد تلبية لدعوة الجانب المصري يعد "استكمالا للتفاهم الذي تم التوصل إليه في العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية في فبراير/ شباط الماضي". ووفق البيان، "جدد المشاركون بالاجتماع التزامهم بتعزيز الأمن والاستقرار والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء". وأقرت الأطراف المشاركة، بـ"ضرورة تحقيق التهدئة على الأرض والحيلولة دون وقوع مزيد من العنف". كما تقرر بالاجتماع، "السعي من أجل اتخاذ إجراءات لبناء الثقة وتعزيز الثقة المتبادلة وفتح آفاق سياسية والتعاطي مع القضايا العالقة (دون تحديدها) عن طريق الحوار المباشر". وأجرت الأطراف الخمسة، "مناقشات مستفيضة حول سُبل وأساليب التخفيف من حدة التوترات على الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف تمهيد السبيل أمام التوصل لتسوية سلمية". وجددت حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية "استعدادهما والتزامهما المشترك بالتحرك بشكل فورى لإنهاء الإجراءات الأحادية لفترة من 3 إلى 6 أشهر". ويتضمن ذلك "التزام إسرائيلي بوقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إصدار تراخيص لأي نقاط استيطانية لمدة 6 أشهر". وأكد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي "مجدداً في هذا الشأن على التزامهما الراسخ بكافة الاتفاقيات السابقة بينهما، خاصة الحق القانوني للسلطة الوطنية الفلسطينية في الاضطلاع بالمسؤوليات الأمنية في المنطقة (أ) بالضفة الغربية، وسيعملان معاً من أجل تحقيق هذا الهدف". واتفق الجانبان "على استحداث آلية للحد من والتصدي للعنف والتحريض والتصريحات والتحركات التي قد تتسبب في اشتعال الموقف". وأعلنا "التزامهما بكافة الاتفاقيات السابقة بينهما، كما أعادا التأكيد على اتفاقهما على التعاطي مع كافة القضايا العالقة عن طريق الحوار المباشر". واتفقت الأطراف المشاركة بالاجتماع، على "إرساء آلية لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني طبقاً لاتفاقيات سابقة بما يسهم بشكل كبير في تعزيز الوضع المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية". كما تقرر أن "ترفع هذه الآليات ضمن تقارير لقيادات الدول الخمس في أبريل /نيسان المقبل عند استئناف فعاليات جلسة الاجتماع في شرم الشيخ"، دون ذكر تاريخ محدد. وأكدت الأطراف على "الالتزام بعدم المساس بالوضعية التاريخية القائمة للأماكن المقدسة في القدس، فعلاً وقولاً وأهمية الوصاية الأردنية الهاشمية". وشددت على "ضرورة أن يتحرك الإسرائيليون والفلسطينيون بشكل فاعل من أجل الحيلولة دون حدوث أي تحركات قد يكون من شأنها النيل من قدسية تلك الأماكن، بما في ذلك خلال شهر رمضان والذي يتواكب مع أعياد الفصح لدى المسيحيين واليهود". وأكدت الأطراف مُجدداً على "أهمية استمرار عقد الاجتماعات في إطار هذه الصيغة". وأعربت عن "تطلعها للتعاون بهدف وضع أساس لإجراء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم". وفي 26 فبراير/شباط الماضي، عقدت الأطراف ذاتها اجتماعا بمدينة العقبة جنوبي الأردن، الذي تقرر خلاله عقد اجتماع شرم الشيخ، وسط استمرار المواجهات والاقتحامات الإسرائيلية والتنديدات العربية المستمرة ضدها. وفي خضم هذه التطورات السياسية قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "إرهابيا فتح النار في اتجاه مركبة إسرائيلية وأصاب مدنيين إثنين عند مفترق عينابوس قرب بلدة حوارة". وأشار بيان الجيش إلى أن "جنودا وأحد الجريحين ردوا بالذخيرة الحية في اتجاه الإرهابي وأصابوه". وفي بيان لاحق أكد الجيش "اعتقال الإرهابي وهو جريح ومصادرة السلاح الذي استخدمه في تنفيذ العملية ... وتسليمه لقوات الأمن لمزيد من الاستجواب". وقال المسعف في خدمة نجمة داوود الحمراء تومر فين إنهم تعاملوا مع شخص مصاب "في حالة خطيرة لديه جروح في الجزء العلوي من جسده".وأكد فين أن الشخص الثاني "في حالة ذعر". من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه "يصلي من أجل البطل الجريح الذي أصيب في هجوم حوارة والذي كان قادرا على تحييد المنفذ". وأضاف نتانياهو الذي يترأس حكومة توصف بأنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية "أكرر، سيدفع الثمن كل من يحاول إيذاء مواطني إسرائيل". وشهدت بلدة حوارة أيضا قبل ثلاثة أسابيع تقريبا مقتل إسرائيليين إثنين برصاص مهاجم فلسطيني، أعقبته أعمال عنف بين المستوطنين وسكان البلدة. منذ بداية العام، أودى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بحياة 100 قتيل في صفوف الجانبين. وقضى 86 فلسطينيًا (بمن فيهم مقاتلون ومدنيون بينهم قصّر)، و13 مدنياً إسرائيليًا (بينهم ثلاثة قصّر) وشرطي، بالإضافة إلى مواطنة أوكرانية بحسب حصيلة من مصادر رسمية اسرائيلية وفلسطينية. والخميس قتل أربعة فلسطينيين بنيران اسرائيلية في جنين بالصفة الغربية، والسبت أطلق صاروخ جديد من قطاع غزة وسقط في إسرائيل من دون أن يوقع ضحايا، بحسب الجيش الإسرائيلي.
مشاركة :