أفاد خبراء عقاريون بأن دبي عززت مكانتها خلال السنوات الأخيرة وجهة عالمية لعقارات الأثرياء، وحافظت على هذه المكانة بفضل المقومات التي توفرها للمستثمرين العالميين. وأشاروا إلى أن القطاع العقاري في دبي شهد طفرة غير مسبوقة خلال العام الماضي، من حيث قيمة وحجم الصفقات، ومن المتوقع أن تستمر خلال العام الجاري. وجهة عالمية وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة شركة «الوليد الاستثمارية»، محمد المطوع، إن «دبي أصبحت وجهة عالمية للأثرياء، وذلك نظراً لتوفر العوامل المساعدة لذلك مثل العقارات الفريدة والمميزة، وكذلك الأمان الضريبي والحرية، والأمن والأمان، والبنية التحتية القوية»، موضحاً أن «الظروف المحيطة بالكثير من الدول جعلت من دبي ملاذاً آمناً يربط الشرق بالغرب، وكل ذلك بسبب سياسة الحكومة المرنة مع جميع الأطراف». وأضاف المطوع أنه «من ناحية الترويج فإن الجهات المعنية تقوم بواجبها، وللمحافظة على ذلك، يجب المضي قدماً في ابتكار وسائل جديدة وعقارات في أماكن مختلفة». طفرة غير مسبوقة إلى ذلك، قال المدير الإداري في شركة «هاربور العقارية»، مهند الوادية، إن «القطاع العقاري في دبي شهد طفرة غير مسبوقة خلال العام الماضي، من حيث قيمة وحجم الصفقات»، موضحاً أنها «تعتبر طفرة مبررة مع استمرارية وتيرة الانتعاش في القطاع خلال العام الجاري، لاسيما وأن شهري يناير وفبراير شهدا معاً أفضل بداية عام، على الإطلاق في القطاع العقاري». وأضاف الوادية، أن «الحصة الكبرى في العقارات تستهدف شريحة الأثرياء وأصحاب الثروات الذين يأتون إلى دبي بوصفها ملاذاً آمناً، وتوفير فرص استثمارية ناجحة لأصحاب الثروات في دبي ومن المتوقع استمرار هذه الوتيرة خلال العام الجاري». وأوضح، أنه «للمحافظة على مكتسبات القطاع العقاري في دبي، فيما يخص عقارات الأثرياء، يجب الاستمرار في توفير أرض خصبة لاستقطاب أصحاب الثروات وتوفير بيئة جاذبة وآمنة يكون فيها جميع مقومات نجاح القطاع العقاري من حيث القوانين والتشريعات ومن حيث البنية التحتية وتوفير آلية سريعة ومتطورة لتسهيل الأعمال وشراء العقارات». وأكد الوادية على ضرورة بذل جهد أكبر من حيث الترويج والتسويق من قبل الجهات التنظيمية، موضحاً أن «القطاع العقاري غني لكنه يحتاج للمزيد من الترويج والتسويق، ويجب أن يكون هناك دعم أكبر من ذلك وتوفير ميزانيات لدعم قطاع العقارات لضمان استمرارية نجاحه وتعزيز مكانته». عاصمة الأثرياء من جهته، قال مستشار التسويق العقاري، علاء مسعود، إن «دبي أصبحت عاصمة الأثرياء، وهناك المزيد من الإقبال على الأبراج والأماكن الفارهة التي أصبحت متزايدة بشكل ملحوظ، كما أن هناك العديد من لاعبي كرة القدم والمشاهير من حول العالم يأتون لقضاء إجازاتهم في دبي، بجانب التوسع في الفعاليات والمعارض العالمية، بالإضافة إلى دعم الحكومة للارتقاء بمستوى المعيشة، ما أدى إلى زيادة طلب المشاهير والأثرياء على تملك العقارات في الإمارات وتحديداً إمارة دبي». ولفت مسعود، إلى «العقارات التي تُباع في جزيرة النخلة من شراء المشاهير للعقارات والفلل والقصور في إمارة دبي والتي يبدأ سعرها من 25 مليون درهم فما فوق»، موضحاً أن «ذلك يرجع إلى التسهيلات التي تقدمها دبي للمستثمرين، كالحصول على الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات، بالإضافة إلى التسهيلات المتاحة لجميع الأشخاص الذين يريدون إنشاء شركات خاصة بهم، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على العقارات الفارهة والفاخرة». تصاعد الطلب من جانبه، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «درفن للعقارات» عبد الله العجاجي، إن «الطلب على العقارات الفاخرة شهد زيادة ملحوظة مع نهاية عام 2020، وازداد الطلب بشكل أكبر في عامي 2021 و2022، ولا يزال الطلب في تصاعد»، موضحاً أن «معظم مشتري العقارات الفاخرة من الأجانب، وذلك نظرا للأسعار التنافسية في دبي والإمارات مقارنة بأسعار العقارات في بلدانهم، وأنه بمجرد طرح مشروع فاخر جديد، يتم بيعه في ساعات معدودة، مما يدل على أن الطلب على العقارات الفاخرة يتفوق على العقارات الأخرى المتوفرة في السوق». وأضاف العجاجي أنه «من المتوقع استمرار الطلب على العقارات الفاخرة في دبي، نظراً لأن أسعارها تنافسية مقارنة بمدن عالمية أخرى مثل لندن وباريس». وأوضح أن «الطلب على عقارات الأثرياء في دبي مرتفع مقارنة بأعداد العقارات المتوفرة في السوق، فإذا ما بقي الحال كما هو عليه سيكون هناك طلب كبير بشكل دائم على العقارات الفاخرة بشكل عام، وهذا الحال يجب ألا يتغير مما يحافظ على الأسعار، مع إمكانية ارتفاع الأسعار بشكل عام، ويجب تحديد سقف معين لأعداد العقارات الفاخرة المتوفرة في السوق، وبالتالي تزداد قيمة العقارات، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الإماراتي، وقطاع العقارات بشكل خاص». وقال العجاجي، إن «الجهات التنظيمية تبذل جهوداً ملموسة في الترويج لدبي، لاسيما بعد إقامة جهة واحدة وهي دائرة الاقتصاد والسياحة، وجميع الهيئات تعمل معاً للترويج بشكل أفضل لإمارة دبي، ما يُساعد في نمو الاقتصاد». بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة «برايت ستارت» والمؤسس لشركة «إتش&إتش» للاستثمار والتطوير، شهاب لطفي، إن «دبي تسعى للحفاظ على مكتسبات القطاع العقاري من خلال تشجيع إطلاق مشاريع فريدة وضخمة بشكل متواصل». تنمية رؤوس الأموال قال الرئيس التنفيذي لشركة «برايت ستارت» والمؤسس لشركة «اتش&إتش» للاستثمار والتطوير، شهاب لطفي، إن «الحكومة لعبت دوراً فعالاً في تنمية رؤوس الأموال بدبي، وذلك بفضل الإجراءات المحفزة والدعم اللامحدود والمبادرات النوعية التي أطلقتها متمثلة في سياسات دعم المقيمين، وقوانين الإقامة الجديدة، وإقامة رواد الأعمال والمستثمرين، بالإضافة إلى البنية التحتية التي جعلت إمارة دبي تتبوأ الصدارة في مجال العقارات على المستوى العالمي. وصارت الإمارة وجهة عالمية تستقطب الأثرياء من أنحاء العالم. كما أن نجاح الإمارات في مواجهة أزمة كورونا، عزز من مكانها دولة آمنة للأفراد والمستثمرين، الأمر الذي دفع الكثير من المستثمرين وأثرياء العالم للإقامة والاستثمار فيها». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :