رئيس البرلمان التونسي يؤكد التزامه بحرية الصحافة

  • 3/20/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - أكد رئيس البرلمان التونسي إبراهيم بودربالة إيمانه بحرية الصحافة والتعبير، معربا عن تقديره لدور الإعلام الموضوعي والنزيه وبيّن، وفق بيان صادر عن البرلمان إثر لقاء جمعه بوفد من النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين الجمعة بقصر باردو، أنه سيتم العمل على المزيد من تنظيم علاقة الإعلاميين بتغطية النشاط البرلماني وفق النظام الداخلي للبرلمان الذي تنكب لجنة على صياغته. وكان افتتاح البرلمان التونسي الجديد الاثنين الماضي أولى جلساته العامة وسط إجراءات أمنية مشددة ومنع لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية من تأمين التغطية الإعلامية، باستثناء التلفزيون التونسي ووكالة الأنباء الرسمية “وكالة تونس أفريقيا للأنباء”، وهي سابقة منذ ثورة 2011، أثار جدلا إعلاميا واسعا. صلاح الدين الدريدي: الإعلام البرلماني فن مجهول.. لا أحد قيّم مهنيا أداء الإعلام النيابي صلاح الدين الدريدي: الإعلام البرلماني فن مجهول.. لا أحد قيّم مهنيا أداء الإعلام النيابي وأوضح بودربالة، في تصريح لراديو آي.أف.أم، أن البرلمان سيعمل في الأسبوعين الأولين على ترتيب البيت الداخلي، مشيرا إلى تعيين لجنة النظام الداخلي، وستكون مهمتها تنظيم العمل داخل المجلس ومع كل الجهات الفاعلة سواء مع المؤسسات الرسمية مثل مؤسسة رئاسة الجمهورية أو الحكومة، وكذلك مع مؤسسات المجتمع المدني خاصة في علاقة بالإعلام. وقالت النائبة بالبرلمان الجديد فاطمة المسدّي إن مجموعة من النواب "ارتأوا الاقتصار على حضور الإعلام العمومي فقط" لتغطية الجلسة الافتتاحية من داخل مقر مجلس نواب الشعب. وأوضحت المسدي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنّ قرار منع وسائل إعلام محلية ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية صدر عن عدد من النواب، وهي من بينهم، وذلك في اجتماع قبل انعقاد الجلسة العامة الافتتاحية، مشيرة إلى أنه كان بهدف "تجنّب البلبلة وربّما نقل صورة لا تليق بالبرلمان". ووصف أستاذ الصحافة والإعلام صلاح الدين الدريدي تصريح المسدي بأنه "دليل على تفشي الأمية الإعلامية والاتصالية لدى الطبقة السياسية". وفي ما يتعلق بمنع الصحافيين من تغطية أعمال الجلسة الافتتاحية، نفى بودربالة أن يكون ضمن النواب الذين دعوا إلى ذلك، مضيفا “سبق أن قلت في العديد من المناسبات أن أهم مكسب تحقق بعد ثورة السابع عشر من ديسمبر 2010 هو حرية الإعلام وأنا مع دعم حرية الإعلام". وأفادت نقابة الصحافيين في بيان لها بأن رئيس البرلمان أكد للوفد الذي ضم أميرة محمد نائبة نقيب الصحافيين وريم سوودي أمينة المال، عدم علمه بقرار إقصاء الصحافيين قبل الجلسة الافتتاحية، مؤكدا التزامه التام بحرية الصحافة. وعبّر رئيس البرلمان، وفق بيان النقابة، عن انفتاحه على كافة وسائل الإعلام وترحيبه بالمقترحات التي من شأنها تنظيم العلاقة بين البرلمان والإعلام، من خلال جلسات مشتركة بين النقابة الوطنية للصحافيين والبرلمان. فاطمة المسدي: قرار منع وسائل إعلام محلية ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية صدر عن عدد من النواب فاطمة المسدي: قرار منع وسائل إعلام محلية ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية صدر عن عدد من النواب وعبّرت النقابة عن استنكارها ورفضها القطعي لإقصاء الصحافيين بالمؤسسات الإعلامية الخاصة ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدين في تونس، من تغطية أشغال الجلسة الافتتاحية بالبرلمان، في ضرب تام للدستور التونسي والتشريعات المعمول بها والاتفاقيات الدولية التي أمضت عليها تونس. كما شدد وفد النقابة على أهمية انفتاح البرلمان على الصحافة في تكريس تام لمبدأ الشفافية وضمان حق المواطن في المعلومة وفي رقابة أداء ممثليه من نواب الشعب عبر وسائل الإعلام، منبها إلى خطورة المضي في التضييق على الصحافيين داخل البرلمان، وضرورة تمكينهم من القيام بعملهم بكل حرية سواء في الجلسات العامة أو أثناء اجتماعات اللجان البرلمانية. وطالب الوفد بضرورة التصدي الجماعي لأي مخططات من خارج البرلمان لضرب الشراكة الإستراتيجية بين نواب الشعب والصحافيين. وفي الغالب لا يحظى الإعلام الخاص في تونس بثقة التونسيين. وقد نجحت قوى سياسية تحت غطاء المال السياسي في توجيه وسائل الإعلام الخاصة نحو أجندات معينة. وتحولت بعض وسائل الإعلام الخاصة إلى أحزاب سياسية. وطرح خبراء في سياق آخر غياب الإعلام البرلماني في تونس الذي يبقى حلقة مفقودة في الإعلام منذ عام 2011 وحتى عام 2021. واعتبر أستاذ الصحافة والإعلام صلاح الدين الدريدي أن "الإعلام البرلماني فن مجهول.. لا أحد قيّم مهنيا أداء الإعلام النيابي من 2011 إلى 2021. كان إعلاما يساير نهج التوافق السائد ولم يكن مدركا لمعنى المعارضة، لأنه لم تكن توجد معارضة أصلا. مع صعود كتلة الدستوري الحر كان الإعلام، بشكل عام، يعتبر المعارضة ضربا من ضروب الزيغ والضلالة. ما كشفت عنه آنذاك مثلا رئيسة حزب الدستوري الحر عبير موسي بهاتفها الجوال كان على الإعلام النيابي الحقيقي أن يكشف عنه قبلها". وقال الدريدي، في تصريحات لـ"العرب"، “لقد فرطنا في فرصة تاريخية لإرساء نظام إعلامي وطني متطور يبوّئ تونس مكانة مميزة ضمن الإعلام العربي، ويعود هذا إلى جملة من الأخطاء الجوهرية ارتكبها من تولوا الإشراف على القطاع بعد 2011".

مشاركة :