ارتفع سوق الذهب العالمي حيث شهدت الأسعار أفضل أسبوع لها منذ ثلاث سنوات وسط تداعيات ما يحدث للقطاع المصرفي الأمريكي، والذي امتدت آثاره بشكل ما إلى دول عدة في العالم، وفق ما ذكرت منصة "كيتكو"، المعنية بأسواق المعادن بالعالم، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه. لا يستبعد المحللون وصول الذهب لمستوى الــ2000 دولار للأوقية، ربما الأسبوع المقبل حيث تتطلع الأسواق إلى ما بعد اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده يوم الأربعاء، وفق ما ذكرت منصة كيتكو. وارتفع المعدن النفيس من 1867 دولارًا للأوقية إلى ما فوق 1980 و1990 دولارًا هذا الأسبوع ، مسجلاً مكاسبًا بأكثر من 110 دولارات وأفضل أداء له منذ مارس 2020. تم تداول عقود الذهب الآجلة لشهر أبريل في سوق كوميكس عند 1988دولارًا للأوقية، بزيادة 65 دولارًا في اليوم. يرى محللون أن هذا أكبر حدث كانت الأسواق تستعد له منذ فترة، قبل اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتتوقع الأسواق أن يكون هناك ارتفاع للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، لكن المستثمرين يركزون بشكل أكبر على التوقف المؤقت المحتمل وخفض أسعار الفائدة الذي قد يتبع ذلك. وبعد التقلبات الشديدة في ضوء توقعات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع، أصبح سوق الذهب في وضع رابح، وفقًا للمحللين. حول ذلك، قال بارت ميليك، الرئيس العالمي لاستراتيجية مراقبة السلع في شركة "تي دي سيكيورتيز"،:"ترى الأسواق أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يسعى لزيادة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس، ومن ثم ربما يستمر معها لفترة من الوقت، وسنرى ما سيحدث". أضاف : "وجهة النظر من منظور الذهب هي أنه نظرًا للاضطرابات في النظام المصرفي واستعداد وزارة الخزانة الأمريكية للمساعدة، قد نحصل على تسهيلات تسمح بالتضخم لفترة أطول عند مستوى أعلى، وهذا شيء جيد للذهب". وأضاف ميليك أن الإجماع في سوق الذهب هو أنه سيتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيف حدة أسعار الفائدة قبل كبح جماح التضخم، وهذا تحول هائل في المنظور منذ أسابيع قليلة فقط. وقال إيفريت ميلمان ، خبير المعادن الثمينة في شركة "جينزفيل كوينز"، إن ارتفاع آخر بمقدار 25 نقطة أساس قد يُفسر على أنه ليس أكثر من تحرك من جانب الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على مصداقيته. وأضاف ميلمان أنه بعد قرار الأربعاء ، من غير المرجح أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة، لأن "شيء ما سوف ينكسر بالتأكيد إذا استمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في وضع قدمه على الدواسة". رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، متمسكًا بموقفه المتشدد على الرغم من مخاوف القطاع المصرفي واضطراب السوق. صرح فرانك كولي، المحلل الاستراتيجيي، بأن هذا أعطى الأسواق ثقة في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيواصل أيضًا خططه الحالية. تابع "حصل السوق على إجابته عندما رفع البنك المركزي الأوروبي بمقدار 50 نقطة أساس. واعتبر محللون، إن التضخم مرتفع، ولا يعتقد أن التضخم بنسبة 2٪ أمر واقعي، لذا فمن الممكن أن يحطموا بعض القطاعات إذا استمروا على موقفهم.
مشاركة :