الأمير بدر بن عبدالمحسن.. حامل راية الشعراء الأوائل

  • 3/17/2023
  • 00:20
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تاريخ طويل للشعر العربي تمتد جذوره في أراضي شبه الجزيرة العربية، ورثه أحفاد الشعراء الأوائل، إرث يسلمه شاعر لآخر، وكان صاحبُ السموِّ الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، درة من هذا العنقود الذهبي المستمر في الازدهار؛ إذ جابت كلماته مسامع المبدعين والشعراء العرب، فأطربت آذانهم ولمست أفئدتهم. الأمير يستطيع رسم اللوحات الشعرية بالكلمات الدافئة التي تنسجها بلاغة العقل وإحساس القلب، ما وضعه في مكانة يصبو إليها أصحاب الأصوات الشجية العذبة ليردّدوا ما يخرج من لسانه من ألوان شعرية رائعة. ولد الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبد العزيز آل سعود في الثاني من إبريل 1949، بحي الفوطة في مدينة الرياض، وكان الابن الثاني للأمير عبدالمحسن بن عبد العزيز من أبنائه الذكور، ووالدته وضحى الحمود الرشيد. نشأة الأمير الشاعر انعكست على شخصيته وإبداعاته؛ إذ تربى في بيت والده المحب للعلم والأدب وكان مجلسه مليئًا بالأدباء والمفكرين، ما جعله ينكبّ على العلم والأدب. تلقى الأمير بدر بن عبدالمحسن، علومه الابتدائية بين المملكة ومصر، وفي المتوسطة تلقى علومه في مدرسة الملكة فيكتوريا بالإسكندرية. دراسته للمرحلة الثانوية كانت في السعودية، كما أنه درس في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. موهبته الفذة اكتشفتها معلمة إنجليزية، بعدما طلبت منه كتابة موضوع عن رحلة كريستوفر كولومبوس إلى العالم الجديد واكتشاف امريكا فكتبها بطريقة الحوار "ديالوج". وبعدما اطّلعت المعلمة على كتابة الشاعر الصغير توقّعت أن يكون كاتبًا له شأن، وكان ذلك في أثناء دراسته بمصر، وبالفعل صدقت توقعات المعلمة، إذ صار صوتًا مبدعًا تصغي له الآذان. التقى الأمير في أثناء فترة دراسته بمختلف الدول عددًا من الرواد والأدباء والمفكرين والفنانين، مثل الشاعر أحمد رامي ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وعبد الحليم حافظ وغيرهم. في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي أصبح رئيسًا للجمعية السعودية للثقافة والفنون، فأضفى عليها عديدًا من الأفكار، وكان له أثر في تطوير هذه الجمعية والرقي بها. اختلط ببعض الشعراء الكبار في المملكة، محمد العبد الله الفيصل وخالد الفيصل وخالد بن يزيد ومحمد بن أحمد السديري عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود وغيرهم كثيرون. غنت قصائده باقة من المطربين على المستوى المحلي والعربي، وأبرز من غنى له الفنان طلال مداح، ومحمد عبده، وعبادي الجوهر، وعبد المجيد عبد الله، وعبد الكريم عبد القادر، ونجاة الصغيرة، وخالد الشيخ، وعبد الرب إدريس، وعبد الله الرويشد، وغيرهم. قدم الأمير الشاعر دواوين شعرية رائعة هي "ما ينقش العصفور في تمرة العذق"، و"رسالة من بدوي"، و"لوحة ربما قصيدة". وفي 6 من مايو 2019 منحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وشاح الملك عبد العزيز خلال استقباله في قصر السلام بجدة. من أهم مشاركات الأمير الأدبية كتابة أوبريت غنائي لمهرجان الجنادرية مرتين، الأول كان أوبريت وقفة حق في مهرجان الجنادرية السابع عام 1992، والثاني كان أوبريت فارس التوحيد في مهرجان الجنادرية الرابع عشر. وأهم أعماله مع كبار الفنانين: وغنى كلماته عديد من المطربين الرائعين السعوديين والعرب، منهم خالد عبد الرحمن، وراشد الماجد، وكاظم الساهر، وصابر الرباعي، ونوال الكويتية، ونجاة الصغيرة، وأصالة.

مشاركة :